بينما توسع إسرائيل عملياتها العسكرية على مدينة غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، تتجه دول أوروبية، وعلى رأسها بلجيكا، إلى اتخاذ خطوات نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في تطور يعكس الفجوة المتزايدة بين المشهد الميداني في القطاع والتفاعلات السياسية على الساحة الدولية. توسيع الهجوم وأعلنت إسرائيل مع بداية سبتمبر عن تعبئة تدريجية لما لا يقل عن 60 ألف جندي احتياطي، إلى جانب تمديد خدمة 20 ألفا آخرين في الجيش، في إطار خطتها لتكثيف العمليات البرية والجوية في غزة. وتركزت الضربات الأخيرة على أحياء الزيتون والشجاعية، التي تعرضت لدمار واسع وتحولت إلى ما تصفه إسرائيل ب«مناطق قتال خطيرة». وتقول السلطات الإسرائيلية إن مدينة غزة لا تزال المعقل السياسي والعسكري لحركة حماس، وتحتوي على شبكة أنفاق واسعة، ما يجعلها هدفًا رئيسيًا للهجوم. في المقابل، يواجه مئات الآلاف من المدنيين أوضاعًا متدهورة بفعل القتال ونقص الغذاء، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وفاة 185 شخصًا جراء سوء التغذية في أغسطس فقط، وهو الرقم الأعلى منذ أشهر. الاعتراف الدولي وفي موازاة ذلك، أعلن وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو أن بلاده ستطرح رسميًا خطتها للاعتراف بدولة فلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 سبتمبر. وتضع بروكسل شرطين لهذا الاعتراف: إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين من غزة، وإبعاد حماس عن السلطة السياسية. ورغم هذه الشروط، فإن الإعلان يمثل خطوة إضافية في اتجاه دعم دولي متزايد لإقامة دولة فلسطينية، لتنضم بلجيكا إلى أكثر من 140 دولة تعترف بالفعل بها. كما كشف بريفو عن نية بلاده حظر بضائع المستوطنات الإسرائيلية وفرض قيود على بعض الشخصيات اليمينية المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية. وأكد أن الهدف ليس معاقبة الشعب الإسرائيلي بل دفع حكومته إلى احترام القانون الدولي. هذه الخطوة تأتي وسط تصاعد الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن الحرب على غزة، إذ أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى احتجاجات شعبية وانقسامات سياسية في القارة، رغم استمرار التعاون العسكري والتجاري مع تل أبيب. الميدان والدبلوماسية بينما ترى إسرائيل في تعبئة قواتها خطوة ضرورية لمواجهة حماس وضمان أمنها بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص داخل إسرائيل، يزداد الضغط الدولي عليها في ظل الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في غزة. الاعترافات المتتالية بدولة فلسطينية، والحديث عن عقوبات أوروبية جديدة، يعكسان اتساع الهوة بين الرواية الإسرائيلية وبين مواقف كثير من العواصم الغربية. بهذا، يقف المشهد عند مفترق طرق: من جهة حرب مستمرة تخلف خسائر بشرية ومادية فادحة، ومن جهة أخرى حراك دبلوماسي يسعى لمنح القضية الفلسطينية إطارًا سياسيًا جديدًا على الساحة الدولية. حيث بلغت حصيلة القتلى الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب 63.557، وفق بيانات الوزارة، مع إصابة أكثر من 160 ألف آخرين، نصفهم تقريبًا من النساء والأطفال. بينما تستمر إسرائيل في التشكيك بهذه الأرقام، لكنها لم تعلن بديلًا رسميًا لحصيلة الضحايا. • التصعيد العسكري الإسرائيلي: • استدعاء 60 ألف جندي احتياطي وتمديد خدمة 20 ألفا آخرين. • الجيش الإسرائيلي يعتبر غزة معقلًا سياسيًا وعسكريًا لحماس. • تكثيف الضربات على أحياء الزيتون والشجاعية في غزة وتحويلها إلى "مناطق قتال خطيرة". • الحراك الدبلوماسي الدولي: • بلجيكا تعلن خطتها للاعتراف بدولة فلسطينية خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة. • الاعتراف مشروط بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وإبعاد حماس عن السلطة. • إعلان بلجيكا يشمل أيضًا حظر بضائع المستوطنات وقيود على شخصيات إسرائيلية يمينية. • ردود الفعل والتوترات الأوروبية: • إسرائيل تندد بالخطوة وتصفها بأنها «خضوع لحماس». • الحرب تشعل احتجاجات شعبية وتوترات سياسية في أوروبا رغم استمرار العلاقات الاقتصادية مع تل أبيب.