أدانت عدة دول ومنظمات دولية، قرار مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي "الكابينت" شن عملية عسكرية واسعة النطاق واحتلال مدينة غزة، محذرين من أن هذه الخطوة تمثل تصعيدا خطيرا يفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع منذ قرابة عامين من الحرب. في بيان مشترك، أعرب وزراء خارجية أستراليا وألمانيا وإيطاليا ونيوزيلندا وبريطانيا عن إدانتهم الشديدة للقرار، معتبرين أن "الخطط التي أعلنتها حكومة الاحتلال تنذر بانتهاك القانون الإنساني الدولي"، ومؤكدين تمسكهم بحل الدولتين عبر المفاوضات. ودعا البيان سلطات الاحتلال إلى تعديل نظام تسجيل المنظمات الإنسانية الدولية الذي فرضته مؤخرا. من جانبها، أدانت إسبانيا بشدة تصعيد الاحتلال العسكري في غزة، معتبرة أنه لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والمعاناة، وشددت على ضرورة وقف إطلاق نار دائم، وتدفق واسع للمساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح جميع الأسرى، مؤكدة أن السلام الدائم لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطين الواقعية والقابلة للحياة. فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن السيطرة على مدينة غزة تمثل تصعيدا خطيرا يخاطر بتعميق العواقب الكارثية على ملايين الفلسطينيين، وزيادة المخاطر على أرواح الأسرى المتبقين، مشددا على أن الفلسطينيين في غزة يواصلون تحمل كارثة إنسانية ذات أبعاد مروعة. 11 مواطنًا استشهدوا بسبب المجاعة السيناتور الأمريكي آدم شيف حذر من أن خطة نتنياهو لاحتلال غزة ستؤدي إلى إزهاق مزيد من أرواح الأسرى والمدنيين وجنود الجيش، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يواجهون المجاعة بما في ذلك أعداد كبيرة من النساء والأطفال. وكان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي قد وافق الجمعة الماضية على خطة لاحتلال مدينة غزة وتهجير نحو مليون فلسطيني من الشمال إلى الجنوب، قبل تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية، ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع. ووفق الأممالمتحدة، فإن 87 % من مساحة قطاع غزة باتت بالفعل تحت الاحتلال أو أوامر الإخلاء، محذرة من أن أي توسع عسكري جديد ستكون له تداعيات كارثية. من جهتها أعلنت الرئاسة الفلسطينية عن إدانتها ورفضها خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة، مشيرة إلى التوجه الفوري إلى مجلس الأمن الدولي لوقفه. وحذرت الرئاسة في بيان لها من أن هذه الخطط الإسرائيلية القائمة على القتل والتجويع والتهجير القسري ستقود إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة. وأكد البيان أن الشعب الفلسطيني "لن يقبل بسياسة الإملاءات أو فرض الوقائع بالقوة، وأنه متمسك بحقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية". وأشار البيان إلى أن دولة فلسطين قررت إجراء الاتصالات العاجلة مع الجهات المعنية في العالم، كما قررت التوجه الفوري إلى مجلس الأمن الدولي لطلب تحرك عاجل وملزم لوقف هذه الجرائم. ودعا إلى عقد اجتماعات طارئة لكل من منظمة التعاون الإسلامي ومجلس جامعة الدول العربية لتنسيق موقف عربي وإسلامي ودولي موحد يضمن حماية الشعب الفلسطيني ووقف العدوان. كما دعا البيان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، إلى التدخل لوقف تنفيذ هذه القرارات، وبدلا من ذلك الوفاء بوعده وقف الحرب والذهاب للسلام الدائم. وشدد البيان على "أن السبيل الوحيد لوقف هذه المأساة وضمان الأمن والاستقرار، هو تمكين دولة فلسطين من تولي كامل مسؤولياتها في الحكم والأمن في قطاع غزة كجزء لا يتجزأ من دولة فلسطين المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدسالشرقية، وضمن حل سياسي شامل ينهي الاحتلال الإسرائيلي وينفذ قرارات الشرعية الدولية". من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية إطلاق حملة دولية مكثفة للتحذير من مخاطر خطة إسرائيل السيطرة على مدينة غزة. وقالت الوزارة في بيان صحفي "أطلقنا حملة سياسية ودبلوماسية وقانونية تستهدف مراكز صنع القرار في الدول ومكونات المجتمع الدولي لمطالبتها تحمل مسؤولياتها تجاه النتائج الكارثية لقرارات المجلس الإسرائيلي المصغر بشأن احتلال كامل القطاع وفرض السيطرة الإسرائيلية عليه". وأضاف البيان أن الحملة تأتي بهدف "التحذير من المخاطر الحقيقية للقرارات على فرص نجاة المدنيين الفلسطينيين في القطاع من دائرة