أكد موظفون من بيئات عمل -مختلطة- أنهم يفضلون أن تبقى علاقتهم بزميلاتهم في مكان العمل فقط، وأن لا تتعدى إلى حتى إلقاء التحية عليهن خارج نطاق العمل، فيما تفضل كثير من السيدات العاملات عدم تعريف أزواجهن بزملاء عملهن، خوفاً من إثارة الغيرة في نفوسهم. فيتعمد كل منهما تجاهل الآخر لو حصل والتقيا في مكان عام. إثارة الغيرة واستطلعت «الشرق» آراء بعض الموظفين والموظفات حول هذا الأمر، حيث أكدت فاطمة حسن عواد -موظفة- أنها لن تتعمد إثارة الغيرة في قلب زوجها بزملاء عملها، وترى أنه أهم بكثير من زميل العمل. فيما رفضت فادية عبدالله -غير متزوجة- أن تقترن برجل لا يتقبل طبيعة عملها، واشترطت أن يكون زوجها واعياً ومتفهماً هذه النقطة التي أصبحت طبيعية في المجتمعات العملية. واشتركت سمية محمد معها في رأيها، وبينت أنها لن تمانع أن يتعرف زوجها على زملاء عملها. بينما وجدت أحلام طاهر أن خوفها من زوجها يجنبها التعامل مع زملاء عملها أو حتى السلام عليهم خارج العمل. غارق في الشكوك ويختصر فارس الماجد الأمر في المثل الشهير «الباب اللي يجي منه ريح سده واستريح»، مؤكداً أن المجتمعات الشرقية تختلف عن الغربية، مستدركاً «لا يستطيع الرجل الشرقي التحدث أو الابتسام مع زوجة أخيه، فكيف بزميلة عمل؟! ووصف المجتمع بالغارق في الشكوك». فيما أكد ماجد المحمود أن زوجته على علاقة بكل زميلات عمله، وبأنه يطلع زوجته على تفاصيل عمله بكل أريحية، مشيراً أنه لا يتردد في السلام على زميلته في أي مكان أمام زوجته، مبيناً أن العلاقات الاجتماعية باتت منفتحة ومختلفة عن السابق. وجرب أحمد العلي ذات يوم السلام على زميلة له أمام زوجته، لكنه ظل يعاني من تبعات الموقف فترة طويلة، وقرر بعدها أن لا يكرره، وأصبح يتحاشى زميلاته في الأماكن العامة لو وجدهن صدفة. يهربون منها وتستنكر هبة ماجد الوحيد على زملائها الذين يعاملونها بلطف في مقر العمل، وما إن يروها في مكان عام، حتى يهربوا منها، لاسيما إذا كانوا مع زوجاتهم. فيما ترى منال آل سعيد أن الأمر متوقف على الزوج وحده، فلو كان يتحسس من زمالة زوجته عليها أن لا تخبره وتتجاهل زميلها في المكان العام، أما لو كان منفتحاً فعليها أن تعرفه عليه. بينما أكد الشاب رمزي محمد -أعزب- أنه سيعرف زوجته مستقبلاً على كل زميلات عمله، ولن ينتظر الصدف ليلتقيهن كي لا يُحرج، مشيراً أنه يسعى حالياً للارتباط بزوجة عصرية ومتفتحة وواعية. وربط شادي السالم مدى سهولة الأمر باحترام الإنسان نفسه أولاً واحتشامه، مشيراً أنه لا يُحرج من السلام على زميلات عمله وهو برفقة أمه وإخواته. حدود اجتماعية ويرى الاختصاصي الاجتماعي جعفر العيد أن لكل حالة ظروفها، ولا يمكن إعطاء حكم شامل لهذا الموضوع، والطبيعي أن لا ينفي أي طرف معرفته بالآخر مادامت العلاقة في حدود المعقول، ولم تتعدَّ الحدود الاجتماعية والدينية، وأشار إلى أن هناك من يلجأ إلى إخفاء علاقته بزميلة عمله كواحدة من الحيل الاجتماعية التي يستخدمها لرعاية نفسيته الخجولة جداً، أو القيم التي يحملها، فهو يعتقد أن علاقته بزميلة العمل خرق من الخروقات وخطأ لا يود أن يعرفه الآخرون. ونوّه بأن الأوضاع الأسرية قد تكون حكماً في الأمر، خاصة للزوجات، فمنهن من يغِرن حتى من أمهات أزواجهن، مبيناً أن الغيرة الزائدة خلل نفسي ينبغي إصلاحه. ويرى العيد أن المجتمع لايزال في حالة تغيير، مؤكداً أن على الإنسان أن ينتبه ويراقب نفسه وتصرفاته، وأن لا يخفي علاقته بأحد مادام على ثقة بنفسه.