تُعد قرارات العام الجديد جزءًا راسخًا من الثقافة العالمية، لكن الأبحاث تظهر أنها غالبًا ما تفشل. فمع حلول منتصف فبراير، يتخلى معظم الناس عن أهدافهم المتعلقة بممارسة الرياضة، تناول الطعام الصحي، أو الادخار. وعلى عكس ما يُعتقد، فإن السبب لا يعود بالضرورة إلى الكسل أو غياب الانضباط، بل إلى افتقار الأهداف إلى عنصر أساسي: التمتع الفعلي بالرحلة. الدافع الحقيقي نُشرت دراسة في Psychological Science تابعت 2000 شخص على مدار عام كامل. ركّز الباحثون على فهم العلاقة بين استمرارية الأهداف والشعور بالرضا أثناء السعي لتحقيقها. وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين تمكّنوا من الالتزام بقراراتهم يتميزون بقدرتهم على إيجاد متعة حقيقية في الأنشطة اليومية المرتبطة بالهدف، وليس فقط انتظار المكافأة المستقبلية. هؤلاء لم يعتمدوا على قوة الإرادة بقدر ما اعتمدوا على تحويل السعي نفسه إلى تجربة إيجابية. متعة أكثر من أهمية في بداية الدراسة، طُلب من المشاركين تصنيف قراراتهم بناءً على مدى أهميتها ومدى استمتاعهم بمتابعتها. غالبية المشاركين اختاروا أهدافًا رأوا أنها مهمة أكثر من كونها ممتعة. ومع مرور الوقت، كانت الفئة التي صنّفت قراراتها بأنها ممتعة منذ البداية، هي الأكثر التزامًا وتحقيقًا لها. دليل متعدد الثقافات لتعزيز نتائج الدراسة، كرر الباحثون التجربة على 500 مشارك في الصين خلال السنة الصينية الجديدة. ووجدوا نفس النمط: الأفراد الذين أبدوا قدرًا أكبر من الاستمتاع في سعيهم لتحقيق الأهداف كانوا أكثر التزامًا، بغض النظر عن الخلفية الثقافية. كما دعمت تجارب إضافية هذه النتيجة، منها تجربة باستخدام تطبيق صحي لمسح المنتجات، حيث أدّى تقديم المهمة على أنها ممتعة ولها طابع استكشافي إلى التزام أكبر بنسبة 26 % مقارنة بمن طُلب منهم استخدامها لأغراض معلوماتية فقط. قوة المكافأة الفورية تفسير ذلك يعود إلى طبيعة الإنسان في تفضيل المكافآت الفورية على النتائج المؤجلة. فعندما يشعر الفرد بالرضا الآني عند ممارسة عادة مثل الجري أو الطبخ الصحي، يصبح من الأسهل عليه الاستمرار. الأهداف التي تعتمد فقط على نتائج مستقبلية، مثل خسارة الوزن أو زيادة الدخل، تُفقد جاذبيتها تدريجيًا مع الزمن، ما يجعل الالتزام بها أكثر هشاشة. سوء تقدير الدوافع المفارقة أن معظم الناس يعتقدون أن «الأهمية» هي العامل الحاسم في تحقيق الأهداف، بينما تُظهر الأبحاث أن «التمتع» هو المحرّك الأقوى. هذا الفهم الخاطئ يدفع الكثيرين لاختيار خطط صارمة بدلًا من خيارات قابلة للاستدامة. على سبيل المثال، يختار البعض نظامًا غذائيًا مثاليًا لكنه مرهق، في حين كان بإمكانهم اختيار بدائل صحية أكثر مرونة ومتعة. نصائح للنجاح لضمان نجاح القرار، يُنصح باختيار أهداف يمكن تحويلها إلى أنشطة ممتعة: كالاشتراك في حصص رياضية جماعية بدلًا من الجري وحدك، أو إعداد وجبات صحية بنكهات محببة. حتى في التوفير، يمكن خلق تحديات ممتعة كالألعاب أو أنظمة المكافآت الذاتية. كما تشير الدراسة إلى أهمية تصميم سياسات عامة تبرز الفوائد الآنية للسلوكيات الصحية، بدلًا من الاكتفاء بالتحذير من العواقب المستقبلية.