منذ أن بدأت وزارة العمل بحملة التصحيح للعمالة والتي انتهت مؤخرا، ظهرت علينا عمالة مخالفة للإقامة، وهو شيئ متوقع فهي تراكمات منذ زمن!. مخالفون لأنظمة البلاد، يعملون ليلا ونهارا في محال تجارية ومواقع تجارية بغير نظام، منهم من لا يحمل إقامة ومنهم يعمل عند غير كفيله، حتى جاءت الحملة وأصبحت البلاد بحركة غير طبيعية (صحية) من تصحيح بنقل كفالة وتغيير للمهن، خطوة جداً رائعة ونثني على القائمين عليها، فجميع دول العالم لديها أنظمة وقوانين، لانجد في بلادهم من يتخلف ويعمل عند الآخر، لانجد أن هناك شخص يمارس مهنة ليست مهنته، بهذا النهج استمروا وأصبحت بلادهم نظيفة ومتطورة. بلادنا حفظها الله أرض خصبة للعمل ويتوافد اليها مئات الآلاف سنويا من مختلف الدول في العالم، هناك من يعمل بوظائف مهنية وادارية، لا بأس فمرحباً بك في ظل انضباطك وتكريس نفسك للنظام بدون تحايل، منذ الزمن ليس بقريب ونحن نرى العمالة في المحلات التجارية هناك تتعدد المهن، كل شخص بمهنته، بطريقة نظامية، بدون فوضى ومشاكل، أتى العامل للبحث عن الرزق فوجد المبتغى الحقيقي، يذهب لبلاده بعد ان وجد ما يبحث عنه، ولكن في الآونة الأخيرة أصبحت بلادنا مرتع للعمالة بغير مهنهم، أتوا للبلاد لأجل ممارسة أعمال لا خبرة لهم بها، محلات تجارية ومجمعات احتضنت مئات الالاف من العاملين وهم لا يحملون نفس المهنة، نجار يعمل في محل سباكة، دهان يعمل بائع في محل ملابس.. وهكذا، والأدهى والأمر أنهم يعملون عند غير كفلائهم، هناك من استقدمهم ووزعهم في البلاد، يعملون (متحايلين) وفي الآخر المستفيد الكفيل حيث كل عامل يدفع مبلغ للكفيل (حسب المبلغ المتفق عليه) وهكذا المسلسل يستمر حتى أتت حملة وزارة العمل بدعم من قطاعات وزارة الداخلية وشنت حملة منظمة على هؤلاء بتصحيح مهنتهم ونقل كفالتهم اوالترحيل، حملة تم تمديدها من قبل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله مراعاة لأصحاب المؤسسات والمحلات، مناشدين له حتى انتهت المهلة بعد التمديد وظهرت النتائج بأن هناك اكثر من (900،000) تم ترحيلهم.. وأكثر من مليونين ونصف تم نقل كفالتهم.. ومايقارب مليوني عامل تم تصحيح مهنتهم) اعداد ليست قليلة، تراكمات منذ زمن حتى أتى الحل الوحيد للنظر في وضع هؤلاء فالامر لا يحتمل!! بلادنا تكدست من العمالة، حتى اصبح المواطن لايرى عن يمينه وشماله الا العمالة في الطرقات في الممرات، حتى عند اشارات المرور. والشيئ بالشي يذكر عن العمالة المتخلفين (خصوصاً القادمين للمملكة بطرق غير شرعية) ملأوا البلاد وانتشروا في المدن والقرى، اصبحوا يشكلون خطر على المجتمع، تجدهم في الطرق، وعند الأحياء السكنية يتجولون، حتى وصل بهم الامر للبيع عند الاشارات المرورية وعند المساجد بالتسول!! وضعهم أصبح خطير جداً وماحل بعاصمتنا الحبيبة قبل ايام مضت في حي (منفوحة) من الشغب والفوضى من الجنسية الاثيوبية إلا هو امتداد لقدومهم والتخطيط له، عمالة فاسدون، أرهبوا المجتمع، أفسدوا في الأرض، وضعوا وكورا للدعارة وترويج المسكرات والمخدرات.. أقدموا من أنفسهم على الشغب من تكسير وسطو على المنازل، حذرنا منهم مسبقاً ولكن لم نجد أي تجاوب، يحملون اسلحة بيضاء خطيرة بل اسلحة نارية، قامت المهمات المختصة بتطويق المكان ومحاصرتهم حتى تم تطهير المكان، وليس الأمر يتعلق فقط بحي منفوحة، فهناك عدة أحياء بالعاصمة وبقية المدن، متكدسون، والحملة يجب ان تستمر حتى يتم التخلص من هؤلاء الفاسدين الذين وصلوا للبلاد بطرق غير شرعية، مع أني اجزم أن هناك منهم ومن جنسيات أخرى تنتمي للحدود متواجدين وبكثرة في القرى والهجر.. ماذا عنهم؟ هؤلاء وضعوا القرى والهجر مأوى لهم.. قد علموا أن هناك حملة قادمة للتفتيش، وقاموا بتهريب انفسهم والمكوث هناك، في المزارع وأماكن خالية من السكان حتى تهدأ الأمور ويعودوا الى العاصمة وبقية المدن، ومنهم من يقطن هناك ومستمر، مفترض أن يمتد تمشيط المناطق بأكملها ولا نختصرها على مدينة معينة، نعم سوف تطول مسألة التفتيش وتأخذ مجرى أطول ولكن ما المانع من ذلك؟ سنة أو سنتين حتى يتم تطهير البلاد. إن نجاح الحملة مربوط باستمرارها، فالدولة حفظها الله لم تمنع أي شخص من القدوم للبلاد للبحث عن الرزق، ولم تمنع أصحاب الشركات والقطاع الخاص والمحلات التجارية من استقدام العمالة، ولكن بالطرق النظامية كل شخص بمهنته.. ونتمنى أن الجهات الأمنية المختصة أن تكثف جهودها في المنطقة الجنوبية التي تعاني منذ مدة طويلة من اعداد هائلة من الأثيوبيين والإرتريين، وقد أثمر التهاون في التصدي لهذا الخطر أن تمكنوا من الوصول للمدن الكبرى ومن ضمنها العاصمة، لم تمنعهم نقاط التفتيش عند كل مدينة! وتمكنهم من العبور أمر محل تساؤل؟!!