قبل عدة سنوات كتبت عن حلمي في دخول كليتي في رحاب الجامعة وأجد كمبيوتري الخاص مع رابط الكتروني بمكتبات متنوعة. الحلم السابق كان بسبب قيام الانجليز بحملة القضاء على الأمية الالكترونية لكبار السن .. تعاطف معي الكثير من قرائي وتمنى الكثير منهم سرعة تحقيق حلمي... اليوم السبت دخلت جامعة الأميرة نورة لأجد حلمي يتحقق وأجد مكتبي الخاص وجهازي الالكتروني الخاص المثبت على طاولتي المكتبية كجزء من منظومة أدوات العمل الأكاديمي الرسمي.. هذه العروسة التي زفها رائد التعليم العالي في مرحلة تأسيس المرحلة الثانية من تطوير التعليم العالي.. مع بداية العام الجامعي الحالي انتقلت بعض الكليات للمباني الجديدة لجامعة الأميرة نوره في حي النرجس.. لتكون بداية الامتزاج والاستفادة الفعلية مع هذا المشروع الجبار... نعم هناك بعض النواقص وربما الارتباك ولكن هناك حالة جميلة من الفوضى الخلاقة وهناك انهيالات متدفقة من مشاعر الفرح والاعتزاز في عيون الكثيرات وخاصة الطالبات.. شعور يصعب احتواؤه بحروف وكلمات ولكن لأنني جزء من المشهد شعرت بالفخر والفرح في عيون تلك الفتيات الشابات وهن يدخلن الحرم الجامعي بعد أن تجاوزن المباني المدرسية المسماة سابقا كليات.. مدينة جامعية كبيرة متطورة يحق لكل مواطن أن يفتخر بها ويحق لكل امرأة أن تسجد شكراً لرب العباد وأن ترفع يدها تحية لرائد تمكين المرأة السعودية عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي عزز دور المرأة وفتح لها أبواب العطاء والتداخل المتنوع مع برامج التنمية بتنوع وشمول لم يفقدها حشمتها ولم يخرجها عن دينها الإسلامي الحق.. في حي النرجس مدينة جامعية متكاملة لم تنته المباني تماما ولكنه مشروع تعليمي جبار دعمه الملك بشكل مباشر أسعد الجميع خاصة منسوبات الجامعة.. الفرحة لمنسوبات الجامعة ولكن الخير والإنجاز للوطن ككل وبالتالي نتوقع من منسوبات جامعة الأميرة نورة بالعموم إدراك حجم المسؤولية التي تقع عليهن ليخترقن حواجز الإنجاز بعطاء مميز يليق بهن وبتوقعات المجتمع منهن.. في حي النرجس ولادة جديدة للمرأة السعودية، ولادة نتوقع أن تجعل من الجامعة مؤسسة تنويرية للمجتمع ككل، بحيث تنطلق رسالتها خارج إطار التدريس الجامعي فقط إلى الرفع من مستوى وعي وثقافة المرأة السعودية ككل، بحيث لا تقف عند منطقة التعليم بل تتجاوز ذلك إلى حيث تكون محفزاً للمرأة السعودية لتكون جزءاً فاعلاً من البرامج التنموية ككل وليس بعضها..