دخلت حرب الإبادة الجماعيَّة التي يشنُّها الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة يومها ال 633 تواليًا، أمعن خلالها في جرائم القتل والتدمير والتهجير والتجويع ضد الأهالي، ما أدى لارتقاء عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض وفي الطرقات ومقابر المجهولين وسجون الاحتلال تحت بند "الإخفاء القسري" عقب اختطافهم خلال الحرب البرية على القطاع. وقال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، إن عدد شهداء مراكز توزيع المساعدات الإسرائيلية-الأمريكية ارتفع إلى 580 شهيدًا، و4216 إصابة، و39 مفقودًا، وكلهم من المدنيين المُجوَّعين الباحثين عن لقمة العيش تحت الحصار والتجويع. وقد واصل الاحتلال أمس، قصفه وتدميره وارتكابه للمجازر الدامية في قطاع غزة حيث ارتقى 4 شهداء وأصيب 15 آخرين، عقب قصف طيران الاحتلال الحربي نقطة طبية بالقرب من مدرسة "حلاوة" التي تؤوي نازحين في مدينة جباليا، شمالي القطاع. وأفاد مصدر طبي بمستشفى المعمداني، بارتقاء 4 شهداء وإصابة آخرين في قصف الاحتلال الطابق الثاني من مدرسة تؤوي نازحين بحي الزيتون في مدينة غزة. وارتقى شهيد وأُصيب آخرون، في قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة العطار بمواصي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. وقالت مصادر طبية، إن 5 شهداء ارتقوا في قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب ميدان الشهداء في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة. وقصف طيران الاحتلال منزلاً شرق دير البلح وسط قطاع غزة، فيما واصل تنفيذ عمليات نسف كبيرة لمربعات سكنية في منطقة الكتيبة شرقي مدينة خان يونس. وصرح مستشفى العودة- النصيرات، بأن شهيدًا و23 إصابة وصلوا المشفى جراء استهداف الاحتلال منتظري المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة. وواصلت مدفعيات الاحتلال القصف العنيف على المناطق الشرقية من جباليا البلد شمالي قطاع، والمناطق الشرقية من مدينة حمد شمالي مدينة خان يونس. وشنّ طيران الاحتلال الحربي سلسلة غارات جوية وأحزمة نارية،على مناطق شرقي حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، بالتزامن مع قصف مدفعي متواصل على المناطق الشرقية للقطاع. ضباط إسرائيليون ادعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس، أنه في أعقاب الحرب على إيران "فُتحت فرص كثيرة، وأولها إنقاذ المخطوفين"، وأضاف أنه "سنضطر بالطبع إلى حل مسألة غزة أيضا، وأن نهزم حماس، لكني أقدر أننا سنحقق كلتا المهمتين"، في إشارة إلى أنه لا يزال يرفض وقف الحرب على غزة. في موازاة ذلك، قال ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي إنهم لا يرصدون تغييرا في شروط حماس من أجل إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى في أعقاب الحرب على إيران، رغم أن تقديرات الجيش الإسرائيلي هي أن حماس معنية بالتوصل إلى اتفاق، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أمس. وحسب الصحيفة، فإن الاعتقاد في جهاز الأمن أنه تتزايد احتمالات التوصل إلى اتفاق، لكنهم ينسبون ذلك إلى تغيير في الرأي العام الإسرائيلي، الذي يؤيد إنهاء الحرب من خلال اتفاق تبادل أسرى، وإلى احتجاجات عائلات الجنود المنهكين، والتراجع العام في تأييد الجمهور لأهداف الحرب. ويعتقد ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي أن الحرب على غزة استنفدت نفسها، بسبب إرهاق الجنود وكذلك بسبب عدد الجنود القتلى المرتفع منذ أن خرقت إسرائيل وقف إطلاق النار واستأنفت الحرب على غزة، في مطلع مارس الماضي. ونقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي كبير قوله إنه "لا توجد ضربة نوجهها إلى حماس بعد سنتين من الحرب، وفي وضع الحركة الحالي، التي ستؤدي إلى نتيجة مختلفة عن تلك التي نتواجد فيها اليوم. وبالإمكان