جاءت مبادرة الحكومة بتقديم سيارات خاصة مجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة، إدراكاً منها لواجباتها تجاه هذه الفئة الغالية، وإحساساً منها بمسؤوليتها عن خدمتها وتلبية احتياجاتها في ظل الإمكانات المتاحة. هذه الفئة الغالية من اخواننا ذوي الاحتياجات الخاصة ومعهم أهاليهم، لم يسعوا لاقتناء هذه السيارات للتباهي بها، ولا هي بالنسبة لهم من السلع الكمالية، بل هي على رأس الضروريات لهم، كانوا في حاجة لها من فترات طويلة، ولكن لغلاء أثمانها - كونها تُعد وتصنع بمواصفات خاصة - جعلتهم لا يستطيعون توفيرها بأنفسهم. ولو أنهم نشأوا في ظروف أخرى لما تقدموا وانتظروا فترات طويلة للحصول عليها، ولكنها إرادة المولى عز وجل ولا اعتراض على خلقه وصنعه وتدبيره. وعندما يحين موعد تسليمه - المستحِق من ذوي الاحتياجات الخاصة - سيارته بعد فترة طويلة من الانتظار، نرى المسؤول الحكومي يحشد جيشاً من المصورين لتغطية هذا الحدث البسيط، ونشر صوره في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، وكأني بحال هذا المسكين لم يسلم منهم مرتين. الأولى تتمثل في انتظاره الطويل لاستلام السيارة، والأخرى التشهير به وإراقة ماء وجهه!! الطريف أن ذات المسؤول الحكومي، الذي يظهر في الصور وهو يسلّم السيارات (الحكومية) مرتدياً مشلحه، والابتسامة تملأ محياه، هو نفسه يحصل على سيارة حكومية فارهة-أحياناً يستبدلها سنوياً- يستخدمها في تنقلاته الخاصة، ولم نره يدعو المصورين لتغطية مراسم استلامه لهذه السيارة!! ختاماً.. إذا لم نستطع أن نعجّل بتسليم المستحقين سياراتهم، فلنحفظ لهم كرامتهم على الأقل.