موت مؤكدة بسبب تنفيذ تلك المواقف سواء جراء تصعيد القتل الجماعي بالقصف او تعميق المجاعة وفرض النزوح الجماعي القسري على أكثر من مليون فلسطيني في البداية ليصار إلى حشر نحو مليوني مواطن في أقل من 10 % من مساحة القطاع نحو تهجيرهم قسرا بأشكال مختلفة". ورأى أن قرارات المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر تكشف حقيقة الحرب ضد سكان القطاع والمدنيين الفلسطينيين دون مبرر. في السياق أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية،أمس، بأن جميع قادة الأجهزة "الأمنية الإسرائيلية" رفضوا خطة احتلال غزة ، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير. وأشارت الصحيفة إلى أن اجتماع المجلس الأمني امتد 10 ساعات، وشهد نقاشا حادا عبّر خلاله قادة الأجهزة الأمنية عن معارضتهم لاحتلال غزة بدرجات متفاوتة، مؤكدين وجود "خيارات أكثر ملاءمة" لتحقيق الأهداف نفسها. وأكدت أن الاجتماع كان مسرحا لخلافات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير، كما واجه بعض الوزراء أيضا زامير بسبب موقفه. ووفقا ليديعوت أحرنوت، قال رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي خلال اجتماع أمس إن الصور التي نُشرت مؤخرا لأسرى إسرائيليين تبدو عليهم آثار الهزال والمعاناة من الجوع لا تسمح له بدعم خطة "كل شيء أو لا شيء"، مضيفا "لست على استعداد للتنازل عن فرصة إنقاذ ما لا يقل عن 10 أسرى.. وقف إطلاق النار سيمكننا من محاولة التوصل إلى اتفاق بشأنهم". "لن تعيد الأسرى ولن تهزم حماس" من جانبها، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن نقص القوى العاملة من بين قيود رئيسة تواجه "إسرائيل" للسيطرة على غزة، وأوضحت أن العميد المتقاعد أمير أفيفي يرى أن التقدم السريع سيتطلب عدة فرق عسكرية تضم عشرات آلاف الجنود، وهو ما دفعه لترجيح اختيار عملية أكثر تدرجا تقلل الضغط على القوى البشرية. وأوضحت أن جنودَ احتياط في الجيش الإسرائيلي هددوا بعدم العودة للقتال في غزة إذا تم استدعاؤهم مرة أخرى، في ظل حالة إرهاق واستنزاف يشهدها جيش الاحتلال بسبب طول أمد الحرب. ونقلت الصحيفة عن الجنرال الإسرائيلي المتقاعد غادي شامني أن خطة السيطرة على غزة لن تعيد المحتجزين الإسرائيليين، ولن تؤدي لهزيمة حماس أو دفعها للتخلي عن سلاحها، وقال إنه بات واضحا تماما أن الضغط العسكري لن يعيد المحتجزين فحسب، بل سيقتلهم أيضا. وأضاف أن خطة السيطرة على غزة ستفاقم معاناة العائلات وتضر بمكانة إسرائيل في العالم، كما أنها ستقوض الاقتصاد الإسرائيلي، وتعمق أزمة الثقة بين الحكومة الإسرائيلية والجيش. مستوطنون يقتحمون مقبرة اقتحم عشرات المستوطنين، صباح أمس، مقبرة باب الرحمة الإسلامية الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، في مدينة القدسالمحتلة. وأفادت مصادر محلية، بأن مستوطنين اقتحموا مقبرة باب الرحمة، وأدوا طقوسًا تلمودية عند بوابة الرحمة في منتصف المقبرة، كذلك أدوا رقصات استفزازية فوق القبور. ويُشار إلى أن المقبرة تتعرض لأعمال حفريات من قبل الاحتلال من أجل إنشاء قاعدة للتلفريك التهويدي المحيط بالبلدة القديمة فيها، بهدف الاستيلاء عليها لاحقا. وتبلغ مساحة مقبرة باب الرحمة نحو 23 دونما، وتحوي العديد من قبور الصحابة أبرزهم: عبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، وعلى قبور لمجاهدين اشتركوا في فتح القدس أثناء الفتحين العمري والأيوبي، وتنوي حكومة الاحتلال أيضا تحويل جزء منها لحديقة توراتية ضمن مشروعها لتهويد المدينة. ويصادر الاحتلال منذ عدة سنوات قطعة من أرض المقبرة في الجزء الغربي والملاصق تماماً لجدار المصلى المرواني، أحد مصليات المسجد الأقصى. كما يمنع الاحتلال الدفن في تلك الأرض التي تمتد على مسافة 10 أمتار بعمق 20 مترًا، ويلاحق الجنائز والمشيعين ويعتدي عليهم في كل مرة يحاولون دفن موتاهم بالمقبرة الإسلامية. 