كيف يمكن للمبدع أو المبدعة الموازنة بين مجالات إبداعه عندما يجد نفسه منتجا في أكثر من مسار إبداعي، وهل يستطيع تطوير كل مواهبه؟ الشاعرة والفنانة التشكيلية هيلدا إسماعيل أجابت قائلة: لم أعد مؤمنة كما كنت بأن مهمة الفن تنحصر في خلق خيال يجيء مخالفاً لوجوه هذا العالم الذي نحيا فيه. للأسفِ، ليس ثمَّة طمأنينة يمكن أن يأتي بها الإبداع، إن اختصار القدرات على مسارٍ إبداعي بعينه يعني (الأمان) وطمأنينة كهذه لا تخلق فناً ولا إبداعاً، لا يمكننا دون قلق، دهشة، حيرة، أو وجع أن ننتج عبارة.. إحساساً.. مفردة.. كتاباً.. قصيدةً.. لوحةً.. أو صورة فوتوغرافية متجاوزة ومميزة. الروح التي يضنيها تمردها على العادية والهدوء والاستقرار وحدها القادرة على أن تضع ذاتها على حافة الاختيارات الصعبة، ودون هذه الحافة لن نتمكن من معرفة أنفسنا. كما ترى إسماعيل بأن الشاعر الحقيقي يستطيع أن يحول حتى الإعلانات التجارية إلى شعر.. معتبرة الكتابة، التشكيل، التصوير، الشعر، ألعاباً ليست عشوائية. تقول هيلدا: أجمل الألعاب تلك التي نسن قواعدها ونستمتع باتباعها، لأنها في ذات الوقت تسمح لنا بطرد الغشاشين من رحمة اللعبة.. وتكشف كل الجواكر المخبأة في أكمام قمصانهم. كما يمكننا تماماً أن نكتشف بريق التميز في مجال ما، ذلك أن للإبداع ميكانيزمات وسلطة قادرة على فرض وجودها على كل شخصية متشبثة به، مهما كانت مساراته.. يظل المبدع الصادق هو من يفرض نفسه على قلوبنا.