تتفاوت أسئلة المستهلكين عند دخولهم المتاجر بين أسئلة واعية ترج البائع حول مصدر السلعة ومواصفاتها ومقارنة أسعارها لدى متاجر أخرى وبين أسئلة مستهلكين آخرين يطلبون النصيحة من البائع حول أي من تلك السلع أجدى لنشتريه. وما بين حسن النية في السؤال وبين مصالح أصحاب المتاجر وباعتها في بيع سلع بعينها قد تذهب النصيحة تلك بمستهلك إلى شراء سلعة زكاها البائع ومدحها أيما مديح بينما هي لا تستحق كل ذلك الأمر الذي يوجه مستهلكين لشراء سلع ليست بتلك السلع التي يأملون في الحصول عليها. وعلى الرغم من تنوير الناس من خلال المعلومات المتدفقة من الشبكة العالمية إلا أنه لازال هناك مستهلكون يحسنون الظن بالباعة ويعملون بنصائحهم في شراء سلعة دون أخرى على الرغم من أن تلك الثقة قد لا تكون يف محلها في أحيان كثيرة. د. محمد العوض – أستاذ التسويق يؤكد أن طلب النصيحة من البائع ليست الطريقة السليمة لشراء منتج معين مبيناً أن الثقة المطلقة في رأي أو نصيحة البائع تجاه منتج ما لا تمثل بالضرورة تزكية حقيقية حول جدوى شراء المنتج من حيث الجودة والسعر. وشدد العوض على أهمية الوعي أثناء ممارسة عمليات الشراء وأن يكون المستهلك مدركاً للسلعة التي يريد شراءها ومدى ملاءمتها للحاجة التي اشتراها من أجلها وقال: التسليم بكلام البائع ونصائحه على إطلاقه أمر ليس مقبولاً فالبائع أو صاحب المحل لديه مصالح في بيع سلعة دون أخرى كأن تكون هذه السلعة تحقق له هامش ربح أكثر من السلعة الأخرى أو أن تكون تلك السلعة لا تحظى بإقبال من المتسوقين مما يجعلها متكدسة في المتجر فيثني عليها بغية أن يتخلص من الكمية التي أصابها الكساد في متجره. وأشار العوض ان شراء سلعة ما في حالة كان المستهلك قد حدد مسبقاً هدفه من شرائها فإنه يمكن أن يتحكم في عمليات الشراء بشكل جيد من خلال معاينة ثلاثة منتجات جميعها تفي بالحاجة التي من أجلها سيقدم على الشراء ثم المقارنة بينها من حيث السعر والمواصفات وتحري الجودة من خلال المعلومات المدونة على المنتج ثم اتخاذ قرار الشراء دون التأثر بما قد يقوله البائع من مديح لسلعة بعينها. وأكد أن الشبكة العالمية اليوم توفر كثيرا من المعلومات حول كثير من السلع من حيث أسعارها وجودتها ومصادرها كما أن كثيرا من المستهلكين قد يتركون انطباعاتهم عن سلعة معينة على أحد مواقع الشبكة العالمية الأمر الذي يمكن المستهلك من أخذ فكرة عن أي منتج ينوي شراءه.