عادت البريطانية لونيس طومسون لزيارة المملكة بعد أن أقامت في العاصمة الرياض خلال السبعينات والتسعينات الميلادية، وألفت كتابين سياحيين عن الرياض وهما: (Desert Treks from Riyadh) و(Riyadh handbook). وكتبت لونيس عن التحول الذي تشهده صناعة السياحة بالمملكة فقالت: المملكة تفتح الآن أبوابها أمام السياح البريطانيين، لقد أجيز منذ بضع سنوات لغير المسلمين زيارة المملكة ضمن مجموعات، وترغب الحكومة السعودية في رؤية المزيد من السياح. وعن بداية رحلتها توضح لونيس "قامت الهيئة العليا للسياحة من خلال السفارة السعودية في لندن بدعوة مجموعة من الصحفيين السياحيين وغيرهم، من الرجال والنساء للتطواف في البلاد. لقد كنت واحدة من تلك المجموعة". أُخِذت لونيس بمدائن صالح فوصفتها بأنها "جوهرة التاج" في الآثار السعودية "هي مدينة النبطيين، وهي بالضبط أخت مدينة البترا الأردنية، وبناؤها في ذلك المكان بالذات يعلن ترسيم الحدود الجنوبية للإمبراطورية الرومانية في المناطق العربية. عاشت تلك المدينة حقبة من الازدهار استمرت حوالي 200 سنة، كانت ما بين عام 100 قبل الميلاد وعام 106 بعد الميلاد، وأصبحت غنية من جراء تجارة البخور من جنوب الجزيرة العربية امتدادا إلى البحر المتوسط". ولم تفتها الإشارة إلى محطة قطار سكة حديد الحجاز "لقد بنى العثمانيون سكة الحجاز في القرن العشرين لنقل الحجاج من الشام إلى المدينةالمنورة". أقامت لونيس مع رفاقها في فندق بالعلا وصفته ب"عتيق ساحر" على حد تعبيرها، وقالت: أقلتنا من واحة العلا سيارة رباعية المحرك، وذلك في رحلة مثيرة إلى الأراضي الداخلية، حيث مررنا خلالها بواد رملي ضيق على جانبيه أعمدة ساحرة من الصخور الحمراء. ووجدت الكاتبة البريطانية في جدة "مدينة مليئة بالحيوية، توجد فيها مجسمات حديثة موضوعة على الكورنيش ودوارات الشوارع، ومازالت المدينة تستحضر روح الميناء القديم على البحر الأحمر". تقول لونيس: "لابد من زيارة الرياض، وذلك لروعة الهندسة المعمارية التي تشمل ناطحتي سحاب". وفي العاصمة أيضا أتيحت للونيس زيارة وادي حنيفة والدرعية والمصمك والمتحف الوطنيالذي رأت فيه أنه احتفال لانتصار الهندسة المعمارية بحد ذاته، وهو يُبرز غنى التراث والآثار بالمملكة العربية السعودية". إن أحد العوامل الجاذبة للسياحة السعودية هو التنوع في المقومات الطبيعة التي بالإمكان للسائح مشاهدتها كما تقول لونيس "في الجنوب الغربي توجد مناظر جبلية خلابة في جبال عسير التي ترتفع إلى علو 10.000 قدم تقريبا، هناك يقوم التلفريك بنقل الزوار من جبل السودة إلى قرية جبلية في الأسفل ما زالت منازلها تحتفظ بأبراج مبنية من الصخور التقليدية". وترى أن ارتداء العباءة أقل إرهاقا مما يتصوره البعض "لقد زودنا بعباءات عندما وصلنا أول فندق في الرياض ووجدناها مريحة، فهي فضفاضة وعكس ما هو شائع عنها". وتعود الكاتبة التي تعمل ضمن هيئة تحرير مجلة الشرق الأوسط في لندن للكتابة عن الجهود التي تبذل هنا لتنظيم صناعة السياحة قائلة: "تخطط الحكومة لتقديم تأشيرة سياحية لأول مرة لتشجيع السياحة، ولدى الحكومة خطط طموحة لتطوير "العقير" على الساحل الشرقي، وهي تدرب السعوديين على إدارة البرامج السياحية الجديدة، كالمرشدين السياحيين". وتختم بالقول: "من وجهة نظر الذين قاموا بهذه الرحلة، فإن السياح البريطانيين سيقومون بزيارة المملكة، يوجد الكثير من عنصر التشويق يسلي الزائرين كما أن هناك دائما سحرا لكل ما هو جديد". وحول عناية المملكة بالتراث العمراني، أشارت لونيس إلى التعاون القائم بين رئيس الهيئة العامة للسياحة الأمير سلطان بن سلمان والأمير ويلز وولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز. يذكر أن مجلة الشرق الأوسط تصدر عن معهد الشرق الأوسط التابع لكلية الدراسات الشرقية والأفريقية "ساوس" بجامعة لندن. أما لونيس طومسون فتعمل في هيئة تحرير المجلة، وهي متخصصة في الكتابة عن السياحة.