طال أمد الحرب الروسية / الأوكرانية الطاحنة كثيرا، وتراكمت تداعياتها، الفظيعة والمروعة، على كلا الشعبين والدولتين بشكل مخيف ومفزع ومروع. تدفقت بحور من دماء الشعبين، وخلّفت ملايين من المعاقين والجرحى والأسرى. هذا بالإضافة إلى الخسائر المادية المهولة والمرعبة، على الرغم من أن الشعبين بحاجة ماسة وقصوى لتحسين مستوى حياتهما، ورفع دخل المواطن أكثر، وتسخير تلك الثروات الهائلة لنهضة البلدين وازدهارهما بدلا من هدرها على الحرب العبثية بينهما. ومن المؤلم، والمفجع أكثر، أن أوكرانيا جارة لروسيا، وكانت ضمن دول الاتحاد السوفيتي السابق. وإذا كانت غالبية دول العالم وقياداته لم تكترث لتداعيات هذه الحرب، فمن التفت إليها كان على قدر ما يتطلبه تأمين مصالح دولته وحزبه، وأطماعه غير المشروعة، وأهدافه الشخصية. لكن الحال في المملكة العربية السعودية يتناقض مع كل ذلك تماما، حيث سخر قائد السلام محمد بن سلمان رعاه الله وسدد خطاه - كل جهده ووقته وقدراته لاجتراح حلول ناجعة لوقف هذه الحرب الطاحنة، وواصل جهده بكل حزم وحماس، لتحقيق هذا الهدف النبيل والغاية الكريمة، حتى نجح بالفعل في عملية تبادل الأسرى بين الطرفين، وفي جوانب أخرى، وتابع نشاطه الحميد هذا حتى نجح في جمع كل الأطراف الفاعلة في هذا النزاع الدولي، بمن فيهم الجانب الروسي والأمريكي والأوكراني، وهذا في حد ذاته يعد خرقا كبيرا ونجاحا نبيلا. هذا الموقف الكريم من المملكة ليس غريبا على الإطلاق، بل هذا ما عُرفت به المملكة، غايتها الأسمى تحقيق السلام لكل شعوب الأرض، وتحسين مستوى حياتها، وتمتعها بكامل حقوقها وحرياتها. لقد تابعت الكتابة عن سيرة القائد محمد بن سلمان منذ أن وقع اختيار جلالة الملك المفدى سلمان بن عبد العزيز حفظه الله - عليه لولاية العهد، ولاحظت أن سموه -رعاه الله وسدد خطاه- يضاعف جهده المتواصل في رمضان بشكل لا يوصف، وبكل عزيمة.