الوطن للجميع.. وسلامة الوطن والمحافظة على مقدراته مسؤولية كل مواطن، ولذا لا بد أن يكون لدى المواطن حس أمني تجاه كل ما يراه أو يسمعه؛ وذلك من منطلق مسؤوليته تجاه هذا الكيان، وولاة أمرنا صرحوا في أكثر من مناسبة أن المواطن هو رجل الأمن الأول.. وللمواطن والمقيم على حد سواء دور كبير في المحافظة على الأمن والأمان؛ فكون كل من المواطن والمقيم ولياً للأمر ومربياً لجيل المستقبل فإن عليهما مهمة غرس القيم والمفاهيم الصحيحة والولاء، والانتماء، وحب الوطن وحسن التربية، وتنمية الحس الأمني ورفض الممارسات الخاطئة لأبنائهم وإشعارهم أن المحافظة على أمن الوطن نابع من المحافظة على أمنهم الأسري، ولذلك وجب على المواطنين والمقيمين إعطاء أهمية بالغة لنقاط التفتيش والتعامل معها على أنها مصدر للحماية بعد الله لحفظ أمن هذا الوطن، وتطبيق النظام على المخالفين؛ وفي هذا التحقيق نحاول أن نسلط الضوء على كيفية التعامل الصحيح لرب الأسرة مع نقاط التفتيش و"إتكيت" التعامل مع رجل الأمن لحظة الوصول إلى هذه النقطة. تبديد الشكوك يحدثنا عبدالله المحسن، ويقول:يجب على كل رب عائلة أن يكون قدوة لأبنائه المراهقين والصغار في طريقة تعامله مع نقاط التفتيش، حيث إننا نرى بين فترة وأخرى مواقف تحدث عند نقاط التفتيش تثير عصبية وحنق البعض، وذلك لعدم احترام نقطة التفتيش أو أصحاب السيارات المصطفة في الدور. واضاف عند رؤيتي لنقطة التفتيش أهدئ من سرعة السيارة وأفتح زجاج النافذة وأقوم مسبقا بتجهيز أوراقي الثبوتية بمكان معين حتى لو استدعى الأمر طلبها تكون جاهزة، ولا أتسبب في عرقلة السير وتأخير المواطنين، وبالنسبة للتوقف عند نقطة التفتيش في الليل ومعي عائلتي أحرص على تبديد شكوك رجل الأمن وخاصة في الأزمات والأوقات التي تنشط فيها الخلايا الإرهابية؛ وذلك بإطفاء نور السيارة الأمامي وإشعال الداخلي وإلقاء التحية والإجابة عن كل الاستفسارات المطلوبة مني برحابة صدر وتقدير لرجال الأمن الذين يقفون في هذه النقاط حماية للوطن والمواطن.. عرقلة السير أما ناصر المطوع؛ فيقول: بعض نقاط التفتيش تكون سبباً في تأخر المواطنين عن أعمالهم وقضاء مصالحهم؛ خاصة إذا وجدت في أماكن ازدحام، لذلك على رجال الأمن في هذه النقاط تحديث طريقة التفتيش، بحيث لا تتسبب في تأخير المواطنين وذلك بتقسيم الطريق لجانبين ومن يوجد عليه ملاحظة يجب الطلب منه بالاصطفاف على الجهة الأخرى ويقوم آخرون بمهمة ولا يتسبب ذلك في عرقلة السير، وبالنسبة لتعامله مع نقاط التفتيش حال وجود عائلته معه يقول: إنه يجب علينا جميعاً احترام رجل الأمن وتنفيذ كل ما يطلب منا خاصة في أوقات الأحداث والأزمات الطارئة وتجهيز الوثائق الثبوتية، والوقوف السليم وخفض الأنوار وفتح النوافذ حتى نسهل على رجل الأمن مهمته وأداءها بنجاح. إضاءة الأنوار في نقطة التفتيش خطأ شائع يحتاج إلى تصحيح من السائقين أخطاء شائعة أما تركي القحطاني؛ فيقول: شاهدت قبل أيام بعض المخالفات التي يرتكبها بعض قائدي السيارات قبل الوصول لنقاط التفتيش والتي من شأنها تنظيم المرور والأمن بالمنطقة؛ فكانت هناك سيارات تخاطر بنفسها وبعائلتها بالوقوف الخاطئ ورفع الصوت أمام نقطة التفتيش وعدم الرضا بالاصطفاف الجانبي والاعتراض على ذلك كون معه عائلة وليس من حقهم التفتيش أو المساءلة عن هوية العائلة التي معه. ويضيف أن ذلك كله يعتبر من الأخطاء، وعلى المواطن أن يسهم بالتعاون مع رجل الأمن حتى لا يجلب لنفسه الشبهة حتى ولو كانت عائلته معه؛ فهذه الأيام قد كثر فيها المتهربون والمتسللون ممن يريدون بالوطن وأمانه السوء، فعلى كل مواطن أن يقدر ما يقوم به رجال الأمن في نقاط التفتيش وأن يكون لهم عوناً في أداء مهمتهم الوطنية وتعزيز الحس الأمني لديهم. عصبية شباب ويحكي لنا الشاب محمد السالم حكايته مع نقاط التفتيش، ويقول: لا أخفيكم فأنا أتذمر كثيراً عندما أرى نقطة تفتيش، وخاصة عندما تكون عائلتي معي؛ فأحياناً لا أكون متهيئاً بأوراقي الثبوتية وأخرى يكون على مخالفة سرعة أو عدم ربط حزام الأمان، مما يجعلني في حرج عندما آخذ قسيمة وعائلتي معي، ولكن بدأت أتأقلم مع الوضع وآخذ الحيطة والحذر وأجهز أوراقي دائماً بمكان قريب حتى يتسنى لي إظهارها بسرعة حال طلبها. استقبال واطمئنان ويقول العميد حنش بن عبدالرحمن الشهري مدير إدارة مرور منطقة عسير؛ إن المواطن رجل الأمن الأول؛ فنريد من المواطنين أن يكون لديهم قناعة بأن رجل الأمن لم يوجد إلا لمصلحتهم ومن أجل توفير الأمن لهم ولأسرهم وليس لدينا أي أهداف موجهة ضد أحد، فنقاط التفتيش هي إحدى الطرق للمحافظة على الأمن في الطرقات والشوارع الرئيسية وعلينا تقبل الوضع، ولكننا نفاجأ بالتذمر والضيق عند رؤية نقاط التفتيش؛ فنلاحظ أن البعض يحاول الخروج من المسار والبعض الآخر يعود أدراجه عند رؤيتها وآخر يخرج من مسار لآخر أو انعطاف يثير الشبهة عليه؛ مع أن نقطة التفتيش ماهي إلا نقطة لاستقبال وتفتيش روتيني للحفاظ على الأمن. ويضيف العميد الشهري:إن رجال الأمن في نقاط التفتيش ليس مهمتهم تعطيل السير وفي حالة الاشتباه بأحد أو عليه ملاحظة فإنه يطلب منه الاصطفاف جانباً وعمل الإجراءات المناسبة معه دون تعطيل السير؛ ولكن التأفف أصبح عنواناً للمواطنين؛ مع أنه من الأولى أن يحافظ المواطن على أريحيته مع الوضع الماثل امامه؛ وإذا وجد أي ملاحظات أو عدم ارتياح من التعامل نحن نتلقى الشكاوى والاقتراحات على الأرقام المباشرة 993-999. ومن ناحية التعامل مع صاحب العائلة؛ فيقول: الجميع لديهم عائلات وزوجات ونحن نعاملهم معاملة نضمن لهم فيها الصون وعدم التعرض وما نفعله من تفتيش ماهو إلا من دواعي الاطمئنان، مشيراً إلى أن المجال في نقطة التفتيش ليس مجال وعظ ونصح وتوعية وهذه مهمة الإعلام والوعي الشخصي للمواطن؛ فنحن بمجالنا الأمني نحاول قدر المستطاع من تأدية العمل بسرعة وانجاز ولا يخلو الوضع من توزيع المطويات التوعوية بين وقت وآخر. تعطل حركة السير في نقطة التفتيش يحتاج إلى حل مع ضرورة وعي المواطن الاستجابة لرجال الأمن وقال د·علي بن شايع النفيسة مدير إدارة التوعية والتوجيه في وزارة الداخلية إن نقاط التفتيش تعد إحدى التحصينات الأمنية ضد العبث بأمن هذه البلاد، وهي تعمل ضمن آليه أمنية مدروسة وبناء عليه يجب على المواطن والمقيم التعامل مع رجال الأمن بكافة النقاط الدائمة