في الوقت الذي تتسابق فيه كبرى الشركات العالمية نحو دمج الذكاء الاصطناعي في عمليات سلاسل الإمداد، يرى خبير سعودي أن نجاح هذا التبني لا يتحقق بمجرد امتلاك التقنية، بل يتطلب خارطة تنفيذ دقيقة، تبدأ من الإستراتيجية وتنتهي بالمراجعة المستمرة. المهندس عمار محمد العبود، المتخصص في إدارة سلاسل الإمداد والتحول التقني، قدّم ل«الوطن» إطارًا عمليًا متكاملًا لتبني الذكاء الاصطناعي في هذا القطاع الحيوي، مؤكدًا أن غالبية الإخفاقات لا تعود للتقنية نفسها، وإنما إلى التحديات البنيوية التي تعيق توظيفها بكفاءة. فجوات تعيق التنفيذ بحسب العبود، فإن هناك ثلاث فجوات رئيسية تعرقل تبني الذكاء الاصطناعي في سلاسل الإمداد، أولها ضعف جودة البيانات، حيث يؤثر توافر بيانات غير دقيقة أو غير مكتملة على كفاءة الخوارزميات، وقد تخسر الشركات ما بين 15 و25% من إيراداتها بسبب سوء إدارة البيانات، مما يستدعي إعطاء الأولوية القصوى لمبادرات جودة البيانات كمدخل أساسي لإنجاح الذكاء الاصطناعي. أما الفجوة الثانية، فتتمثل في غياب الأهداف الواضحة، إذ تكشف الدراسات أن 80% من الشركات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي تعاني ضعفا في تحديد الغاية المرجوة، مما يؤدي إلى هدر الموارد وفقدان التوجيه. وتتمثل العقبة الثالثة في مقاومة التغيير داخل المؤسسات، فالثقافة التنظيمية، كما يقول العبود، تلعب دورًا محوريًا في نجاح أو فشل أي مشروع تحولي. وتشير دراسة حديثة إلى أن 70% من مبادرات التحول الرقمي تفشل بسبب ضعف إشراك الموظفين ومقاومتهم التغيير، ما يؤكد أهمية إدارة التغيير كعامل حاسم في نشر حلول الذكاء الاصطناعي. ستة أعمدة للنجاح استعرض العبود 6 مرتكزات تُعد، من وجهة نظره، الأساس الإستراتيجي لتبني الذكاء الاصطناعي بنجاح في سلاسل الإمداد. أولى هذه الركائز هي وجود رؤية واضحة وإستراتيجية متسقة مع أهداف المؤسسة، مع ضرورة التزام الإدارة العليا بتوفير الدعم والموارد. يلي ذلك بناء منظومة بيانات قوية، تضمن دقة البيانات وسهولة الوصول إليها، إلى جانب وجود بنية تحليلية مدعومة بأدوات رقمية متقدمة. أما الركيزة الثالثة فتتمثل في التمكين التكنولوجي، الذي يتطلب بناء بنية تحتية مرنة وقابلة للتوسع، واختيار المنصات المناسبة التي تتكامل بسلاسة مع الأنظمة القائمة. الرابعة هي بناء القدرات البشرية من خلال توظيف أو تطوير مهارات الموظفين في علوم البيانات والتعلم الآلي، إلى جانب تنفيذ إستراتيجيات فعالة لإدارة التغيير. المرتكزات الستة لتبني الذكاء الاصطناعي في سلاسل الإمداد: 1 - الإستراتيجية والرؤية: رؤية واضحة + دعم القيادة العليا. 2 - منظومة البيانات: جودة + حوكمة + أدوات تحليل متقدمة. 3 - التمكين التكنولوجي: بنية تحتية مرنة + منصات متكاملة. 4 - بناء المهارات: توظيف وتدريب + إدارة تغيير فعّالة. 5 - الاعتبارات الأخلاقية: تقليل التحيز + حماية الخصوصية. 6 - حالات الاستخدام الفعالة: تجارب واقعية + مراجعة مستمرة + تحسين دائم. مكاسب استخدام الذكاء الاصطناعي تحسّن في الدقة يصل إلى +15% توفير يتراوح بين 20% و30% سرعة التفاعل مع السوق تتحسن 50%