كشف الرئيس الراحل أنور السادات في وثيقته أن ثورة يوليو 1952 قامت بناءً على خطة لقلب نظام الحكم، التي أعدت في عام 1950، ويتم تنفيذها على مراحل لمدة 5 سنوات، أي في عام 1995، ولكن تطورات الموقف السياسي والعسكري حتّمت تنفيذها قبل موعدها. وقال السادات إن الخطة بدأت أولى مراحلها بتكوين الهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، وانتخب جمال عبد الناصر رئيساً لها بالإجماع. وبدورها، بدأت الهيئة في الاجتماع ودراسة المشهد السياسي لِتُعِدّ العدة للضربة الكبرى، أي الانقلاب العسكري، وقلب نظام الحكم، ونشأت على عقيدة واحدة هي إما النصر أو الموت، واستمد كل فرد فيها قوته وعزمه من إرادة الشعب نفسه، ومشاعر السخط العام على الاستعمار والحكام الفاسدين ورجال القصر، وأضاف السادات بدأ التنظيم توزيع المنشورات الثورية، التي حددت فيها أهداف الشعب، واتجاهات الرأي العام، وهي القضاء على الاستعمار وذيوله من الحكام والفاسدين. وأشار السادات أن الخطة تم وضعها بناء على تلك المعطيات في عام 1950، على أن يتم تنفيذها خلال 5 سنوات. وقرر الضباط الأحرار تكوين تشكيلات (تحالفات) لهم داخل الجيش، وأصبح للتنظيم أفراد في كل قطاعات الجيش تقريبا. وأوضح السادات أن هناك مجموعة من الأحداث دفعت الضباط لمراجعة خطتهم، حيث بدأ القتال بين التنظيم والقوات الخاصة التي يديرها وزير الداخلية آنذاك فؤاد سراج الدين، وبدأ القصر يتآمر، وزادت الاغتيالات، كما تراجعت شعبية حزب الوفد، والرأي العام أصبح في حالة سخط شديد، مما اضطر الضباط الأحرار لتنفيذ الخطة قبل موعدها، أي في 23 يوليو 1952.