أثارت خطة إسرائيل للسيطرة الكاملة على مدينة غزة مخاوف دولية عاجلة بشأن مصير المدنيين المحاصرين والرهائن الإسرائيليين، وسط تحذيرات من تفاقم «كارثة إنسانية غير مسبوقة» في القطاع. وقالت الحكومة الإسرائيلية إنها ستكثف حربها المستمرة منذ 22 شهرا مع حركة «حماس» بالسيطرة على مدينة غزة، فيما لم يتضح توقيت العملية العسكرية الكبيرة، ومن المرجح أن تتطلب تعبئة آلاف الجنود وإجلاء المدنيين من المدينة، وهو ما يفاقم بالتأكيد الأزمة الإنسانية في القطاع. وقال مسؤول مطلع على خطط الاستيلاء على مدينة غزة إن العملية ستكون «تدريجية». عرض لوقف الحرب وقال مسؤولان عربيان لوكالة «أسوشيتد برس» إن الوسطاء من مصر وقطر يعدون إطارا جديدا يشمل الإفراج عن جميع الرهائن الموتى والأحياء دفعة واحدة، مقابل إنهاء الحرب في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع. وقبل اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، الذي بدأ الخميس واستمر طوال الليل، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل «تعتزم استعادة السيطرة على كامل القطاع وتسليمه في النهاية إلى قوات عربية صديقة تعارض حماس». معارضة رئيس الأركان وأبدى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، تحفظه على الخطة، حيث ورد أنه «حذر من أن ذلك سيعرض حياة الرهائن الأحياء المتبقين، البالغ عددهم حوالي 20 شخصا، للخطر وسيزيد من إرهاق الجيش الإسرائيلي بعد ما يقرب من عامين من الحروب الإقليمية». كما تعارض العديد من عائلات الرهائن الإسرائيليين ذلك، خوفا من أن يؤدي مزيد من التصعيد إلى خسارة أبنائهم. رفض لخطة الاحتلال أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أمس السبت، بأن كل قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رفضوا خطة احتلال قطاع غزة خلال اجتماع مجلس الوزراء. وقالت الصحيفة، إن الكابينت الإسرائيلي ناقش نحو 10 ساعات قرار احتلال كامل لقطاع غزة، رغم اعتراض قوي من جميع قادة الأجهزة الأمنية، بمن فيهم رئيس الأركان، آيال زمير، ورئيس جهاز الأمن القومي، تسحي هنغبي، ورئيس الموساد ديفيد «ديدي» برناع، الذين اعتبروا أن هناك عمليات أكثر ملاءمة من هذا الخيار. معارضة دولية ووفق الصحيفة فقد حذر زامير وهنغبي من أن الاحتلال قد يعرض حياة الرهائن الإسرائيليين للخطر، معربين عن رفضهم لخطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي ذهب ضد رأي الأجهزة الأمنية. ورغم الاعتراضات، قرر الكابينت الموافقة على خطة نتنياهو للسيطرة التدريجية على مدينة غزة، مع تقديم مساعدات إنسانية للسكان خارج مناطق القتال. القرار واجه انتقادات داخلية حادة، وتحذيرات من استمرار القتال لفترة طويلة وخسائر بشرية ومادية كبيرة. آثار القرار كانت فورية على المستوى الدولي، حيث أعلنت ألمانيا وقف إرسال الأسلحة لإسرائيل بسبب هذه الخطة، فيما هددت بريطانيا بالاعتراف بدولة فلسطينية إذا لم تتوقف الحرب. مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة بطلب بريطاني لمناقشة تصاعد العنف في غزة. 5 دول أوروبية تدين إسرائيل دان وزراء خارجية أسترالياوألمانيا وإيطاليا ونيوزيلاندا وبريطانيا، بشدة قرار مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي شن عملية عسكرية جديدة واسعة النطاق في غزة. وشدد الوزراء في بيان مشترك على أن «الخطط التي أعلنتها حكومة إسرائيل تنذر بانتهاك القانون الإنساني الدولي»، نقلا عن رويترز. أبرز ردود الفعل الدولية: الأممالمتحدة دعا مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن ذلك «مخالف لقرار محكمة العدل الدولية القاضي بوجوب أن تضع إسرائيل حدا لاحتلالها في أقرب وقت ممكن وتحقيق حل الدولتين المتفق عليه وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم». الاتحاد الأوروبي دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، إسرائيل إلى إعادة النظر في الخطة. ألمانيا أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس تعليق صادرات الأسلحة التي قد تستخدمها إسرائيل في غزة. بريطانيا وصف رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، خطة إسرائيل «للسيطرة» على مدينة غزة ب«الخطأ»، ودعا حكومة بنيامين نتنياهو إلى «إعادة النظر فورا» بها. إسبانيا قال وزير الخارجية الإسباني مانويل ألباريس «ندين بشدة قرار الحكومة الإسرائيلية تعزيز احتلالها العسكري لغزة»، معتبرا أن هذه الخطة «لن تؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والمعاناة». بلجيكا أعلنت بلجيكا، أنها استدعت السفيرة الإسرائيلية على خلفية خطة السيطرة على مدينة غزة، وقال وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو «الهدف واضح وهو التعبير عن رفضنا التام لهذا القرار». تركيا حضت تركيا، المجتمع الدولي على وقف الخطة الإسرائيلية التي حذّرت من أنها ستشكل «ضربة قاسية» للسلام والأمن. السعودية ندّدت السعودية، الجمعة، بخطة إسرائيل ل «احتلال» غزة و«تجويع» سكانها. وجاء في بيان الخارجية السعودية «تندد المملكة بأقوى وأشد العبارات بقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية احتلال قطاع غزة، وتدين بشكل قاطع إمعانها في ارتكاب جرائم التجويع والممارسات الوحشية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني الشقيق». مصر دانت مصر في بيان صدر عن وزارة الخارجية «بأشد العبارات» الخطة الإسرائيلية التي اعتبرت بأن هدفها «ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، ومواصلة حرب الإبادة في غزة. الأردن الملك عبدالله الثاني شدد خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس «على رفض الأردن القاطع وإدانته لهذه الخطوة التي تقوض حل الدولتين وحقوق الشعب الفلسطيني، وتهدد الجهود الدولية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة». الصين أعربت الصين، عن «قلقها البالغ» حيال الخطة، داعية إسرائيل إلى «وقف تحرّكاتها الخطيرة فورا»، وأفاد الناطق باسم الخارجية الصينية»فرانس برس» في رسالة بأن «غزة للفلسطينيين، وهي جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية».