بداية أي مشكك بموقف المملكة المساند للشعب الفلسطيني سياسياً وعسكرياً لسنا مضطرين أخلاقيا أو قومياً أن نزيل عن فكره كراهية مواقفنا، فمن أبغض فجر، ولسنا ضعفاء في مبادئنا لنشتري من ضعفاء الضمير لغة حجة وبرهان تنشر النفاق والتدليس لمجرد أنها قبضت قيمة صوتها الناعق، فيكفينا فخراً بأننا أول دولة عربية تتكفل بأسر الشهداء الفلسطينيين وكان الأمير نايف رحمه الله هو المسؤول المباشر عن صندوق دعم أسر الشهداء الفلسطينيين عندما كانت هناك معركة وشهادة وليس سمسرة وبيع مواقف ودماء.. تركي الفيصل سياسي قدم رؤيته السياسية للعدوان على غزة بمهنية منحازة للحق الفلسطيني، ولن يتجاوز ابن الشهيد الفيصل على تاريخ النضال الفلسطيني، فمثل أي سياسي محترف قرأ الواقع وتناقضاته واستل منه مايدعم الكفاح الفلسطيني في هذا الوقت العصيب دعماً بصدق ونبل، قدم وفسر اعتبارات مبادرة السلام العربية التي ضمنت للشعب الفلسطيني الأرض والسيادة عارضتها اسرائيل بتواطؤ أمريكي.. وعندما أساء بعض الموتورين فهم مقال تركي الفيصل بتعمد مبين وضح بأدب التزامه الشخصي والتزام بلده بنصرة الشعب الفلسطيني وأعطى على ذلك الشواهد والحقائق التي تدعم سلامة موقفه.. القضية ليست سوء فهم وليست في غزة، القضية كلها تجتمع بالدعم السعودي لمصر الذي سار بقدمين على رؤوس كل الظلاميين وغربانها الناعقة بالفجر، دعم واجه العجرفة الأمريكية والغربية والخيانة الإخوانية وذيول الدول العربية، لذا أرادت الدول والجماعات التي ذاقت مرارة خسارتها في مصر الإساءة للمملكة إعلامياً على موقفها الداعم لمصر، فكان العدوان الإسرائيلي على غزة ومشاهد الدم أفضل وسيلة بأيديهم ليمرروا من خلالها كذبهم الذي يعكس ما بضمائرهم على المملكة من حقد وبغض، قافزين على اعتبارات التاريخ والمنطق؛ فهم من جهة يؤيدون الدول التي تتمتع بعلاقات مع الدولة الصهيونية معلنة ومعروفة ويركبون تلك العلاقات وتبعاتها على الدول التي تحارب هذا النوع من العلاقات وتسفهها وتخونها، فقط لأن تلك الدول توفر لهم الدعم المادي والإعلامي وعرفت كيف تلبسهم البدل وتضع أمامهم المكروفونات، وتعوضهم على كل تغريدة بتويتر 1000 دولار شرط أن تكون تغريدة ضد المملكة، وفي الأزمات تزداد حمى المنافسة لبيع الضمائر، سوق وفتحت أبوابها، ومازال الضمير السعودي هو الأغلى سعراً، وقريباً تتحدث جهينة عن الخبر اليقين. الناس ليسوا أغبياء والولاءات المجانية معروفة فإن حذف أتباع رابعة أصابعهم من معرفاتهم التويترية فإن شعار رابعة واضح في حديثهم وشعاراتهم وصرخاتهم المسرحية، فكلما تخفوا انكشفوا أكثر، وياله من انكشاف رخيص ومر، باعوا كل شيء إلا مصالحهم، هم لا يوجد لديهم ولاء لأصابع رابعة ولكن لهم ولاء للمال الذي يدعم شعار رابعة... ولهم نقول: زيدوا السعر فالمطلوب أكثر.