سمو أمير منطقة القصيم يستقبل سمو الأمير فهد بن سعد بن فيصل نائب أمير منطقة القصيم بمطار الأمير نايف بن عبدالعزيز الدولي بالمنطقة    ارتفاع أسعار النفط    نائب أمير مكة يطّلع على جاهزية التقنيات الرقمية في المشاعر المقدسة لخدمة حج 1446ه    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    رجال إنقاذ في غزة يقولون إن 13 شخصا قتلوا في غارة اسرائيلية على مدرسة    ترامب يعلق فرض رسوم بنسبة 50٪ على الاتحاد الأوروبي    سحب على جنوب المملكة ورياح على معظم المناطق    برنامج الأغذية العالمي: 500 ألف فلسطيني بغزة على شفا المجاعة    سفير المملكة في تشيلي يشارك في فعالية كروية خيرية للتعريف بالكرة السعودية    حملات توعوية عن أهمية اللقاحات لكافة الأعمار    أمير الشرقية يُدشن مبادرة "خدمتكم فخر واعتزاز" لخدمة ضيوف الرحمن    60 مليار ريال قيمة صكوك جديدة    البوسنة والهرسك تعفي السعوديين من تأشيرة الدخول    عيون لا تنام.. حقَّقت أعظم الأحلام    تطالب بإسقاط حكومة الدبيبة.. تصاعد التظاهرات في «طرابلس» و»الزاوية»    لمن لم يستكملوا التنفيذ.. استمرار تمويل «البناء الذاتي» و»أرض وقرض»    قبول احتجاج النصر ضد مشاركة الرويلي.. وهبوط العروبة    النور يُتوّج ببطولة دوري الدرجة الأولى لكرة قدم الصالات    جماهير ميلان تقاطع آخر مباراة وتحتج بشدة على الإدارة    "العلا وجدة يونايتد والأهلي" يتوجون بذهب 3×3 للسلة    الرقم الوطني الموحّد 7 بديلاً للسجل التجاري    100 ألف ريال غرامة لمن يؤوي حاملي تأشيرة الزيارة    المحكمة العليا: تحروا هلال ذي الحجة مساء الثلاثاء    أسرة عبدالقادر طاش تحتفي بزواج عبدالعزيز    فكرة التكريم    "إكسبو" يرصد حكايات البحر بين السعودية واليابان    "متحف السيرة النبوية".. مقصد ثقافي لضيوف الرحمن    موسم الرحمة وتجديد العهد    جهود مضاعفة لتوفير خدمات متكاملة لضيوف الرحمن.. 107,000 طائف في الساعة خلال موسم الحج    6 خرائط لمعرفة الطرق والاتجاهات بموسم الحج    القيادة تُعزي رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية في وفاة الرئيس الأسبق    هل الحب جريمة؟.. سؤال للمستقبل    كأس العالم للناشئين .. "الأخضر" في مجموعة النمسا    وزارة الداخلية تصدر قرارات إدارية بحق (14) مخالفًا لأنظمة وتعليمات الحج    اكتشاف مبنى أثري في مصر    Signal تمنع تصوير المحادثات    أول رالي سيارات للنساء بتونس    وزارة الثقافة تطلق "تحدي الابتكار الثقافي"    الدرعية.. مدينة ال15 دقيقة    أمير جازان يتسلم التقرير الإحصائي السنوي لقوات الأفواج    في الشباك    5 أخطاء تدمر البيانات    الأحساء أسرع الوجهات السياحية نموا    ماليزيا تتصدر تنفيذ «طريق مكة»    تركي بن محمد يدشن مقر هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد    مدينة الحجاج بالجوف.. إمكانات وخدمات    دواء اكتئاب يكافح السرطان    فطريات قاتلة تنتشر في الصيف    حرس الحدود يواصل جهوده في استقبال الحجاج    معرض أول بيت بالمسجد الحرام    مدينة الحجاج بمنفذ "حالة عمار".. أول مشاهد العناية التي تلامس مشاعر الحجيج    إتاحة 6 خرائط تفاعلية لمعرفة الطرق في موسم الحج    أمير جازان يتسلم التقرير الإحصائي السنوي لقوات الأفواج بالمنطقة    نائب أمير منطقة جازان يقوم بجولة في ديوان الإمارة    المحكمة العليا تدعو إلى تحري رؤية هلال شهر ذي الحجة مساء يوم الثلاثاء ال 29 من شهر ذي القعدة لهذا العام 1446    حملات توعوية لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الحزام الناري وتعزيز التوعية بطرق الوقاية منه    بحث نماذج الأعمال في منصات الإعلام الرقمي بهيئة الصحفيين بمكة    المخرج يسد فراغ غياب ممثل بمسرحية الأحساء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ديون المواقف
