نعزي أنفسنا ونعزي والدنا الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود والأسرة المالكة خاصة والشعب السعودي والعربي والإسلامي عامة بوفاة والدنا - الأمير- نايف بن عبد العزيز آل سعود . فقد أمرنا الله عز وجل عند المصيبة أن نقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون) . لقد فجعنا جميعا برحيل ركن من أركان الدولة ورجالاتها حينما فقدنا الرجل الحكيم والحليم ولي العهد – الأمير- نايف بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - الذي كان مثالا يحتذى في الحرص على العقيدة الصحيحة معتمدا بذلك على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد بذل الجهد الكبير في سبيل خدمة الوطن على مدى أكثر من خمسة عقود كرس فيها وقته بالسهر على أمن المملكة واستقرارها بعد الله. ووفر الأمن والاستقرار لهذا البلد من منطلق منصبه، فلقد تحدى الأمير نايف رحمه الله الصعوبات في مكافحة التخريب والتهديد وضرب الإرهاب بيد من حديد ليعيد من ضل إلى النهج السليم والطريق المستقيم. وبعظم مصابنا بهذا الرجل الذي ملأ فقداننا إياه ما خلده من سيرة خالدة تقتدي بها حكومات العرب والإسلام من بعده. ولعل ذلك يبرز في حرصه على امن الوطن والمواطن، فانه قدم برامج توعوية وإرشادية لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه وذلك لما عرف عنه من حنكة سياسية وخبرة طويلة وحرصه الشديد على أمن الوطن وأبناء هذا الشعب في هذه البلاد، حتى أصبح أمن المملكة مضرب مثل ويحتذى به من قبل بلدان العالم. ولا ننسى اهتمامه برجال الأمن فقد أولى رجال الأمن جل اهتمامه عندما انشأ جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية واهتم بتطويره برامج التدريب والتأهيل على مستوى عال من الخبرة لرجل الأمن فكانت النجاحات تلو النجاحات ولا نقتصر بذكر محاسنه بذلك فحسب بل كان سجل سموه حافلاً بأعمال الخير في الداخل والخارج، سواء كان عبر الجهود الكبيرة التي بذلها - رحمه الله - في رعايته المستمرة لشؤون الحج والإشراف المباشر على ذلك أو اللجان المتعددة التي كان يرأسها سواء كانت أمنية أو إعلامية أو في مجال الإغاثة والأعمال الخيرية وكانت له مواقف كثيرة في ذلك. كما أن الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله قدم للأمة العربية والإسلامية خدمات إنسانية جليلة دعم من خلالها منظومات أمنية حيث أسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في بعض الدول كالخليج العربي. هذا مما يدل على انه كان نصيرا للمظلومين فعلى سبيل المثال ذكر لي الشاعر الأستاذ عبد العزيز بن سعود البابطين ومن معه من الكويتيين الذين قدموا إلى السعودية عندما غزا الجيش العراقي دولة الكويت الشقيقة فقال لهم الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله إن شاء الله ستعودون إلى وطنكم آمنين مطمئنين ووالله لن يضيع لكم عقال بعير - هذا موقف واحد أردت ذكره من جملة مواقفه العظيمة الجليلة التي والله تعجز الأقلام عن كتابتها وتضيق الأوراق بإحصائها .لا شك أن رحيل الأمير نايف ترك فراغا كبيرا،وسيكون -رحمه الله- مثالاً تاريخياً للأجيال القادمة في البذل والإخلاص والتضحية رحمك الله يا أبا سعود -فقد أديت الأمانة ، واستأصلت الخيانة- ونصحت الأمة، وأخلصت لدينك ووطنك ومليكك. فرحم الله الفقيد رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته انه سميع مجيب الدعوات. كما استغل هذه الفرصة لأعلن البيعة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز لاختياره من قبل ولي الأمر وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع. اسأل الله أن يحفظ لنا قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وحكومتهما الرشيدة انه سميع مجيب.