بدأت السلطات الباكستانية تنفيذ عمليات إجلاء واسعة في إقليم البنجاب الشرقي، بعد أن أطلقت الهند كميات كبيرة من المياه من السدود والأنهار المتدفقة نحو المناطق الحدودية المنخفضة، ما يهدد بفيضانات عابرة للحدود. وقد وجهت نيودلهي تحذيرا رسميا لإسلام أباد، في أول اتصال علني بين الجانبين منذ أشهر. وقالت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في باكستان إن أكثر من 14 ألف شخص تم إجلاؤهم من منطقة كاسور، بينما نُقل أكثر من 89 ألفا من مدينة بهاوالناجار إلى مناطق أكثر أمانا. وحثت السلطات السكان على تجنب الأنهار والمناطق المنخفضة، والالتزام بالتنبيهات المرسلة عبر الإعلام والهواتف المحمولة. أمطار موسمية غزيرة الإنذار الجديد يأتي بينما تتعرض باكستانوالهند لموجة مطيرة كثيفة ضمن موسم الرياح الموسمية. ومنذ أواخر يونيو، أسفرت الفيضانات في باكستان عن مقتل أكثر من 800 شخص. وفي كشمير المقسمة، أعلنت السلطات مقتل 65 شخصا على الأقل وتشريد مئات آخرين، بينما اجتاحت المياه الموحلة المنازل، وألحقت أضرارا بالبنية التحتية من طرق وجسور. نزاعات عسكرية اللافت أن التحذير الأخير لم يُنقل عبر لجنة مياه نهر السند، وهي الآلية الدائمة المنصوص عليها في معاهدة مياه السند الموقعة عام 1960 برعاية البنك الدولي، التي علقتها الهند في أبريل عقب مقتل سياح في كشمير. وعلى الرغم من أن المعاهدة صمدت أمام نزاعات عسكرية سابقة، فإن تعليقها يعكس توترا متصاعدا، زادت حدته بعد تبادل إطلاق الصواريخ بين الجانبين في مايو الماضي، قبل أن يتوقف بوساطة أمريكية، أعلنها الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترمب. سيناريو 2022 تحذر الهيئات الباكستانية والأممية من أن استمرار الأمطار الغزيرة قد يفاقم المخاطر، خاصة أن فيضانات 2022، التي غمرت ثلث البلاد وأودت بحياة أكثر من 1700 شخص، لا تزال حاضرة في الذاكرة. ويرى خبراء الأرصاد أن تغير المناخ أسهم في تزايد وتيرة الأمطار الكثيفة والفيضانات المدمرة خلال الأعوام الأخيرة في جنوب آسيا.