في مشهد متكرر من سنوات الطموح والتحول، جاء منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي هذا العام ليؤكد شيئًا نعرفه جيدًا: أن السعودية لم تعد تنتظر الفرص، بل تصنعها. المنتدى لم يكن مجرد تجمع رسمي لتبادل الكلمات، بل كان لقاءً عمليًا لفتح أبواب جديدة بين وطننا الطامح إلى صدارة جديدة في الاقتصاد العالمي، وبين أقوى اقتصاد في العالم. تحدثنا عن الطاقة، عن التقنية، عن الصناعة، وحتى عن التعليم. لكن خلف هذه الملفات، كان هناك حديث أعمق: كيف نبني شراكة قائمة على الفهم، وليست فقط المصالح. السعوديون اليوم لا يذهبون إلى هذه المنتديات ليطلبوا الدعم، بل ليعرضوا شراكة ناضجة، ورؤية واقعية، وسوق واعدة مدعومة بإصلاحات وتشريعات وسياسات واضحة. ما لفت نظري أيضًا هو تركيز الوفد السعودي على إبراز مكانة المرأة والشباب، وعلى توطين التقنية والابتكار، في مشهد لم نعتده من قبل في العلاقات السعودية الأمريكية، لكنه يعكس تحولاتنا الداخلية أكثر مما يعكس علاقتنا الخارجية. منتدى الاستثمار هذه المرة لم يكن مناسبة بروتوكولية ، بل كان طاولة قرار. قرارات تصنعها السعودية بثقة، وتدعو من يفهم التحول الحقيقي إلى أن يكون شريكًا فيه.