.. في لحظة تاريخية، تحولت تونس إلى حالة استثنائية، وجعلت ثورة الياسمين من أبي القاسم الشابي يخرج من قبره ويعود معبراً عن الشارع التونسي، بل إن كل من كتب وعلق وتظاهر وهدم وصرخ في الفضائيات، حتى الذين انقلبوا 180 درجة في مواقفهم، كل هؤلاء استشهدوا بالشابي، ولكنني أرى أن محمد الصغير أولاد أحمد هو الصوت الأكثر تعبيراً عن تونس الآن والمستقبل، أولاد أحمد هو الشاعر الأكثر تعبيراً عن المشهد بكل تحولاته وتجلياته وتحدياته ويكفي أن تسمعوا له وهو ينشد بصوت ممهور بالوجع والصخب والجنون: (لينبت دود مكان البلح ذهبنا جميعا إلى الانتخاب ولم ينتخب أحد.. من نجح) بل يكفي أن تسمع له وهو ينشد: فكرت في شعب يقول: نعم ولا عدلت ما فكرت فيه لأنني ببساطة عدلت ما فكرت فيه فكرت في شعب يقول: نعم ل: لا فكرت في عديد الضحايا واليتامى الأرامل واللصوص فكرت في هرب الحروف من النصوص فكرت في شعب يغادر أرضه بنسائه ورجاله وجماله وكلابه فكرت في تلك اليتيمة في الحكومة وحدها تستورد التصفيق من حفل لسوبرانو يغني للغزالة والعدالة والفسيح فكرت في صمت فصيح مضت الحياة كما مضت مضت الحياة تهافتا و.. سبهللا سأقول للأعشى الكبير: يا ناس ليس هناك بعد الآن غد. .. هذا هو أولاد أحمد الذي يستحق تونس أجمل ألف مرة مما يحدث وحدث فيها.