تشهد الحرب في أوكرانيا تحركات دبلوماسية متسارعة بين موسكووواشنطن، في وقت يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى تثبيت موقعه كوسيط محتمل لإنهاء الصراع الممتد منذ أكثر من ثلاث سنوات. وفي المقابل، يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استثمار هذا الزخم لإبراز استعداد بلاده للحوار، مع تمسكه بمحددات أساسية تتعلق بأمن أوكرانيا ومستقبلها السياسي. وقال بوتين إن إدارة ترمب تستمع إلى مبررات الكرملين المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، مؤكدا أن هناك «تفاهمًا متبادلًا» بين الجانبين حول مسار الصراع الدائر منذ أكثر من ثلاث سنوات. تغير المواقف أوضح بوتين، خلال لقائه رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، أن موسكو تلمس تغيرًا في الموقف الأمريكي مقارنة بفترة الرئيس السابق جو بايدن، مضيفًا: «إدارة ترمب تُصغي إلينا بجدية، وهذا أمر ملحوظ، ونأمل أن يستمر الحوار البنّاء». وعلى الرغم من لهجته الإيجابية، تواجه روسيا إجراءات عقابية محتملة من قِبل ترمب، الذي عبّر في وقت سابق عن استيائه من غياب انخراط موسكو في جهود السلام التي تقودها واشنطن، وهدد بفرض عقوبات عليها لم يكشف عن طبيعتها. وقد جعل الرئيس الأمريكي من إنهاء الحرب أحد أولوياته الدبلوماسية، حيث استضاف بوتين الشهر الماضي في قمة، عُقدت بألاسكا، لمناقشة الملف الأوكراني. الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، شدد بوتين على أن بلاده لن تقبل بانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، لكنه أشار في المقابل إلى أن موسكو لا تعترض على احتمال انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي. كما أبدى انفتاحًا على مناقشة ترتيبات أمنية تضمن استقرار أوكرانيا بعد الحرب، معتبرا أن هناك «فرصة للتوصل إلى توافق في الآراء»، من دون تقديم تفاصيل إضافية. السلامة النووية فيما يخص محطة زاباروجيا للطاقة النووية، وهي الأكبر في أوروبا وموضع قلق دولي منذ اندلاع الحرب، قال بوتين إن روسيا مستعدة للعمل مع الولاياتالمتحدةوأوكرانيا لضمان سلامة المحطة، شرط توافر ما وصفه ب«الظروف المواتية». وبدا أن تصريحات بوتين، على الرغم من ترحيبه بالتقدم في بعض الملفات، لم تحمل أي تغييرات جوهرية في موقف روسيا من الحرب. في المقابل، يواصل قادة غربيون اتهام موسكو باستخدام مسار التفاوض للمماطلة، بينما يواصل الجيش الروسي توسيع عملياته العسكرية بهدف إنهاك الدفاعات الأوكرانية.