يشعلون كل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، يقيمون الدنيا ولا يقعدوها، حين تبادر دولة غربية لإنقاذ مواطن غربي تعرض لنكبة ما، كأن تحاصره الثلوج وتتقطع به سبل النجاة، وهذا أمر جميل، ينسجم مع القيم والشمائل العربية المعروفة. يشارك في مثل حملات الإشادة هذه العرب أيضًا. لكن من الغريب والصادم، حين تبادر قيادة المملكة العربية السعودية وأهلنا السعوديين بتسخير بحور من دمائهم الزكية الطاهرة دفاعًا عن أشقائهم في الكثير من بلاد العرب والمسلمين يغضون الطرف عن ذلك، لا بل يعدون ذلك تدخلا لا يحق لهم، ويشعلوا وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بسهام نقدهم لهذا الموقف النيل والكريم، الذي هو في الحقيقة واجب شرعي وأخوي وأخلاقي وإنساني يجب عليهم القيام به. دعاني لكتابة هذا المقال فيديو شاهدته، يعرض موقفًا مشرفًا يضاف إلى المواقف المشرفة الأخرى المتراكمة للمملكة العربية السعودية، الفيديو مفاده قيام طائرة سعودية بإنقاذ مواطن عراقي تعرض لمشكلة ما. حقيقة أجد أن هذا موقف طبيعي من المملكة، والمستغرب ألا تبادر المملكة لفعل ذلك. ؤأذكر قبل أعوام تابعت رد جميل لمواطن، لا أدري سعودي أو غير سعودي، على تعليق لأحدهم فيه كلام حاقد على مواقف المملكة، فعلقت أن هذه هي مواقف المملكة وأقصد تصديقي لكلام المواطن لكنه للأسف أساء فهم قصدي. والمستغرب أكثر من كل ما ذكرت، أن مواقف المملكة الكريمة هذه، لا تعد ولا تحصى، مع كل شعوب الأرض، حتى ممن تقف بعض حكوماتهم موقفًا مناهضًا للمملكة، نعم هذه هي مواقفها النبيلة، عبر تاريخها كله خصوصًا في عصرنا الحاضر ، فكيف والحال هذا، يمكن لكائن من يكون ألا يقر بذلك، أو يدعي خلافه. أعلم أن أشد ما يغيظهم هو هذا، لم يعد بإمكان أحد في يومنا هذا، أن يطمس مواقفها المشرفة هذه، حتى لو سخر لها كل وسائل وقوى وقدرات الكون. وأعود لأقول وبكل فخر وزهو وتقدير: يحق لكل عربي وإنسان، حر، عادل ومنصف، في هذا الكون أن يفخر بمواقف المملكة وأهلنا السعوديين الغوالي، وأن يأمل منهم كل ذلك، وأفضل وأكبر منه. حفظ الله قيادة تضحي بدماء أبنائها وجهدها وتسخر حياتها لرفع مكانة أمتنا إلى حيث القمم العالية، وتواصل مجد الماضي المشرق بزهو الحاضر المجيد. قيادة ودولة وشعبًا يجود ببحور من دماء أبنائه الزكية الطاهرة دفاعًا عن الحق العربي والشرف العربي والكرامة العربية،انقاذ طائرة سعودية مواطنا عراقيا أو غير عراقي وحتى غير عربي، هو من أبسط وأسهل، بل وأمتع عمل يقدمونه في حياتهم.. كل التحايا والتقدير لهم، في كل زمان ومكان، ووقت وحين.