بمشاعر الفخر والاعتزاز عندما نقول إن الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية هي اليوم من تقود العالم بأسره شرقًا وغربًا شمالا وجنوبًا طولا وعرضًا، وهذا هو منطلق فخرنا واعتزازنا. عندما نقول إن الرياض تسلمت مقاليد القيادة إلى ترسيخ معاني السمو الإنساني والرقي البشري، وأنها باتت منارة للوئام والاستقرار السياسي، فتلك حقيقة لا ينكرها إلا جاهل حسود أو جاحد مستأجر. حينما نتذكر الرياض تزهو الصورة الذهنية بتلك المدينة الضخمة التي تعج بالحركة والعمران، ولكن مع الواقع الذي نعيشه ونلمسه في هذه المرحلة المختلفة، من المؤكد أن تكون الصورة مقرونة بالهيبة، والثقل السياسي، والمكانة الإقليمية التي فرضتها بحكمة قيادتها ورؤية طموحة لا تعرف السكون. الرياض تؤكد استحقاقها بأنها عاصمة القرار، ونقطة التقاء السياسات الدولية، والقمم التاريخية، والقرارات المصيرية. منذ عقود ومملكتنا الغالية بحكمة وحنكة، قادتها تنسج خيوط حضورها السياسي والاقتصادي والدبلوماسي بهدوء وثبات، وفي عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله- وساعده الأيمن عراب النمو والتطور صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في العقد الزاهر، وتحديدًا مع انطلاق رؤية السعودية 2030 دخلت مرحلة جديدة من التأثير المتصاعد، متحولةً إلى مركز ثقل عالمي، لا يمكن لأي عاصمة في المنطقة أن تتجاهل دورها أو تتخطى وزنها. عندما تتجه الأنظار نحو الرياض ماذا ستقول؟ ما هو موقفها؟ وكيف ستقود المرحلة؟، فإنها تلعب دور الوسيط الحكيم حينًا، والداعم القوي حينًا آخر، وصاحب المبادرة متى اقتضت الظروف، والشواهد حاضرة، من الأزمة الروسية الأوكرانية إلى ملف الطاقة، ومن الحرب في اليمن إلى دعم الاستقرار في السودان، ورفع العقوبات عن الدولة السورية، إلى مواقفها الواضحة المشرفة من القضية الفلسطينية، ومساعدتها المستمرة للشعب الفلسطيني ماديًا ومعنويًا وسياسيًا في كل مايخدم قضيته ويحقق لها العدالة. ولا يقتصر الدور السعودي البارز على السياسة، فهناك أمور اخرى في جانب مستقبل الاقتصاد العالمي، وأسواق الطاقة، وقضايا المناخ، تلك القضايا برمتها وتعقيداتها أصبحت ملفات تناقش من قلب العاصمة السعودية، حيث استضافت الرياض قمة العشرين في لحظة فارقة من تاريخ العالم، واجتمعت على أرضها قيادات من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، في تأكيد واضح على أن من يبحث عن الحلول الكبرى، عليه أن يمر من الرياض. ما نتحدث عنه اليوم هو صياغة للمشهد السياسي بحكمة سعودية تملك التأثير والقدرة على إحداث التحول، فالرياض اليوم تُبنى كعاصمة المستقبل، بمشروعات عملاقة، وتوسع حضري مدروس، وجذب للمواهب والعقول من كل أنحاء العالم، ومن يسير في شوارعها يدرك أن هذه المدينة انتقلت من كونها عاصمة لدولة، إلى رؤية وهوية جديدة تنهض من قلب التاريخ نحو المستقبل. الرياض عاصمة القرار لأنها تملك عناصر القيادة حكمة السياسة، قوة الاقتصاد، ووضوح الرؤية، ومن هنا فإن من يقرأ خريطة التغيرات في العالم العربي والعالم الخارجي، عليه أن يضع دائرة حول الرياض، لأنها ببساطة.. تصنع القرار.