في كلمة خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى يوم امس الاول اكد على اكثر من محور في العملية الادارية والامنية والثقافية وخلافه في مسيرة العمل التنموي المحلي مع تاكيد على دور المملكة الخارجي وخاصة في القضايا العربية والاسلامية... في مجمل الكلمة كان هناك تركيز على مسؤولية الكلمة وقائلها .. المتابع لواقع الاعلام وخاصة الصحفي يتلمس بكل وضوح السجال الفكري بين اكثر من طرف، الإشكال ليس في السجال بل هو امر محمود ولكن الاشكال ان بعضه تحول الى سهام نحو الشخص وليس فكره بمعنى ان الاختلاف ارتحل من خانة الاختلاف الى خانة الخلاف وبالتالي طرح الرؤية وفق منظور تعرية ذات منحى شخصي كل طرف للاخر... وهي آليه لاتتفق مع منطق الاختلاف والتعدد الفكري الذي نريده بل نحتاجه اكثر من غيرنا... الاختلاف في الرأي أمر طبيعي في كل الاحوال ويزداد الاحتياج له في مجتمعنا المنتقل في السنوات الاخيرة الى مساحات الحوار والجدل الفكري بعد ان كان يعاني من حالة صمت وفي احسن الاحوال همس لايخرج عن دوائر المجالس والديوانيات الخاصة.... اليوم الاعلام عموما والصحافة على وجه الخصوص تعج بالرأي والرأي الآخر ...ايضا مواقع الانترنت سواء المنتديات العامة او المواقع الخاصة تعيش نفس الحالة حيث الاختلاف في الرؤية الفكرية والشرعية للكثير من الامور مما يؤكد حالة الزخم الفكري والتنوع في الرؤية للامور.. تاكيد خادم الحرمين لامانة الكلمة ياتي في صالح الاعلام بشكل عام وربما ينتفع منه ايضا مؤسسات التنشئة الاجتماعية الاخرى التي عليها الانفتاح الفكري اكثر خاصة الجامعات التي عليها الخروج من عباءة الملقن للطالب الى عمليات اعادة صياغة الشخصية للطالب بما يتفق مع التوجه العام للوطن... مهم ان نبتعد عن التعصب ورفض الرأي الاخر ، وان نبتعد عن تبادل الاتهامات سواء بعدم الانتماء الوطني اوعدم الالتزام الديني او الاتهام بالتطرف الديني او النزعة الارهابية وخلافه من مفردات توحي لقارئها ان الاختلاف في منطلقه وتوجهه شخصي وليس فكريا او رأيا وآخر..خاصة وان مجتمعنا حاليا يعيش اشكالا من الصراع الفكري مما يضاعف مسؤولية الجميع نحو اي كلمة يقولونها ليس عبر الاعلام فقط بل وفي منارات المساجد وفي مواقع الانترنت وفي المدارس وكل مكان يطرح فيه الانسان رأيه وفكره لان الكلمة ربما تكون وسيلة الاعلامي الاولى الا انها ليست حصراعليه ... إعلامنا والقائمون على الانترنت اليوم امام مسؤولية وطنية ... نعم للنقد البناء ولا للهدام منهج عمل رسمه خادم الحرمين الشريفين للجميع فهل نتجه نحو تنويع الرأي دون انزلاق في الخلاف مع الشخص ام تتعمق رؤية التشكيك من البعض للبعض الاخر في وقت الوطن يحتاج الجميع مع التنوع الفكري؟؟