أستميح صاحب هذا العنوان عذراً وأستعيره منه لأجعله عنوانا لكلمتي إذ لم أجد أفضل من هذا الوصف للرجل الذي سأتحدث عنه فهو فعلا معجزة وسابق لعصره. الرجل هو الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه والمكان المملكة العربية السعودية، هذا الرجل من الصعب على الأقلام أن تفيه قدره فهو المحارب حين تقرع طبول الحرب وهو السياسي البارع حين يجد السياسة مكان الحرب فهو محارب من الطراز الأول إذ كان يصنف رجاله ويختارهم كلا بموقعه المناسب، كان من أهدافه السامية أن يزرع الحق بعد أن يقتلع الباطل، وكان رحمه الله قيادياً يتبع أساليب القيادة الحكيمة والحديثة ذا دراية بنفسيات رجاله. كان إذا أراد المعركة شحن المحاربين بالمعنويات وهيأهم لما هم قادمون عليه وكان يتبع أساليب المعارك الحديثة التي ندرسها الان في الكليات العسكرية الحديثة فيكون ركبه في وسط الجيش والناس على يمينه وشماله وخلفه وكان يضع مصادر التموين خلفه والعدو أمامه وخاصة مصار المياه وتحضرني أبيات قالها الشاعر المعروف محمد العوفي قبل إحدى معارك التوحيد: مني عليكم ياهل العوجا سلام واختص ابوتركي عمى الحريب ياشيخ باح الصبر من طول المقام ياحامي الوندات ياريف الغريب أكرم هل العوجاء مدابيس الظلام هم درعك الضافي إلى بار الصحيب عينك إلى سهرت يعافون المنام سمّ لغيرك وأنت لك مثل الحليب لي عسكر البارود وأحمر الكتام تلاحفت باذيالها شهب السبيب وقد أهدى للتاريخ العظماء من الرجال بدءاً من الملك سعود طيب الله ثراه إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي نعيش في عهده أمناً ورغدا وتطورا لايخفى على أحد، أما عبدالعزيز فهو فعلا (معجزة فوق الرمال). * العميد المتقاعد