كشف مسؤول رفيع المستوى في الجمعية الوطنية للمتقاعدين أن معظم المتقاعدين في السعودية يمتهنون حراسة المجمعات التجارية، وتعقيب المعاملات في الدوائر الحكومية، والتخليص الجمركي للبضائع، بعد إحالتهم على التقاعد. وقال بداح بن مجدل القحطاني المدير التنفيذي للجمعية المكلّف في حديث ل"الرياض" إنه بالنظر إلى وجود الشريحة العظمى من المتقاعدين أفراداً عسكريين وضباط صف يمتلكون خبرة أمنية، ودراية بالوظائف الخدمية والإدارية، فإنه يمكننا القول ان أغلب هؤلاء يمتهنون هذه الأعمال بعد تقاعدهم. وتابع "رغم أن المتقاعدين السعوديين من جميع التخصصات، فهناك مهندسون ومتخصصون صحيون وغيرهم، لكن تتفاوت أعدادهم والغالبية هم من العسكريين الأفراد". وفيما يتعلق بدور الجمعية في توظيف المتقاعدين وتأهيلهم، قال القحطاني إن الجمعية تسعى لتوظيف الفئات المحتاجة من المتقاعدين وتبحث لهم عن وظائف تتلاءم مع خبراتهم، إضافة إلى تدريب بعض المتقاعدين على وظائف ومهن يحتاجها سوق العمل في السعودية. وأوضح القحطاني أنه رغم عدم وجود إحصائيات رسمية دقيقة، إلا أن أعداد المتقاعدين في السعودية تصل إلى 600 ألف متقاعد، بينما تصل أعداد المستفيدون من متقاعدين سعوديين بعد وفاتهم 750 ألف مستفيد وهم من ورثة هؤلاء، مستدركاً بقوله "نفتقر إلى إحصائيات رسمية في هذا الجانب من مؤسستي التقاعد والتأمينات". ولفت مدير الجمعية الوطنية للمتقاعدين المكلّف إلى أن نحو 40% من المتقاعدين لا يملكون مساكن، بالنظر إلى أن معظمهم من ذوي الدخل المحدود ومن الطبقة الوسطى في المجتمع، رغم تحملهم أوضاعاً معيشية صعبة مع عائلاتهم ذات العدد الكبير من الأفراد. وذكر القحطاني أن الجمعية تسعى للطلب من الجهات المعنية بأن تضع حداً أدنى لرواتب المتقاعدين لتبدأ هذه الأجور من ثلاثة آلاف ريال مع علاوة بدل غلاء سنوية تعادل 5%، بالنظر إلى الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها غالبيتهم. وزاد "الجمعية تنادي أيضاً برعاية المتقاعدين صحياً من خلال إيجاد تأمين صحي لهم، واجتماعياً من خلال توفير نواد لهم يمارسون فيها أنشطتهم الترفيهية والاجتماعية، ومالياً بتوفير قروض لهم من البنوك يقضون بها حوائجهم، وإعفائهم من الرسوم الحكومية التي تستوفيها الدولة من بقية المواطنين ومنها رسوم العمالة المنزلية والتأشيرات ورسوم لوحات السيارات وغيرها من الرسوم التي تستوفى من بقية المواطنين، إضافة إلى إيجاد تخفيضات مناسبة لهم في الطيران وفي البنوك وفي مكاتب التأجير". وتهدف الجمعية الوطنية للمتقاعدين التي أسست عام 2006م إلى الاهتمام بالأوضاع الصحية والاجتماعية والاقتصادية للمتقاعدين، وإنشاء مركز لجمع المعلومات عن مؤهلات وخبرات المتقاعدين بغرض الاستفادة منها لما فيه مصلحة الوطن والمتقاعد، إضافة إلى الاهتمام بالبحوث والدراسات المتعلقة بالمتقاعدين والمشاركة في اللقاءات والندوات والمؤتمرات العلمية والمهنية ذات العلاقة، داخل المملكة وخارجها. كما تسعى الجمعية إلى إيجاد صلة بين الراغبين بالعمل والجهات الراغبة بالاستفادة من معارف وخبرات المتقاعدين، وإيجاد مراكز للتدريب والتأهيل وتقديم الخدمات الاستشارية في مختلف المجالات للراغبين من رجال الأعمال.