والمؤقتة بكل احترام وتقدير وجدية، ويجب الاستشعار بأهمية المسؤولية، وأن صاحب المركبة ومن فيها يعتبر في نظر رجل الأمن شخصاً مجهولاً في تصرفه وشخصه وتوجهه وفي أهدافه؛ حتى يتبين لرجل الأمن الحقيقة من واقع التعامل المباشر مع قائد المركبة ومن يكون معه في مركبته. وأضاف:"يخطئ بعض الشباب المتهور وبعض السالكين للطريق من قليلي الصبر والوعي حينما يحاول عبثا الهرب من نقطة التفتيش أو تجاهلها، مما يعرضه للخطر وقد يعرضه للمسألة والتعطيل نتيجة الشك فيه وتفتيشه بدقه قد لا يحتاج لها في حال تقيده بالنظام". وأشار إلى أنه يجب الاستجابة لرجل الأمن في طلباته سواء بإثبات الشخصية أو إثبات ملكية المركبة، كما أن الأمر يتطلب الكشف بوضوح عن محتويات السيارة فيما لو كانت مثلاً عائلية مظللة، مما يمكن رجل الأمن من الاطمئنان بأن المواطن لا يخفي شيئا عن نظره، كما أنه من الأدب والاحترام لرجال الأمن بنقطة التفتيش مراعاة الانضباط في قفل المصابيح العالية عند الإقبال على نقطة التفتيش والتوقف بهدوء وانسيابية وإلقاء التحية. تسجيل المخالفات المرورية بطريقة يدوية يعطل من حركة السير حس أمني وتحدث د· عبدالله العمري عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقال: ليس الحس الأمني شعارات ترفع ولا قصائد تنظم ولا أماني يتمناها المرء، وليس الحس الأمني استشعار الدفء وتلمس المأوى الأثير والفراش الوثير، وليس مادة دراسية تلغى في فصول الدرس، وتكتب في صفحات الكتب والمجلات والصحف، وإنما الحس الأمني إحساس قلبي وترجمة عملية، وعاطفة مشفوعة بعمل صادق، والحس الأمني ليس انتماء لتراب، ولا انتساباً لقبيلة ولا تعصباً لإقليم، ولكن الحس الأمني شعور بالمسؤولية وقيام بأداء الأمانة ووضع الأيدي في بعضها لعمل متكامل في خدمة الوطن والمواطنين، ولا فرق بين حاكم ولا محكوم ولا صغير ولا كبير، ولا ذكر ولا أنثى، الكل سواسية في المسؤولية والكل سواسية في الحقوق والواجبات كل بحسب طاقته، وقدرته وتأهله، فإذا أردنا أن نوجد لدى أبنائنا حساً أمنياً فليكن من منطلق ديني، فإن الإنسان الذي يعمل من منطلق ديني لا يمكن أن يكون حسه الأمني ناقصاً أو مشوهاً أو منحرفاً· وأضاف: لقد غزتنا ثقافة الفضاء ووفد إلينا عدد هائل من جنسيات مختلفة للعمل في بلادنا، وتقاصر جيل التربية من البيت ومن المدرسة، وسافر بعض أبنائنا إلى الخارج فكانت هناك ثقافة أخرى تكاد تفتقد إلى الحس الأمني؛ فأخذ بعض الشباب يتصرفون تصرفات غير مسؤولة ابتداء من عدم احترام القوانين المدرسية في المدرسة إلى عدم احترام قوانين الحكومة من أنظمة سير وحفظ ممتلكات عامة إلى أن وصلنا إلى فقدان الحس الأمني وانقلابه إلى حس ترويعي فسادي وتخريبي تمثل في الأعمال الإجرامية الإرهابية التي حدثت في بلادنا، فالحس الأمني يجب أن يتوفر لدى كل مواطن بمعناه الشامل والذي لا يكمن في البحث عن مطلوبين أمنياً أو الإخبار عمن يشتبه فيه فقط، بل الحس الأمني يشمل تجذير الانتماء الوطني الصحيح من خلال ترسيخ القيم الإسلامية وإشاعتها ووضع سياج يمنعها من اختراق أهل الأهواء والانحرافات والأفكار الهدامة والالتزام بالقوانين واحترامها.