في طرقات الحياة، لا نسير دائمًا بين الورود، فثمّة أشواك تُخبئها الوجوه، وتحت الأقنعة المبتسمة تسكن قلوبٌ تغلي كالمراجل من الغيرة والحسد. أولئك الذين لا يتمنون الخير لغيرهم هم كالريح الباردة التي تمرّ على الزهر، لا تسقيه، بل تقتله بهدوء. هم أناس لا تَرى على وجوههم ملامح العداء، بل يتفنّنون في إخفاء نياتهم خلف كلمات منمّقة ونظراتٍ مصطنعة. يباركون لك بلسانهم، بينما قلوبهم تصرخ: لماذا هو لا أنا؟ وكأن نجاحك يسرق من أعمارهم شيئًا، أو فرحك يطفئ نورهم. هؤلاء كالظلّ الثقيل الذي لا يُشعر بوجوده حتى تُحاول النهوض، يتبعونك بصمت، لا ليؤنسوا وحدتك، بل ليراقبوا سقطة تشفي غليل قلوبهم. قلوبهم كالكهوف، لا يدخلها نور ولا يخرج منها دفء، يضيق صدرهم بكل خير يصيب غيرهم، وكأن الخير لا يتسع للجميع. يتقنون فن القتل البطيء: لا يطعنونك بسكين، بل بكلمة عابرة، أو بنظرة قاتمة، أو بصمتٍ ثقيلٍ وقت فرحك. إنجازاتك لديهم مجرد «حظ»، ونجاحاتك «مصادفة»، وابتسامتك «مصطنعة». يشبهون الجمرة تحت الرماد، صامتة لكنها جاهزة لأن تحرق متى هبّت الريح المناسبة. لكن المؤسف حقًا أنهم لا يؤذون غيرهم بقدر ما يؤذون أنفسهم. القلب الذي يسكنه الحسد لا يعرف السلام، كبيت بلا نوافذ، لا يدخله نور ولا يخرج منه هواء نقي. إنهم يمشون في الحياة بأقدامٍ مثقلة، كلما ارتفع أحد حولهم شعروا بأنهم يغرقون أكثر. الخاتمة فلنكن كالشمس، تشرق على الجميع دون تمييز، ونبتعد عمن يعيش في الظلال، الذي يخاف النور، ولا يُطيق الفرح. لا تجعلهم يطفئون وهجك، ولا تسمح لأحاديثهم بأن تسكن رأسك. فمن يمتلئ قلبه بالخير لا تهزّه نظرات الحاسدين، بل يرتقي، لأن الجبل لا يؤذيه نباح الكلاب.