في حصن القريات الحصين قصر الشعلان وتحت جبل الصعيدي العريق بقرية كاف يروي مهرجان كاف بالقريات لزواره حكايات قديمة بمحافظة القريات وأجملها حكاية الملح الذي اشتهرت بتصديره القريات في عقود ماضية حتى أطلق عليها قريات الملح، ضمن فعاليات المهرجان الذي تنظمه بلدية القريات ويستمر حتى 13 من الشهر الجاري. ويقدم المهرجان عددا من الفعاليات التراثية، وكما أشار رئيس بلدية القريات المهندس علي الشمري أنها بداية لتطوير القرى التراثية بالقريات ويعرض المهرجان كيفية استخراج الملح والبناء بالطين والعسف والبناء بالحجر لزواره على أرض الواقع، ويلفت كبار السن إلى أن أثرة بالقريات كانت تشتهر بآبار الملح وكان يصدر إلى البلاد المجاورة كالأردن وسورية وفلسطين والمدن السعودية القريبة منها، والملح كان يستخرج من آبار معروفة عبر سحب مياه بالغة الملوحة ثم تترك جانباً لتجف فيبقى الملح بعدها يحمل على ظهور الجمال وينقل إلى المدن لبيعه، كما يعرض المهرجان بناء البيوت بالطين وقد كان أهالي القريات قديما يبنون بيوتهم من الطين ويسقفونها بخشب الأثل وسعف النخل، وكانوا يصنعون جدران الغرف من خشب الأثل الصغيرة على ارتفاع مترين ويعلقون عليها بعضا من حوائجهم ويطلق عليها مسمى "الشظاظ" ويصنع مكانا لوضع الحطب وإشعاله ويسمى "المجمرة"، وفي مقابلها أعلى السقف تخصص فتحة لخروج الدخان تسمى "السوامة". تأتي هذه الفعاليات في قرية كاف وبجوار الصعيدي الذي كتب عنه الرحالة شارل هوبير مايو 1879: "سأكون أول أوروبي تسلق الصخرة التي يقوم عليها قصر السيد (الصعيدي). إنها صخرة وحيدة، وثمة صخرتان أخريان أصغر حجماً موجودتان حول كاف، قدر ارتفاعهما بقرابة 80 متراً فوق السهل، أما القمة فعلى شكل مائدة مستديرة ويبلغ محيطها 3000م، وهي مكونة كلياً من كتل بركانية ضخمة سوداء صلبة جداً غارقة في غلاف ترابي تتداخل فيها بضع طبقات من الجير الجميل الشديد الصلابة والبياض، وكنت قد صادفته على الطريق بين الأزرق وكاف، تتألف الأطلال التي تتوج الهضبة العليا من حائط بارتفاع 3 إلى 4 أمتار وبسماكة تتراوح ما بين نصف متر ومتر واحد يحاذي حدود القمة الشرقية للصخرة. أما الجوانب الثلاثة الأخرى فليس لديها جدران ومن المرجح أنها كانت عمودية. الطريق المؤدية إلى الهضبة والمقوّضة كلياً تقع أيضاً في الجهة الشرقية وتبدأ من مقبرة كاف الواقعة عند قاعدة الهضبة. باب حائط الدفاع هذا كان مقفلاً بمصراعيه من الحجر الأسود شبيه بتلك الأبواب التي تصادفها بكثرة في أطلال المدن في لجا وجبل الدروز وحوران التي رأيتها دارجة الاستعمال في بعض الحدائق في تدمر. كان أحد المصراعين على الأرض تحت المدخل. على الهضبة كذلك غرفتان صغيرتان دون سقف تستندان إلى حائط السور، وإلى الشمال تبدو جدران مبنى صغير يضم أيضاً غرفتين. باتجاه باب حائط السور، حوض مدوّر مسوّر قطره (4أمتار) وعمقه متر واحد، وعلى مسافة قريبة يبدو في الأرض تجويف طبيعي على شكل مغارة، ولا بد أن يكون هذان التجويفان قد استعملا كحوضين للماء، بين الحوضين حجر حممي ضخم، متعرج الشكل، بقياس متر مكعب تقريباً حفرت عليه بعض العلامات الشبيهة بتلك التي لا يزال البدو يستخدمونها حتى يومنا هذا لدمغ إبلهم ويسمونها (وسم)أي علامة، وبما أن الصخرة خالية من أي آثار بنيان أخرى، أعتقد أن ما كان قائما هنا لم يكن سوى مركز حصين محصن في موقع طبيعي ومن الممكن إعادته حصناً منيعاً." وكتب الألماني يوليوس أويتنج 1883، الذي صعد القلعة أكثر من مرة حافياً بقصد التعود على المشي حافي القدمين عن القلعة قائلا: "أما بقايا المنازل فليست ذات أهمية ففي النصف الشمالي الغربي يوجد أكبر تلك المساكن ويحتوي على عدة غرف وبجانبه بركة مسطحة، وإلى الجنوب الشرقي توجد بئر مردومة، وفي الوسط يقع المسجد ذو المحراب النصف دائري". من جهته واصل المهرجان تقديم عروضه اليومية حيث قُدمت عروض ترفيهية ومسابقات لفرقة الدنانة الشعبية وعروض لفرقة بسمة وطن الترفيهية. مشاركان يقدمان إحدى المهن التراثية