القبض على لاعب بسبب القفز على منزل ... هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تضبط آخراً في خلوة محرمة مع فتاة .... الشرطة تقبض على الثالث في حالة سكر .... وخامس وجد في مكان عام يمارس بعض التصرفات الممنوعة.... وسادس سرق واعتدى على أحد المارة، عناوين مزعجة للوسط الرياضي والمجتمع بشكل عام تنقلها بعض وسائل الاعلام بين الحين والآخر البعض منها يهدف الى التقويم والبعض الآخر بدافع التشهير والانتقام لاختلاف الميول، والقدر الذي تعكس هذه الحوادث المتابعة المتميزة لرجال الامن والهيئة ورفض المجتمع للتصرفات السيئة فإنها تعكس انفلاتا اخلاقيا لدى بعض اللاعبين الذين لم يراعوا ضرورة الالتزام بالاداب والحفاظ على ماوصلوا إليه من مكانة وضعتهم في صدارة المعروفين والمشهورين الذين يفترض فيهم تغيير الكثير من العادات نحو الافضل وليس العكس على اعتبار انهم القدوة للشباب الذين يتابعون المنافسات الرياضية ويتأثرون ببعض النجوم ويقلدونهم في الحركات والتصرفات واللباس، هؤلاء يرتكبون اخطاء فادحة بحق انفسهم وحق من يعجب ويتأثر بهم دون ادراك لعواقب ما يقومون به، ومع الاسف ان هناك من يحمل الادارات والاجهزة الادارية في الاندية مسوؤلية هذه التصرفات وننسى ان دور هؤلاء ينحصر في تطبيق العقوبات عندما يغيب اللاعب عن التدريبات او يتصرف بعيدا عن الاداب داخل مقر النادي سواء مع المدرب او الاداري او الجمهور والاعلام، اما المتابعة في كل صغيرة وكبيرة فهم غير معنيين بها لأنهم ليسوا رادار او اجهزة تنصب ومتابعة حتى يعلمون بحركات وسكنات اللاعبين الذين يفترض ان يقوّموا انفسهم بانفسهم وان يراعوا مخافة الله اولا ثم الانعكسات السلبية لأي تصرف مرفوض يخدش سمعة الانسان ويشوه مكانته ويسيئ لتاريخه واسرته ويضعه ضمن فئة اصحاب السوابق. واضح ان الاندية بحاجة الى اخصائي نفسي واجتماعي لاعطاء الدروس والنصائح في التربية لمثل هؤلاء على امل التغيير من سلوكهم، وتحصين البقية حتى لايقعوا بالمحظور وتصبح سمعة الاندية والرياضة عموما على المحك، لاشك ان هناك نزعات داخل الانسان ربما تدفعه الى التهور ونسيان مايترتب على الاخطاء قبل الوقوع بها خصوصا الشباب، ولكن ذلك ليس مبررا لأن يستمر سوء السلوك لدى بعض اللاعبين، لابد ان يدركوا ان لديهم اسراً وعليهم مسوؤليات، ومن تعمد مضائقة الناس ومتابعة عوراتهم سيأتي اليوم الذي يجد العمل ذاته وقد ارتد إليه. كان الكثير من النجوم السابقين وحتى الحاليين قدوة في المثالية والابتعاد عن الوقوع في المحرمات والتصرفات الخادشة، كان صالح النعيمة وماجد عبدالله وصالح خليفة وفهد المصيبيح ومحيسن الجمعان ونواف التمياط ومحمد الشلهوب وقبلهم اجيال رياضية سابقة مدارس في الاخلاق والبعد عن مثل مانقرأ الآن، وادى اقتداء الكثير بهم الى مثاليات عالية لدى المجتمع الرياضي الذي يراهم قدوة في الادب والتواضع والابتعاد عن الوقوع في وحل المعاكسات وتعاطي كل ماهو محرم، ومع الاسف ان بعض الاجيال الحالية لم يستفيدوا من هؤلاء ويضعونهم قدوة حتى يتجنبون شرور السقطات التي لاينفع معها الندم ولاتفيد بعدها الاعذار والتبريرات. يقول السباح الامريكي فيلبس الذي يعد اكثر لاعب في تاريخ الاولمبياد يحصل 21 ميدالية اولمبية متنوعة (اعتزلت لاتفرغ لحياتي الخاصة فمنذ عمري 16 عاما وانا احافظ على التدريبات من اجل بلوغ الامجاد وقد تحقق ذلك، تصوروا طوال عمره الرياضي لم يرتكب اي مخالفة وهو غير مسلم بحثا عن تعزيز قدراته والرفع من مستواه وحصد اعلى معدل من النجاح، اما بعض اللاعبين العرب وتحديدا لدينا في السعودية فهو مجرد ان يمنحه المدرب راحة لايام قليلة او يدعي الاصابة فلا يتبادر الى ذهنه إلا السفر لإحدى الدول المجاورة وكأنه لم يضع في ذهنه غير ذلك، وليته يطبق مبدأ (إذا بليتم فاستتروا) ولكنه يجاهر بالخروج عن الاخلاق، وما حدث في دول عربية وغير عربية لبعض اللاعبين إلا اقرب الامثلة، اين المسؤولية الذاتية؟ واين الوعي وضرورة الالتزام الاخلاقي، وهل مجرد بلوغ الشهرة يعني استباحة كل تصرف خارج دائرة المثالية. مع الاسف صار كل اب يريد لاولاده دخول الرياضة يخشى عليهم من تبعات ذلك، لأنهم يشجعون الاندية ومعجبين بلاعبين، وهذا التشجيع والاعجاب من الممكن ان يجر صغار السن الاعتقاد بأن اي تصرف من هؤلاء هو الصح، بل ان هناك من يذهب الى ماهو ابعد من ذلك خشية ان يصبح ابنه لاعبا فيبلغ مبلغا من الشهرة التي يراها مبرراً لضرب الاخلاق عرض الحائط، وهناك بكل اسف من اصبح يرى الاندية نتيجة مايكتب في وسائل الاعلام من حوادث وكأنها لاتصدر الا اصحاب الاخلاق السيئة.