عمّت مشاهد الفرح شوارع العاصمة دمشق وكثير من المحافظات السورية، مع تدفّق حشود كبيرة من السوريين إلى ساحة الأمويين احتفالًا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رفع العقوبات عن بلادهم، والتحرك نحو تطبيع العلاقات مع حكومة أحمد الشرع. فيما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالإشادة الكبيرة التي قدمها الشعب السوري تجاه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بعد دوره الكبير في إتخاذ هذا القرار الأمريكي. وامتدّت أجواء الاحتفال إلى مدن ومناطق عدة، حيث أضاءت الألعاب النارية سماء البلاد، وعلت الهتافات تأييدًا للقرار الذي يرونه بارقة أمل لانخراط سوريا مجددًا في الاقتصاد العالمي، بعد سنوات من العزلة. وجاء الإعلان الأمريكي في وقت تشهد فيه سوريا تحوّلًا سياسيًا كبيرًا أعقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، بالتوازي مع تصاعد الجهود الدولية لإعادة الإعمار بعد مرور أكثر من عقد على الحرب الأهلية المدمرة وما خلّفته من تداعيات كارثية. وقد التقى ترمب، اليوم الأربعاء، بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في السعودية بحضور الأمير محمد بن سلمان، في أول لقاء من نوعه بين زعيمي البلدين منذ ربع قرن. ويُعد هذا اللقاء تتويجًا لمسار دبلوماسي بدأت ملامحه تتضح خلال الأيام الماضية. وقد كشف موقع "أكسيوس" أن اللقاء بين ترامب والشرع جاء على هامش زيارة الأخير إلى الرياض، وتم بترتيب من مسؤولين سعوديين، وأن ترامب وافق على تخصيص وقت للاستماع إلى الرئيس السوري الجديد. وكان الرئيس الجمهوري قد صرّح قبل انطلاق جولته الإقليمية التي استهلها من الرياض: "سيتعين علينا اتخاذ قرار بشأن العقوبات، وقد نرفعها قريبًا عن سوريا لأننا نريد أن نمنحها بداية جديدة". ورحّبت دمشق بتصريحات ترمب، واعتبرتها "خطوة مشجعة نحو تخفيف معاناة الشعب السوري"، غير أن الإدارة الأمريكية أوضحت أنها ستراقب أداء الحكومة الجديدة، خصوصًا في ملف حقوق الإنسان.