الاستمرار في توغل آخر وممارسة ضغط آخر، لكن لدينا مخطوفين هناك، وهذه قيود كبيرة للغاية في القتال، وتتسبب بتوتر في صفوف القوات في الميدان". وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي وضع تحذيرا أمام المستوى السياسي بأنه يجب إعادة النظر في الاعتماد على "مؤسسة غزة الإنسانية" وحراسة الجيش لمراكز توزيع المساعدات. ويدعي الجيش الإسرائيلي أنه في حال انسحابه من القطاع في إطار اتفاق، سيكون من الصعب ضمان دخول آمن للمساعدات الإنسانية ومنع حماس من السيطرة عليها. جيش الاحتلال يدفع 1500 دولار مقابل هدم كل منزل في غزة كشف تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية أن كل مقاول خاص يستعين به جيش الاحتلال الإسرائيلي يحصل على مبلغ 5 آلاف شيكل (نحو 1500 دولار امريكي ) عن كل منزل يهدمه في قطاع غزة. وقال أحد الجنود بالقطاع: "كل مقاول خاص يعمل في غزة باستخدام معدات هندسية يتقاضى 5000 شيكل عن كل بيت يهدمه.. إنهم يجنون الكثير من المال". وأشارت الصحيفة نقلا عن الجندي نفسه إلى أن "حملة التدمير التي ينفذها المقاولون تُقرّبهم وقواتهم الأمنية الصغيرة نسبيا من نقاط توزيع المساعدات أو طرق مرور الشاحنات". وأوضحت أنه ومن أجل حماية أنفسهم يطلقون النار على الفلسطينيين منتظري المساعدات والتي تسفر عن قتلى فلسطينيين جوعى. ويقول التقرير إنه "من أجل أن يجني المقاول 5000 شيكل إضافية، يتم اتخاذ قرار بأن من المقبول قتل أشخاص فلسطينيين يبحثون عن طعام". ووفق المصدر ذاته وبحسب روايات القادة والمقاتلين، كان من المفترض أن يحافظ الجيش الإسرائيلي على مسافة آمنة من التجمعات السكانية الفلسطينية ونقاط توزيع الغذاء، إلا أن تصرفات القوات على الأرض لا تتوافق مع الخطط العملياتية. 4 أشهر بلا وقود.. غزة على حافة الانهيار الصحي والإنساني أكدت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أنها لم تتوقف منذ بدء الحرب في غزة عن تزويد السكان بالمياه، سواء من خلال شاحنات أو عبوات معبأة، إلا أن استمرار الحظر "الإسرائيلي" على دخول الوقود منذ أكثر من أربعة أشهر يهدد بانهيار الخدمات الأساسية بشكل كامل في القطاع. وأوضحت المتحدثة باسم الوكالة في غزة، جولييت توما، في تصريحات نشرها الحساب الرسمي للوكالة على منصة "إكس"، أن سلطات الاحتلال منعت إدخال أي إمدادات للأونروا منذ 2 مارس الماضي، في خطوة قالت إنها تنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة. وقالت توما: "الحصول على المياه حق أساسي من حقوق الإنسان، لكن سكان غزة يُحرمون منه تحت القصف المستمر، في ظل انعدام الوقود، ونقص المياه النظيفة، وارتفاع معدلات الجوع". وشددت "أونروا" على أن الوقود في غزة بات مسألة حياة أو موت، موضحة أن استمرار منعه يهدد بتوقف المستشفيات، وانهيار شبكات توزيع المياه والصرف الصحي، ما يفاقم الوضع الصحي المتدهور أصلا. وأضافت الوكالة أن سكان القطاع يعيشون معاناة يومية منذ نحو 22 شهرا، يتعرضون خلالها للقصف المتواصل، وانعدام سبل الحياة الأساسية، فيما يكافحون للبقاء على قيد الحياة. خسائره تتجاوز 700 مليون دولار قالت وكيلة وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي الفلسطينية، هدى الوحيدي، إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ألحق دمارًا واسعًا بقطاع الاتصالات، وأدى إلى تدمير نحو 74 % من أصوله، وسط أزمة غير مسبوقة في البنية التحتية الرقمية. وخلال كلمتها في اجتماع مجلس إدارة الاتحاد الدولي للاتصالات بجنيف، أوضحت الوحيدي أن الخسائر المباشرة التي تكبّدها القطاع تُقدّر بنحو 164 مليون دولار، جراء تدمير 580 برجًا خلويًا وشبكات ألياف رئيسية. وأضافت وزارة الاتصالات في بيان لها أن الخسائر الاقتصادية المتوقعة خلال السنوات الخمس المقبلة قد تصل إلى 736 مليون دولار، في ظل حجم الدمار الهائل والحاجة