39 شهيدًا و491 إصابة أصدرت وزارة الصحة بغزة، أمس، التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقالت وزارة الصحة في غزة، إنَّ 39 شهيدًا منهم شهيد انتشال و491 إصابة خلال ال24 ساعة الماضية. وسجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات 24 الماضية، 11 حالة وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 212 حالة وفاة، من ضمنهم 98 طفلًا. وضمن شهداء لقمة العيش، أشارت وزارة الصحة إلى أن عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال ال24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات، بلغ 21 شهيدًا و341 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 1,743 شهيدًا وأكثر من 12,590 إصابة. وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم 9,862 شهيدًا و40,809 إصابات، لترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 61,369 شهيدًا 152,850 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م. وذكرت وزارة الصحة، أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة. 10,800 أسير قال مكتب إعلام الأسرى، إن أعداد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال حتى بداية أغسطس 2025 بلغت 10,800 أسير. وشدد المكتب في بيان له، امس، على أن العدد هو الأعلى منذ انتفاضة الأقصى عام 2000 (لا يشمل المعتقلين في معسكرات الجيش). وذكر أن عدد الأسيرات بلغ 49 أسيرة بينهن 2 من غزة، والأطفال أكثر من 450 طفلاً وبلغ عدد المعتقلين الإداريين 3,613 معتقلاً أعلى نسبة مقارنة بباقي التصنيفات، فيما بلغ عدد من صنفوا ب"المقاتلين غير الشرعيين" 2,378 معتقلاً. وأفاد المكتب أن العدد لا يشمل كل معتقلي غزة بل يشمل معتقلين من لبنان وسوريا أيضًا. وتشهد سجون الاحتلال الإسرائيلي تصعيدًا متسارعًا في سياسات التعذيب الممنهجة بحق الأسرى الفلسطينيين، في ظل تزايد الشهادات التي توثق حجم القمع والانتهاكات داخل المعتقلات، وفق ما كشفته هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية. وتبدأ هذه السياسات بحرمان الأسرى من مقومات الحياة الأساسية، مثل الغذاء والرعاية الصحية، وتتفاقم لتشمل أساليب تعذيب جسدي ونفسي تهدف إلى كسر إرادتهم والنيل من كرامتهم الإنسانية. وأفادت محامية مؤسسات الأسرى بأن إدارة سجن "جلبوع" الإسرائيلي كثفت من إجراءات التنكيل والانتقام من الأسرى، في مشهد يعكس عمق سياسات القمع وانعدام الرقابة الدولية الفاعلة. وكشفت أن الاحتلال بات يستخدم الصعقات الكهربائية المؤلمة خلال اقتحام الأقسام، حيث يتم تقييد الأسرى من الأيدي والأقدام، وإخراجهم لساحة الفورة، قبل أن يباشر عناصر وحدات القمع بضربهم وإهانتهم وصعقهم بالكهرباء. ووصفت المحامية مشهدًا مروّعًا يتم فيه بلّ ملابس وأجساد الأسرى بالماء ثم صعقهم مجددًا بهدف مضاعفة الألم، ما يؤدي إلى سقوط العديد منهم أرضًا وفقدانهم الوعي. كما تستخدم مسدسات الصعق كأداة للضرب على الرؤوس، مسببة جروحًا خطيرة ونزيفًا، وسط سخرية وضحك السجانين. إلى جانب ذلك، يعاني الأسرى من حرمان ممنهج من الطعام الكافي، حيث تُقدم لهم كميات ضئيلة تؤدي إلى انخفاض أوزانهم بشكل ملحوظ، فضلًا عن نقص شديد في مواد التنظيف والمعقمات، ما يخلق بيئة مثالية لانتشار الأمراض. ويضطر الأسرى لاستخدام أدوات طعام بلاستيكية واحدة لكل فرد لمدة شهر كامل، مما يزيد خطر انتقال الجراثيم والفيروسات. في السياق واصلت قوات الاحتلال، فجر أمس، حملات الاعتقال في الضفة الغربيةالمحتلة، وسط مداهمات واعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم. وأفادت مصادر محلية، باعتقال قوات الاحتلال ثلاثة مواطنين بعد اقتحام منزلهما في بلدة بيت عوا غرب مدينة دورا بمحافظة الخليل، والاعتداء على الشاب بالضرب قبل اعتقاله. وقالت المصادر، إن قوات الاحتلال اعتقلت مواطنين من بلدة يطا وبلدة الظاهرية، خلال مداهمة منزليهما. كما داهمت قوات الاحتلال بلدة دورا جنوبا، ومخيم العروب شمالا، ونصبت عدة حواجز عسكرية على مداخل بلدات المحافظة، وفتشت مركبات المواطنين، واحتجزت عددا من الشبان قبل الإفراج عنهم على مدخل بلدة إذنا والشيوخ غرب الخليل. كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم العين غرب المدينة، وداهمت عدة منازل وفتشتها، فيما اقتحمت قوة أخرى من جيش الاحتلال مخيم بلاطة شرق المدينة وسط مداهمة للمنازل. وفاة 11 مواطنا قالت وزارة الصحة في غزة إن 11 مواطنا ارتقوا بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع خلال 24 ساعة الماضية. وأوضحت الوزارة في بيان لها أمس، أنه بارتقاء 11 حالة وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، يرتفع العدد الإجمالي إلى 212 حالة وفاة، من ضمنهم 98 طفلًا. وترتكب "إسرائيل" حرب إبادة وجريمة تجويع في القطاع، زادت وتيرتها منذ خمسة أشهر حينما أغلقت معابر القطاع بشكل كامل، مما تسبب بحالة مجاعة وسط المواطنين. محاولة إسعاف المصابين تدمير واسع للبنية التحتية في غزة سقوط شهداء جراء القصف الاسرائيلي