بكين 10 يونيو 2025 (شينخوا) بدأت الصين، اعتبارا من يوم الاثنين الماضي، تنفيذ سياسة تجريبية للإعفاء أحادي الجانب من تأشيرة الدخول لمواطني المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان ودولة الكويت ومملكة البحرين، ما يرفع عدد الدول المشمولة بسياسة الإعفاء أحادي الجانب من التأشيرة لدخول الصين إلى 47 دولة. وبموجب السياسة الجديدة، التي ستظل سارية حتى 8 يونيو 2026، يُسمح لحاملي جوازات السفر العادية من الدول الأربع المذكورة دخول الصين دون تأشيرة لمدة لا تتجاوز 30 يوما لأغراض تشمل التجارة والسياحة وزيارة الأقارب والأصدقاء والتبادل الثقافي والعبور. وبما أن دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر قد أقامتا ترتيبات للإعفاء المتبادل من التأشيرة مع الصين منذ عام 2018، فإن هذا التطور يعني أن جميع الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية باتت تتمتع الآن بإعفاء من التأشيرة لدخول الصين. وقد قوبلت هذه الخطوة بترحيب واسع في دول الخليج، حيث يُتوقع أن تعزز التبادلات الثنائية وتقوّي الروابط الثقافية والشعبية وتضخ زخما جديدا في مسار التعاون المتنامي بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي. وفي بيان نشرته على منصة "إكس" عقب الإعلان في أواخر مايو المنصرم، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن تثمينها لهذه الخطوة عبر حسابها على منصة "إكس"، قائلة إن "هذه الخطوة ستسهم في تشجيع الزيارات المتبادلة وتعميق روابط الصداقة بين شعبي البلدين الصديقين". ومن جانبه، أشاد عبد الله البلوشي، مؤثر الإنترنت الإماراتي بهذه السياسة عبر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، واصفا إياها بأنها ميزة كبيرة للمسافرين الخليجيين، قائلا "الآن، كل ما تحتاجه هو جواز سفرك لتسافر إلى الصين". وفي السياق ذاته، أعلنت شركة "كانو ترافيل"، إحدى أكبر شركات السفر في منطقة الخليج، والسبّاقة في الترويج للسياحة إلى الصين، عن تدشين باقات سفر جديدة موجهة للمقيمين في الإماراتوالبحرين والسعودية، وذلك فور الإعلان عن السياسة الجديدة. ووصف هارفي لاينز، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة "كانو ترافيل"، السياسة الجديدة بأنها بوابة نحو توسيع التعاون الصيني-العربي، مؤكدا التزام الشركة بتسهيل التبادلات الشعبية بين الصين ودول الخليج والعالم العربي ككل. وتأتي هذه السياسة الجديدة في ظل تزايد عدد الرحلات الجوية المباشرة بين الصين ودول الخليج العربية خلال السنوات الأخيرة. ففي الوقت الراهن، تُسير عدة شركات طيران صينية وسعودية قرابة 20 رحلة مباشرة أسبوعيا بين مدن كبرى في الصين، مثل بكين وشانغهاي وقوانغتشو وشنتشن، ومدن أخرى سعودية، بما فيها الرياضوجدة. أما الإمارات، فهي ترتبط ب13 مدينة في البر الرئيسي الصيني عبر رحلات مباشرة منتظمة. ومن المرتقب أن تطلق شركة طيران هاينان الصينية خطا مباشرا بين هايكو وجدة في 28 يونيو الجاري، في حين ستبدأ شركة طيران الإمارات تشغيل رحلات يومية مباشرة بين دبي وشنتشن بدءا من الأول من يوليو المقبل. ويرى مراقبون أن السياسة الجديدة تعكس تنامي العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين الصين ودول الخليج العربية. ففي عام 2024، بلغ حجم التجارة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي 288.09 مليار دولار أمريكي، ما يجعل المجلس سادس أكبر شريك تجاري للصين. من جانبه، أشار ون شاو بياو، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية، إلى أن سياسة الإعفاء من التأشيرة من شأنها تقليص تكاليف السفر وتسهيل حركة التنقل المتبادلة على نطاق واسع، قائلا: "ستشجع هذه السياسة على التبادل الشعبي والتعاون الأكاديمي، وتسهم في دفع عجلة التجارة والاستثمار والمشاريع المشتركة، بما يتماشى مع تطلعات القطاع الخاص". وتؤكد هذه الخطوة التزام الصين بمواصلة الانفتاح عالي المستوى على العالم. فمنذ أواخر عام 2023، شرعت بكين في تنفيذ سلسلة من السياسات المريحة للمسافرين. وابتداء من الأول من يونيو الجاري، أصبح بإمكان حاملي جوازات السفر العادية من دول البرازيل والأرجنتين وتشيلي وبيرو وأوروغواي دخول الصين دون تأشيرة، وهي المرة الأولى التي تُمنح فيها مثل هذه الميزة لدول من أمريكا اللاتينية والكاريبي. بالإضافة إلى ذلك، تم تمديد فترة الترانزيت دون تأشيرة إلى 240 ساعة للمسافرين من 54 دولة. وقد بدأت نتائج هذه المبادرات تظهر على أرض الواقع، إذ سجلت الصين في عام 2024 نحو 3.39 مليون عملية دخول للبلاد بموجب سياسة الإعفاء من التأشيرة، بزيادة سنوية قدرها 1200 في المائة. وخلال عطلة عيد قوارب التنين الأخيرة التي استمرت ثلاثة أيام، دخل 231 ألف أجنبي إلى الصين دون تأشيرة، بزيادة نسبتها 59.4 في المائة مقارنة بالعام الماضي. وقال داي بين، رئيس الأكاديمية الصينية للسياحة، إن الزوار الأجانب لا يأتون فقط للاستمتاع بالمناظر الطبيعية والمدن، بل أيضا لتجربة الحياة اليومية في الصين، مضيفا: "توفر هذه الزيارات فرصة لاكتشاف الصين الحقيقية".