أطلق حقوقيون وسياسيون وفنانون سودانيون حملة واسعة لمناهضة العنصرية في السودان ودشنوا نشاطهم الليلة قبل الماضية بالإعلان من القاهرة عن المنظمة السودانية لمكافحة العنصرية «تسامي». وتزامنت احتفالية «تسامي» تحت شعار «بحث عن وطن» مع الذكرى ال 58 لأعياد استقلال السودان الذي يصادف الأول من يناير، غير أن رئيس المنظمة الصحفي السوداني المقيم في القاهرة، فائز السليك، قال إن السودانيين لم يذوقوا طعماً حقيقياً للاستقلال، فبعد أن نال السودان استقلاله دخلت البلاد في حروب طويلة وقتال مستمر واختطفتها الأنظمة القمعية، وكل ذلك مرتبط بالعنصرية. وقال السليك إن حملة «تسامي» تستهدف مناهضة كافة أشكال العنصرية القائمة على أساس ديني وعرقي وثقافي، وأضاف أنها ستتصل بالقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني. وأشار إلى أن العمل في الحملة مقدم لروح الشهداء وضحايا العنصرية والإبادة الجماعية في كل من دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة وحتى في جنوب السودان إلى جانب شهداء الاحتجاجات الأخيرة في السودان في سبتمبر الماضي. واعتبر أن هناك عدداً من الآليات يمكن أن تساهم في تعزيز فكرة مناهضة العنصرية من بينها الدستور والتشريعات التي تقر التنوع والاعتراف بحق القوميات في التخاطب والتعلم بلغاتهم، بجانب وضع قوانين رادعة لكل من يمارس أو يثير النعرة العنصرية أو يمارس التمييز والتحقير على الآخرين على المستوى الرسمي أو الشعبي. لكنه رأى استحالة أن يتم ذلك في ظل النظام الحاكم في الخرطوم الذي وصفه ب «ممارس للعنصرية»، وقال إن كل ذلك لا يمكن أن يتم إلا في ظل سودان حر ديموقراطي ومستقل. وفي سياق متصل، احتفلت القوى الوطنية السودانية المعارضة في القاهرة بالذكرى ال 58 لاستقلال السودان وسط مقاطعة تامة من الحركة الشعبية لتحرير السودان. وطالب رئيس الجبهة السودانية العريضة، علي محمود حسنين، القوى الوطنية المدنية والعسكرية بأن تتوحد في كيان واحد للعمل من أجل إسقاط النظام وعدم التحاور معه مهما كلف الأمر، وقال، خلال الاحتفالية، إن الجميع متفق على البديل القادم داعياً إلى إلغاء التعددية في المرحلة الحالية «فلا تعددية في الظرف النضالي» حسب تعبيره.