لإعادة بناء البنية التحتية من جديد. وحذّرت الوحيدي من استمرار التدهور في البنية الرقمية في غزة، مؤكدة أن القطاع يشهد انقطاعًا واسعًا في خدمات الاتصالات بفعل القصف الإسرائيلي، وسط غياب أي خطوات عملية لتنفيذ القرار الأممي رقم 1424 الصادر عام 2024 بشأن إعادة بناء قطاع الاتصالات الفلسطيني. وطالبت مجلس الاتحاد بوضع خطة تنفيذية عاجلة لتطبيق القرار، داعية إلى حماية البنية الرقمية من الاستهداف، بعدما دمّر الاحتلال البنية التحتية للاتصالات بشكل شبه كامل. وفي الضفة الغربية، أشارت الوحيدي إلى أن الاجتياحات العسكرية والإغلاقات الإسرائيلية تسببت بخسائر تُقدّر بنحو 215.4 مليون دولار، إلى جانب التوسع غير القانوني للشبكات الإسرائيلية، الذي عطّل مشاريع التطوير والتوسعة الفلسطينية. وصادق مجلس إدارة الاتحاد الدولي للاتصالات على مقترحات لإعداد خطة تنفيذية خلال شهر، وتقديم تقرير تقدّمي كل ستة أشهر، كما قرر عقد مؤتمر دولي للمانحين، وإنشاء صندوق دعم مالي خاص بفلسطين، وتصنيف قطاع الاتصالات كخدمة إنسانية أساسية. وأوصى الاتحاد بتمكين فلسطين من الوصول إلى الطيف الترددي وتوفير تقنيات الجيلين الرابع والخامس، بالإضافة إلى ضمان تزويد محطات الاتصالات والكهرباء بالوقود والمعدات، وحماية الطواقم الفنية، بعد استشهاد أكثر من 150 فنياً خلال العدوان. يُذكر أنه منذ 7 أكتوبر 2023، تعلن شركات الاتصالات الفلسطينية بشكل متكرر عن انقطاع واسع في خدماتها داخل قطاع غزة، نتيجة القصف الإسرائيلي ونفاد الوقود بسبب العدوان والحصار الإسرائيلي. اعتداءات متصاعدة للمستوطنين شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر امس، حملة اعتقالات واسعة طالت عددا من الفلسطينيين بينهم أسرى محررين، فيما واصل المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم ضمن وتيرة متصاعدة لهذه الاعتداءات في مختلف مناطق الضفة المحتلة. ففي محافظة نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة من حاجز بيت فوريك، كما داهمت مخيم بلاطة واعتقلت الأسير المحرر فهد صوالحي. وخلال الاقتحام، اندلعت مواجهات عنيفة أُطلق خلالها النار على قوات الاحتلال، كما تم إلقاء عبوة محلية الصنع "كوع" باتجاه الآليات العسكرية. كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال منزل الأسير المحرر رياض مرشود في ضاحية نابلس، وبلدة تل جنوب غرب المدينة. وأغلق مستوطنون الطريق الرابط بين عقربا ومجدل بني فاضل جنوب نابلس، في إطار سياسة الاستفزاز والتضييق على الفلسطينيين. وفي الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت أمر شمالًا، ومدينة يطا جنوبًا، في حين أقدم مستوطنون على اقتلاع نحو 150 شتلة زيتون في منطقة "اغزيوة" قرب قرية سوسيا في مسافر يطا، ضمن حملة تدمير ممنهجة تستهدف الأرض والبيئة الفلسطينية. وأفادت مصادر محلية أن مستوطنين اقتلعوا نحو 150 شتلة زيتون في منطقة اغزيوة قرب قرية سوسيا بمسافر يطا. وذكرت مصادر محلية أن الأرض تعود للفلسطيني محمد مخامرة، بالإضافة لتخريب جزء من السياج المحيط بها. سبق ذلك، أن أصدر الاحتلال أوامر وضع يد على عدد من الطرق الحيوية والأراضي بهدف تمكين المستوطنات وعزل الأراضي بين المستوطنات والشوارع التي ينوي الاحتلال شقها أو الاستيلاء عليها وعزل الأراضي في مسافر يطا. وشهدت مدينة طولكرم اقتحامين متزامنين، أحدهما في ضاحية اكتابا شمال المدينة، والآخر في بلدة عنبتا شرقًا، واقتحمت قوات الاحتلال أيضًا قرية مركة جنوب غرب جنين، وبلدة باقة الحطب شرق قلقيلية. وفي مدينة رام الله، داهمت قوات الاحتلال حي الإرسال، ونفذت حملة تفتيش وتضييق على الأهالي. واعتدى مستوطنون بالضرب على طاقم من المسعفين خلال قيامهم بنقل حالة مرضية بسيارة إسعاف قرب بلدة بيت لحم. إصابات أطفال في قصف إسرائيلي مستوطنون يستولون على أراض زراعية مداهمات في المساء