دفعت معطيات المرحلة الحياة وإنسانها في هذه الأرض إلى الوضوح والشفافية وتعددت وسائل التعبير، فكل إنسان اليوم يعد مصدرا من مصادر المعلومات المعلنة، ويمتلك وسيلة التعبير (جوال) التي تجعل من خبرته الخاصة وأحلامه وآرائه وحتى أسرار مهنته، معلومات متاحة للآخرين. فسيطر الإنسان على قيود السيطرة بدون تخطيط مسبق منه، فأصبح كل ما يراه أو يسمعه، معلومات تصلح للتداول العام، وتملك القدرة والاستطاعة إلى الوصول لكل مكان في الدينا، بدون خوف من المحاذير المعطلة لقوة الجرأة المتجاوزة لحدود الإنسان ومكانه، واطمئن اكثر انسان اليوم بعد تجربته الذاتية في تسجيل المعلومات ونشرها على نطاق واسع بدون ان يحمل وزر مانشر، ومع هذه الحرية ظل اكثر حرصا وتدقيقا لمحتوى رسالته، ليقدم المفيد والنافع والمسلي، وان كان الامر لا يخلو في بعض الاحيان من التجاوزات غير المرضية. نظام ساهر في وعي المجتمع اليوم لم يعد تقنية فقط لمراقبة المركبات ورصد تجاوزاتها، بل اصبح ثقافة مجتمع يرصد ويراقب الاخطاء ويسجلها وينشرها، وكثير من وسائل الاعلام اصبحت تعتمد على ساهر المواطن النشط كمصدر هام من مصادر معلوماتها، واغلب القضايا الساخنة في صحافتنا يكون مصدرها مواطن لا يرتبط مهنيا في صحيفة، دفعته الاستطاعة والحرص الى تسجيل ما شاهد من اخطاء وارسالها لمن ينتظر نشرها كسبق صحفي يدعم قيمة وسيلته التنافسية، واي تقاعس عن كسب هذا الصيد المعرفي يجعل الانسان العادي اكثر وعيا من مؤسسات صناعة الوعي العام –وسائل الاعلام- ويسقطها في شباك دوائرها التقليدية وترجع باليوم الى الامس بسبب اعتمادها على مصادرها التقليدية وهنا تبدأ مرحلة افلاسها وخروجها من ميدان المنافسة وتصبح ارشيفا لاخبار المؤسسات ومصدرا لانتاج الصور البيروقراطية الباهتة. خالد الفيصل انسان متجاوز بطموحه حدود مكانه بوعي حمله الى التطلعات المستقبلية التي تختصر المسافات الزمنية بيننا وبين المجتمعات المتحضرة فراهن على مقعد الصدارة –الاول اموت واحيابه- لتكون نظرته الضوء التي تكشف لنا المستحيل وابعاده العصية على كل متورط بشروط زمانه الفائت، انشأ ثم دعا سكان منطقته الى المشاركة في لجنة النزاهة والشفافية، وبهذا جعل امير مكة من الانسان القادر على الرقابة مصدرا للعدالة، وأحد أدوات ضبطها ليحمي الضمير بضمير وتكون النزاهة وعيا وثقافة تصنع الفعل التنموي المنافس بقيمته كل فعل حضاري رائد، وبين معطى المرحلة وضمير النزاهة تكتب رحلة السعي الى مقعد الصدارة الذي هو هدف كل مواطن تربى على حب الوطن وعمل على حمايته بنزاهة واخلاص لتسقط الارقام الفاشلة والمتعثرة باطماعها الفاسدة، وهنا تكون النزاهة قيمة وواقعا تنهض بالواقع وانسانه، لا رقما تنهشه النفوس المتوحشة في انانيتها او بيانا فاسد كتب بغفلة من عيون الرقابة الحريصة على الدار واهله، فبضمير المسئول يصنع وعي المواطن الامين وتحفظ الامانة للاجيال القادمة مكتسبات الوطن بشفافية ونزاهة.