يكثف قادة الاتحاد الأوروبي اتصالاتهم مع الرئيس الأميركي ترمب، في محاولة لضمان مراعاة المصالح الأمنية الأوروبية في القمة المقررة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع، في ظل استبعادهم من المشاركة المباشرة. وتأتي هذه المساعي بينما تقترب القوات الروسية من السيطرة على مدينة إستراتيجية في إقليم دونيتسك، ما قد يمنح موسكو ورقة ضغط إضافية قبل أي مفاوضات. ولم يتضح بعد ما إذا كانت أوكرانيا ستحضر القمة، في وقت أبدى ترمب استعداده لاختبار جدية بوتين في إنهاء الحرب التي تدخل عامها الرابع. إثارة القلق وأثارت تصريحات ترمب السابقة، التي تضمنت دعوة أوكرانيا للتخلي عن بعض أراضيها مقابل وقف إطلاق النار، أثارت قلق الحلفاء في أوروبا وكييف على حد سواء. لذا أكد القادة الأوروبيون في بيان مشترك أن مسار السلام «لا يمكن تحديده بدون أوكرانيا»، وأن «الحدود الدولية لا يجوز تغييرها بالقوة». ودعا المستشار الألماني فريدريش ميرز لاجتماعات افتراضية غداً لحشد موقف موحد قبل القمة، فيما لم يؤكد ترمب مشاركته. كما جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفضه التخلي عن أي أراضٍ، محذراً من أن أي اتفاق دون هزيمة إستراتيجية لروسيا سيؤدي إلى فرض شروط موسكو وإضعاف القانون الدولي. ميدانياً، يواجه الجيش الأوكراني ضغطاً متزايداً في دونيتسك مع تقدم القوات الروسية نحو بوكروفسك، حيث قد تكون الأيام المقبلة حاسمة. مخاوف إضافية ومحاولة ترمب لإعادة صياغة صورة بوتين على الساحة الدولية أثارت مخاوف إضافية لدى داعمي أوكرانيا، خاصة بعد تصريحاته التي قارن فيها أداء زيلينسكي وبوتين، وتصريحه الخاطئ مرتين بأنه سيسافر إلى روسيا رغم انعقاد القمة في ألاسكا. والبيان الأوروبي، الذي كان يهدف لإظهار وحدة الموقف، واجه معارضة من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي امتنع عن تأييده، في خطوة تعكس الانقسامات الداخلية داخل الاتحاد بشأن التعامل مع الحرب. تبادل الهجمات وفي سياق متصل، تواصل القوات الأوكرانية تنفيذ هجمات مكثفة على مواقع إستراتيجية روسية داخل الأراضي المحتلة، مستهدفةً خطوط الإمداد ومراكز القيادة لتعطيل عمليات الجيش الروسي. وشهدت الأيام الأخيرة تصاعداً في وتيرة الضربات الجوية والصاروخية التي نفذت باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى، ما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بالبنى التحتية العسكرية الروسية وتقليل قدرتها على المناورة. ومن جانبها، ردت القوات الروسية بتكثيف هجماتها على المناطق الأوكرانية الشرقية والجنوبية، مع التركيز على استعادة السيطرة على المناطق التي فقدتها مؤخراً. ورغم ذلك، تشير التقارير إلى استمرار المقاومة الأوكرانية القوية، التي أظهرت قدرة ملحوظة على صد الهجمات الروسية، مما يعكس حالة استنزاف مستمرة على الجانبين في ظل تصاعد النزاع العسكري. سيناريوهات غربية للانعكاسات المحتملة لغياب أوكرانيا عن القمة: • إبرام تسوية دون مشاركة الطرف المتضرر، ما قد يؤدي إلى اتفاق لا يعكس مصالح أوكرانيا أو أولوياتها. • منح روسيا مساحة أكبر للتأثير على مسار المفاوضات وفرض شروطها على طاولة النقاش. • إضعاف الموقف التفاوضي الأوروبي لغياب التنسيق المباشر مع أوكرانيا خلال صياغة أي اتفاق. • تقويض الشرعية الدولية لأي تسوية، إذ يُنظر إليها كاتفاق تم فرضه دون موافقة الدولة المعنية. • خطر ترسيخ مبدأ تغيير الحدود بالقوة، ما قد يشجع أطرافاً أخرى على اتباع النهج نفسه. • إمكانية تراجع الدعم الشعبي والسياسي الغربي لأوكرانيا إذا رُوّج للتسوية باعتبارها نهاية للحرب. • إضعاف الروح المعنوية الأوكرانية وزيادة الانقسامات الداخلية حول شرعية القيادة وموقفها من الحرب.