تُجري السفارة السعودية في العاصمة البريطانية لندن تنسيقًا مكثفًا مع السلطات البريطانية على مدار الساعة لمتابعة قضية مقتل الطالب السعودي محمد القاسم (21 عامًا)، الذي توفي إثر تعرّضه لطعنة قاتلة بسكين أثناء عودته إلى مقر سكنه في مدينة كامبريدج، مساء يوم الجمعة الماضي، وتعمل السفارة في الوقت ذاته على إنهاء الإجراءات الرسمية اللازمة لإعادة جثمان القتيل إلى المملكة في أقرب وقت ممكن. ووفقًا لما تم الإعلان عنه، فإن الحادثة وقعت تحديدًا عند الساعة 11:27 مساءً في منطقة «ميل بارك»، بينما كان القاسم عائدًا من معهد تعليم اللغة الإنجليزية الذي يدرس فيه في كامبريدج. وقد لقي مصرعه في موقع الحادث بعد تعرّضه لطعنة مباشرة باستخدام سلاح أبيض. التشريح الطبي ونقل الجثمان في سياق الجهود الجارية، تخضع جثة القتيل لتشريح طبي في أحد المستشفيات البريطانية المتخصصة، وذلك لتحديد السبب الدقيق للوفاة ونوع الإصابات، تمهيدًا لإصدار التقرير الطبي اللازم، واستكمال باقي الإجراءات الجنائية والرسمية. وقد أكدت السفارة السعودية أنها على تواصل مباشر مع أسرة الفقيد، وتقدّم لهم الدعم الكامل، بالتوازي مع التنسيق لنقل جثمانه إلى الأراضي السعودية بمجرد الانتهاء من المتطلبات القانونية المعمول بها في المملكة المتحدة. مجريات التحقيق والاتهامات أعلنت وسائل إعلام أجنبية أن الشرطة البريطانية ألقت القبض على تشارلز كوريجان، شاب يبلغ من العمر 21 عامًا، ويقيم في طريق «هولبروك» في كامبريدج، ووجّهت إليه تهمتي القتل العمد وحيازة سلاح أبيض في مكان عام. كما أُلقي القبض على رجل آخر يبلغ من العمر 50 عامًا بتهمة المساعدة في تنفيذ الجريمة، في حين لا يزال مشتبه به ثالث فارًا من وجه العدالة. ويُجري القضاء البريطاني جلسات استماع أولية في محكمة كامبريدج، تتضمن الاستماع إلى الشهادات، وفحص الأدلة التي جمعتها الشرطة، وعلى رأسها أداة الجريمة – السكين المستخدمة – إلى جانب التحليلات الفنية والمراقبة الأمنية. صورة المتهم في تطور لافت، نشرت عدة صحف بريطانية، يوم أمس، صورة للمشتبه به الرئيسي في الجريمة، ضمن تغطيات موسّعة أثارت تفاعلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والرأي العام، خاصةً أن الضحية كان شابًا سعوديًا قدم إلى بريطانيا في سبيل التعليم، قبل أن يُقتل في ظروف صادمة ومأساوية.