مهمة الحج بالنسبة للمملكة العربية السعودية مهمة إسلامية عظيمة تحظى باهتمام كبير، هذا الاهتمام الذي تمثل في جوانب كثيرة أنفقت عليها الدولة مبالغ باهظة وشكلت الدولة لجانا وإدارات تعمل على مدار العام من أجل تحقيق أفضل الإمكانات وأرقي الخدمات من أجل الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والحجاج والمعتمرين وهي مسئولية تحظى بإشراف ومتابعة دقيقة من خادم الحرمين الشريفين ومن سمو ولي عهده حفظهما الله، لذلك يشاهد الحجاج عاما بعد عام العديد من المشاريع التطويرية والخدمات في المشاعر المقدسة!! وعندما تعقد لجنة الحج المركزية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة غدا اجتماعها الأول بعد موسم حج هذا العام فان ذلك مؤشر كبير على حرص الدولة على العمل مبكراً لمهمة الحج القادم إن شاء الله والاستعداد من الآن للعام القادم من خلال دراسة الملاحظات والسلبيات التي برزت في مهمة حج هذا العام، وهذا أفضل توقيت تعقد فيه هذه اللجنة اجتماعها ومن المؤكد أنه اجتماع سيليه اجتماعات متواصلة، فالمهمة والمسئولية تتطلبان عملا مكثفا وشاقا لمسايرة تزايد أعداد الحجاج وتطوير الجهود والارتقاء بها للأفضل عاما بعد عام !! من المؤكد أن على طاولة اجتماع الغد كما لايحصى من الأفكار والملاحظات والآراء والاقتراحات والسلبيات والإيجابيات والتصورات التي تتطلب من اللجنة جهودا جبارة لمسابقة الزمن لانجاز الكثير من المهام قبل الحج القادم !! المهم ان على اللجنة الا تحصر مصدر الأفكار والحلول في حدود غرفة الاجتماعات من خلال الأعضاء !! وعلى اللجنة البحث من خلال وسائل اتصال عن كل الآراء والملاحظات من خارج الغرفة وخاصة من العاملين في الميدان ومن الحجاج !! طبعاً أهم الملاحظات المتكررة النابعة من الميدان والتي يقدمها حجاج بيت الله تتمثل في عدة أمور أهمها عدم التزام بعض حملات الحج بواجباتها تجاه الحجاج وفق عقد الاتفاق.. وكذلك الحملات الوهمية وهذه مشاكل تتطلب عقوبات صارمة وعلنية وحاسمة بحق كل مقصر ومتلاعب.. أيضاً هناك مشكلة الافتراش وهذه قضية أزلية متوارثة القضاء عليها ليس بالأمر السهل والسريع، وذلك لمبرر هام وهو صعوبة وضع بوابات على مداخل المشاعر المقدسة.. إضافة إلى أن نسبة كبيرة من الحجاج يرون أن حجهم بهذه الصورة هو الحج الأمثل لما فيه من المشقة والتعب من أجل الأجر الأكبر من الله !! بهذه المناسبة أضع بين اللجنة الكريمة بعض المقترحات التي من المؤكد أنها لن ولم تكن بعيدة عن أنظار أيضاً اللجنة من أجل دراسة كل ما يمكن عمله من أجل تطوير الأداء في هذه المهمة الإنسانية.. من هذه المقترحات مايلي: 1 - سرعة إزالة مواقع (كافة) الجهات الحكومية بدون استثناء وتحويل مواقع هذه الجهات إلى مساحات إضافية للمشاعر والكل يعلم أن " بعض الجهات " تستحوذ على مساحات كبيرة جداً جداً ونسبة من هذه المساحات تبقى فارغة وغير مستفاد منها خلال أيام الحج أو أنها تستخدم في مهام غير ضرورية او ليس لها علاقة بمهمة الحج !! 2 - إلغاء الحملات التي تنظمها "بعض" الجهات الحكومية سواءً عسكرية أو مدنية فلم لم يعد من المناسب والمنطق والعدل ان تقوم بعض الجهات الحكومية " بتحجيج " أشخاص وعائلاتهم على حساب الدولة!! والكل يدرك أن الحج فريضة لمن استطاع إليه سبيلا.. إضافة إلى ذلك أن بعض هذه الحملات تحولت إلى محسوبيات وأصبح الحجاج في هذه الحملات هم من غير منسوبي هذه الجهات.. إضافة إلى ذلك فانه إذا رغبت هذه الجهات الحكومية في تحجيج منسوبيها فعليها أن تتعاقد مع حملات وشركات حج خاصة !! 3- دراسة فكرة أن تكون إجازة عيد الأضحى اعتباراً من 10/ 12 في كل عام، وذلك لكي نضمن عدم إتاحة الفرصة أمام غير السعوديين المقيمين في المملكة بالحج إلا بتصريح رسمي ويؤكد بكل شدة على جميع الجهات والشركات والمؤسسات بإلزام منسوبيها بالدوام في يوم 9/12 وأن يتم تعويضهم بيوم في آخر في نهاية الإجازة !! 4- أن تقام نقاط تفتيش على مخارج المدن الرئيسة اعتباراً من 1/12 من كل عام للتأكد من الحافلات والسيارات التي تحمل حجاجا غير مصرح لهم قبل خروج السيارات من المدينة بحيث يكون التفتيش في نقاط بعيدة عن مكة ولتدارك سفر هؤلاء الأشخاص !! 5- أهمية إعلان أسماء أصحاب الحملات الوهمية وكذلك أسماء أصحاب الحملات المقصرة في مهامها وكذلك أصحاب الحملات والسيارات التي تنقل الأشخاص إلى مكة بطرق غير نظامية وجنسياتهم والعقوبات الصادرة بحقهم بشرط ان يكون الإعلان قبيل الحج القادم مباشرة ويكرر الإعلان لعدة أيام وبعدة لغات !! 6- دراسة فكرة إيجاد حملات منظمة مصرح لها وبأسعار مخفضة ميسرة لذوي الدخل المحدود متاحة للسعوديين والمقيمين وبأسعار مدعومة من الدولة أو من فاعلي الخير، وذلك للقضاء على الحج بطرق غير نظامية لأن كل الحجاج غير النظاميين والمفترشين هم حجاج ليس لديهم القدرة المادية على تحمل تكاليف الحج لذلك يلجأون إلى الطرق غير النظامية.. وبالطبع مثل هذه الحملات ستكون ذات خدمات محدودة وبأقل درجة، وهذا يجب أن يكون معلوما مبكراً لدى الحاج.. هذه الفكرة ستحد بنسبة كبيرة من الحجاج المخالفين أو غير النظاميين!! 7- دراسة إلغاء فكرة الوجبات المجانية في المشاعر وعند الحرم أيام الحج وخلال شهر رمضان فهذه الوجبات تمثل عاملا مساعدا وكبيرا ومشجعا على انتشار ظاهرة الحجاج والمعتمرين المخالفين والمتخلفين.. الذين وفرت لهم الوجبات المجانية على مدار الساعة !! على كل المساحة لا تتسع للمزيد من الآراء ومن المؤكد أن هذه الأيام هي فترة خصبة جداً لكل الآراء والملاحظات خاصة ممن تواجده في المشاعر المقدسة أو الذين وفقهم الله في تأدية فريضة الحج أو العمرة !! *****