تحول قلب خميس مشيط النابض إلى غابات ومدن آسيوية، حيث انتشرت زراعة المحاصيل الزراعية على أطراف الأودية التي تروى من الصرف الصحي، وعلى الرغم من ان الزراعة قد قامت بإزالة أكثر من (35) مزرعة، إلا ان هذه الظاهرة في تزايد وأصبحت مصدر رزق للعمالة الوافدة، ومقراً لسكنهم وراحتهم. وكشف المواطن مفلح القحطاني عن تحويل بعض العمالة الوافدة الشوارع إلى أماكن لبيع الخضروات الملوثة والمشبعة من مياه الصرف الصحي. وقال لقد فوجئت كثيرا بما رأيت، حيث إنني كنت متوجها إلى منزلنا القديم والمهجور في حي الضباط بمحافظة خميس مشيط، وأثناء دخولي المنزل لم أصدق ما رأيت، حيث تحول بيتنا إلى مجمع للخضروات المختلفة مثل البصل والقرع والطماطم وغيرها، ووجدت أحد العمالة يخرج وفي يده بعض هذه المحاصيل، ونظرت إلى البيت المجاور الذي يسكنه عمالة وافدة وهو أيضا أشبه بمخزن لهذه الخضروات.. ونوه مصلح علي الشهري إلى استغلال العمالة الوافدة هذه الأماكن والبيوت المهجورة ودون علم من أصحابها وقيامهم بتخزين المحاصيل الزراعية المختلفة والمتاجرة فيها بالأسواق، وهم يمارسون عملية الغش والخداع، ويزعمون أن هذا الإنتاج من المزارع، مؤكداً على أن هذه المحاصيل الزراعية ملوثة نظرا لزراعتها في أماكن غير مناسبة والكائنات الميتة تحيط بها من كل جانب. وأبدى عبدالله محمد القحطاني " 80عاما" وهو من سكان حي (شباعة) بخميس مشيط دهشته لما يحدث في الميادين العامة من قبل العمالة البنغالية. وقال إنني أشاهدهم بكثرة يصولون ويجولون بعرباتهم محملة بالخضروات الملوثة، وأشاهد بعضهم يحمل بعض المحاصيل بل أن بعض الأوراق يتساقط في الأرض أثناء خروجهم، وبالصدفة عرفنا أن هذه المحاصيل الزراعية من سقي مياه الصرف الصحي. وأكد الشاب عبدالعزيز محمد الشهراني أن هؤلاء العمالة استغلوا المكان لإنتاج محصول ورق ألبان الأشبه بالقات وبيعه يوميا على المحلات والبقالات التي تقوم ببيعه على العمالة بأسعار مغرية. الزراعة تزيل المزارع الملوثة وبين مدير فرع الزراعة المكلف المهندس الحسن أحمد هيجان بوادي بن هشبل ل "الرياض": أن اللجنة المشكلة من إدارات الزراعة والبلديات والشرطة في المركز باشرت مهامها في أزاله المزارع والحصول على إقرارات من ملاكها بعدم زراعة الخضروات في إجراء يهدف إلى صحة وسلامة المستهلك، حيث اتضح في قرى المعمل والرشد بان المزارع فيه ملوثة بمياه الري الصحي.. وقال إن عدد المزارع التي تمت إزالتها طوال الأسابيع الماضية بلغ (20) مزرعة، فيما تم الحصول على عينات من مياه الآبار الموجودة في تلك المنطقة، واتضح من خلال تحليلها مخبرياً تلوثها بقنوات الصرف الصحي القريبة منها نظرا لوجود تسرب من تلك القنوات إلى الآبار المجاورة.. وأضاف أنه لا يزال هناك جولات رقابية على المزارع على امتداد وادي أبها إلى وادي بن هشبل، وكل يوم ينكشف عن تلوث مزارعة تسقى منتجاتها بمياه آبار ملوثة بمياه الصرف الصحي، حيث اتضح من خلال التحاليل المخبرية التي أجريت بمختبر إدارة مياه عسير عدم صلاحية تلك المياه لري المزارع نظرا لتسرب مياه الصرف داخلها ويبلغ عددها 100بئر حتى الآن.
