على رغم تعالي أصوات الأمناء العامين لفصائل المقاومة الفلسطينية التي اجتمعت في دمشق ما أوحى بوجود خلافات جوهرية إلا أن الجميع أكد عقب الاجتماع عدم وجود خلافات وأن إعادة ترتيب البيت الفلسطيني هو القاسم المشترك بين الجميع لكن الرؤى في التطبيق مختلفة وفي تصريحات صحفية عقب الاجتماع أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (المحاط بعدد من رجال الأمن الخاصين) أن اللقاء كان تشاوريا هدفه متابعة ما بعد إعلان القاهرة ومناقشة الوضع الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية ووحدة الصف لمواجهة الكيان الصهيوني. من جهته أكد فاروق القدومي أمين سر اللجنة المركزية لحركة (فتح) وزير الخارجية أن الاجتماع هدف إلى وضع الخطوط المستقبلية لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وقال ردا على سؤال «الرياض» فيما إذا كان هناك خلافات حول الوحدة الوطنية «لا يوجد خلافات بمعنى الخلافات» لكن الكثير من الظواهر والمؤسسات لمنظمة التحرير الفلسطينية قد غابت فكان هناك رأي بأن يكون هناك دراسة وافية في الاجتماع المقبل لكل الخطوات التي يجب اتخاذها لبناء هذه المؤسسات ثم الفصل بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية لتكون المنظمة المرجعية السياسية والتشريعية للسلطة الفلسطينية ونوه على ضرورة أن يكون رئيس السلطة عضو في اللجنة التنفيذية. وفيما يتعلق بالتهدئة أكد القدومي أنه غير متفائل بالموقف الإسرائيلي لأن ما يقوم به على الأرض يخالف التهدئة منوها إلى الحواجز وجرف المزراع والاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري.. وشدد على أن ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي شكل من أشكال وممارسات النازية ضد الشعوب الأخرى. بدوره أكد نايف حواتمة أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بأن الاجتماع يأتي في سياق البحث عن حلول لإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية عملا بإعلان اتفاق القاهرة، وردا على «الرياض» حول أسباب عدم تنفيذ اتفاق القاهرة أكد حواتمة بأن الإشكال الذي ادى إلى عدم التنفيذ يكمن في السلطة الفلسطينية وموقف الكتلة البرلمانية في (فتح) داخل المجلس التشريعي للسلطة الفلسطينية وأشار إلى أن إعلان القاهرة كان يجب أن يأخذ طريقه للتنفيذ لإقرار قانون انتخابات جديد للمجلس التشريعي والبلديات يقوم على أساس التمثيل النسبي الكامل واعتبار كل الوطن دائرة انتخابية واحدة للمجلس التشريعي ولكل بلدية دائرة انتخابية واحدة وهذه العملية كان يجب أن تنفذ قبل شهر أيار وعليه تتم الانتخابات البلدية في الجولة الثانية التي تمت في 5 أيار.. وأضاف بأن «الأخوة داخل الكتلة البرلمانية بفتح عطلت اصدار هذه القوانين التوحيدية وأصرت على الإبقاء على القوانين الانقسامية» ولم يتم تنفيذ قرارات إعلان القاهرة حتى الآن وشدد على أن اجتماع اليوم استهدف الإصرار على ضرورة تنفيذ قرارات القاهرة لأنها هي الطريق لحل الأزمة الداخلية الفلسطينية بما يؤدي إلى وحدة الصف الفلسطيني في إطار مرجعية وطنية موحدة. وفيما يتعلق بالتصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني أكد احمد جبريل أمين عام الجبهة الشعبية القيادة العامة أن الاجتماع لم يتطرق لذلك وأنه تم التركيز على إعادة بناء البيت الفلسطيني منوها إلى أنه تم تأجيل البت في هذا الموضوع إلى اجتماع قادم سيتم خلال أسبوع إلى عشرة أيام. أما ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فأكد بأن الاجتماع تم خلاله مناقشة مجمل الوضع الفلسطيني في الداخل والخارج وأشار في تصريحات صحافية إلى أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على ضرورة تطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وعقد مجلس وطني فلسطيني يشارك فيه كل القوى والفصائل الفلسطنينة. وأضاف «تم الاتفاق أيضا على تشكيل لجنة متابعة وطنية عليا في الخارج تضم كل الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية» كما تم استعراض موضوع التهدئة الموقعة في القاهرة وأشار إلى أن الفصائل اتفقت على أن (إسرائيل) لم تلتزم بشأن وقف الجدار العازل ووقف الاستيطان وتستمر بعدوان ضد الشعب الفلسطيني ولذلك تم الاتفاق على إعادة تقييم هذا الموضوع مشددا على أن كل الفصائل الفلسطينية اتفقت على التمسك بالثوابت الفلسطينية وحق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ونوه في الوقت نفسه على أن الفترة القادمة ستشهد اجتماعات للأمناء العامين للفصائل وسيتم العمل على عقد لقاء في دمشق يضم الجميع بما فيهم رئيس المجلس الوطني الفلسطيني للبحث في آليات إعادة بناء منظمة التحرير وأكد أن المجتمعين اتفقوا على ضرورة استمرار المقاومة والكفاح لأن (إسرائيل) تريد فرض استسلام كامل وبالتالي طريق المقاومة والكفاح هو الطريق لاستعادة الحقوق الوطنية. على صعيد آخر، ينعقد اليوم في دمشق المؤتمر رقم 74 لضباط اتصال المكاتب الإقليمية العربية لمقاطعة (إسرائيل) بمشاركة 17 دولة باستثناء مصر والأردن وموريتانيا كونها تقيم علاقات مع (إسرائيل)، وعلمت «الرياض» أن أهم المواضيع المطروحة للنقاش مسألتان إضافة للمواضيع المعتادة التي تتعلق بمناقشة أسماء الشركات التي سيتم وضعها على القائمة السوداء أو إعادة التعامل معها وقال أحمد العودات المفوض العام لمكتب المقاطعة في دمشق ل «الرياض» إن المسألتين الأساسيتين اللتين سيتم طرحهما في المؤتمر الحالي هما مسألة علاقة التعاون مع المكاتب والتنظيمات الشعبية الرافضة للتطبيع مع (إسرائيل) إضافة إلى طرح ورقة تتعلق بإمكانية التعاون مع مكاتب المقاطعة الإسلامية من خلال التنسيق معها. وأشار العودات إلى ان مسألة التغلغل الإسرائيلي في العراق تم طرحها في المؤتمر رقم 73 وتم الانتهاء منها كما نوه بأن المؤتمر سيطرح مسألة تعزيز المقاطعة الشعبية لإسرائيل.