نشر في الوطن يوم 25 - 05 - 2025

صفحات الزمن ملأى بذكرياتٍ جسدتها مواقف شتّى، وارتبطت بها مشاعر متفاوتة بين الإيجابية والسلبية، بين الحب والبغض، بين الرحمة والغلظة، مشاعر نشم أريجها وربما نستحضر ألمها، نتذكر شخوصها في مسرح الحياة وما أحدثوه فينا من بلسم لا يزال يسري في أفئدتنا، أو جراح غائرة لا يفتأ نزفها ووجعها شاهدًا في قلوبنا؛ فتكون ديونًا علينا إن احتضنها الخير والنور والطيبة والجمال، أو ديونًا لنا مستحقة سيحين ردها - عاجلاً أم آجلاً- إن غطّاها لباس الظلام والقسوة والمكر والكراهية. ديون المواقف تبقى منذ ولادتها على أيدي الناس في الحياة الدنيا وتستمر حتى بلوغ الآخرة، وهي راسخة وثابتة وذات نقوش، أعماقها متباينة في عقولنا وقلوبنا، وهي إما لوحات تفاصيلها الورود بزهوها وملاحتها؛ فترسم فينا البهجة والحبور كلما تذكرناها، أو مسامير ومشارط حادة نسترجعها ونتذكر نزفها وكأنها تحدث في التّو واللحظة، ويكون عندها الزمن متوقفًا ودون حركة لعقارب أيامه ولياليه وساعاته.
التعامل مع هكذا نوع من الديون لهو أمر صعب، ويحتاج منا إلى أن نتجه معها في اتجاهين متباينين، فإن كانت علينا فهي في وضعين: الوضع الأول نقوم فيه بحفظ جميل من وقفوا إلى جانبنا وكانوا أبطالاً حقيقيين في عالم الواقع، فلا ننسى جميلهم مع تحين الفرصة لرده إليهم مهما طال الزمن وبقي النفس، والوضع الآخر نقوم فيه بالاعتذار الصريح لمن تسببنا في ألمهم وأخطأنا في حقهم.
وفي الاتجاه الآخر إن كانت تلك الديون لنا بأن كنا الموفقين للوقوف إلى جانب الناس بكلمة طيبة أو تعامل تجلت فيه المساعدة والبذل، فعلينا في تلك الحالة أن نشكر الله سبحانه وتعالى أن وفقنا ومكننا من يد مد العون للآخرين، ولا ننتظر أن تُسَدّدَ لنا في هذا العالم، فمكان السداد هناك حيث الآخرة، حين يكون الاحتياج كبيرًا وعظيمًا.
الديون كثيرة في هذه الرحلة القصيرة، ومن أهمها وأكبرها ديون الوالدين، فقد كانت في أشد حالات العوز والحاجة والضعف وضيق ذات اليد، وكان البذل فيها خالصًا ونقيًّا، وقد تجلت فيه كل معاني الحب والتفاني والإيثار، فماذا نحن فاعلون مع تلك الديون؟!
إن من أفضل السبل لسداد ذلك النوع النفيس من الديون هو البِرُّ المتواصل، فلنَغْرِفْ من نبعه العذب غُرَفًا نسقيها إياهما، وتكون بطعم الود والحنان وقضاء الحاجات والإحسان وما شاكلها؛ حتى يرضيا عنا ويدعو لنا، وما أمسّنا وأحوجنا إلى رضاهما ودعائهما!
المواقف لها حسابات أخرى في عالم الآخرة، حيث الدقة في كل تفاصيلها وأحداثها وألفاظها، وحينما نكون بين يدي الخالق عز وجل فلا مبررات تنفع ولا كذب متاح، وإنما الحقيقة كلها تتجسد أمامنا، فالأفواه مغلقة ومختوم عليها، ولا مهرب منها سوى الاعتراف وهو سيد الموقف.
كلنا سيغادر يومًا ما، ومهما كنا في أي موقع أو مكانة أو منصب، فلتكن مواقفنا ديونا لنا لا علينا؛ حتى يتذكرنا الناس بالخير كلما ذُكرنا ويدعون لنا لا علينا.
هنيئا لمن هداه عقله وقلبه إلى فعل الخيرات في مواقفه مع الناس، وبقي دائنًا لا مدينًا حتى يلقى ربه؛ فتكون المكافأة الحقيقية له رحمةً إلهيةً بالدخول إلى الجنة. قال أحدهم: (تظل الذكريات قصصًا صامتة تركت فينا أثرًا لا يزول...).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.