تصور الكاتبة والمخرجة الإيرانية – الأمريكية، مريم كيشافارز، حياة الفتيات الإيرانيات السرية في سن المراهقة في معظم أفلامها، ما يثير استياء وانقسام الآراء في المجتمع الإيراني حول أفلامها الخاصة. وقالت كيشافارز (36 عاما) لصحيفة التليغراف البريطانية: إن بلدها إيران يربي النساء المتمردات وسط ضغوط المحافظين، ولذلك هن يردن أن ينفضن الغبار عن أنفسهن قليلاً الآن. وتضيف (وهي مبتسمة): «وهذا بسبب الطريقة التي تربينا عليها». أما بالنسبة لكيشافارز فقد نفضت كثيرا من الغبار عن حياة الإيرانيات في فيلمها الأخير «الظرف»، الذي يصور جانباً نادراً من حياة الإيرانيين، وثقافة الشباب، وتمرد المراهقات على أسرهن، وحضور بعض الاجتماعات السرية لتعاطي الممنوعات، وإقامة العلاقات «الشاذة». ويشبه موقع التصوير العاصمة طهران إلى حد كبير، لكنه في الواقع صُوّر في لبنان، ولم يوزع رسمياً في إيران على الإطلاق. وتعترف كيشافارز: «سيكون من المستحيل توزيعه في إيران، وقد لا يشاهده أحد هناك، لأنه يعتبر جريمة كبرى هناك». وتضيف: «سيدخل عبر السوق السوداء، لأن الرقابة مشددة في إيران، وسينتشر على أقراص الفيديو المدمجة (DVD). لقد تلقيت عدة رسائل على «الفيس بوك»، حول الفيلم من إيران، ولذلك أنا أعلم أن الفيلم وصل إلى هناك». وعرض الفيلم أول مرة في أمريكا، وفاز بجائزة الجمهور في مهرجان «سندانس» السينمائي في يناير الماضي، لكنه أدى إلى انقسام حاد ٍ في الآراء. ففي لوس أنجلوس، أُعجب الإيرانيون المقيمون هناك بالفيلم. أما في شيكاجو، التي يوجد فيها كثير من الإيرانيين المحافظين، والنساء المحجبات، فإن الفيلم لم ينل إعجاب الحضور، حيث وصفوا المشهد الأول منه بأنه «مثير للاشمئزاز»، حسب كيشافارز. وطرح رجال إيرانيون، في الخمسينات من أعمارهم، عدة تساؤلات عن الفيلم، تمحورت حول ما إذا كانت الأحداث واقعية، وتجري بالفعل في إيران، متهمين المخرجة بأنها «تسعى لتدمير ثقافتهم، لتأثرها بالثقافات الأجنبية». وتعد المخرجة الإيرانية مريم كيشافارز، بالفعل، صاحبة ثقافة غربية، فقد ولدت في نيويورك، حيث يعمل والدها طبيبا هناك، ولكنها تسافر سنوياً إلى إيران لزيارة أجدادها، وليس لديها أي مشكلات في التنقل بين البلدين. وذكرت كيشافارز، أن من هذه القصص ما هو موجود فعلا في إيران، وأن التحفظ في ارتداء الحجاب، وعدم مصاحبة الرجال الأجانب، ما هي إلا إجراءات سياسية في البلد حتى لا يتم معاقبة الفتاة على نزع الحجاب أو الاختلاط.