من خلال متابعتي للعديد من الأنشطة الصيفية سواء الحكومية او الخاصة والتي تُعنى بالفئات السنية الصغيرة التي تشكل نسبة كبيرة في مجتمعنا الشاب الذي يقف اكثر من نصفه تحت عتبة الخمسة عشرة سنة، فمن خلال هذه المتابعة وجدت ان الكثير من البرامج والفعاليات مازالت واقفة في مكانها الذي وطأته قبل عشرات السنين وبالذات فيما يتعلق بالنوادي الصيفية والتي تشكل اهم وجوه النشاط الترفيهي والتعليمي المنظم في الصيف لفئة الشباب، فالعديد من البرامج مازالت في شكلها البدائي الذي كانت عليه منذ عشرات السنين رغم ثورة الاتصال والإعلام والانترنت التي جعلت الصغار يتفوقون على الكبار احياناً في التعامل معها ولكن رغم ذلك كانت هناك قلة تميزت وأبدعت ودمجت الفكرالحديث مع الترفيه والتعليم وهذا ما كانت عليه النوادي الصيفية بجامعة الإمام فقد اطلعت عن قرب على البرامج والفعاليات المقدمة هناك فوجدتها برامج تستحق ان تصنف في أعلى المراتب فالتخطيط المبكر منذ البداية لهذه البرامج كان عاملاً مهماً للغاية في النجاح كما ان وقوف رأس الهرم الإداري في هذه الجامعة أ. د. سليمان بن عبدالله أبا الخيل مدير الجامعة على كل صغيرة وكبيرة وترؤسه للجنة العليا لهذه النوادي كان بحد ذاته عنصراً كفيلاً بتحقيق النجاح، فالغالبية تعي ماذا يشكل وجود رأس الهرم الإداري في اي ادارة على رأس العمل بشكل احترافي ومهني فالعديد من البرامج الصيفية الاخرى كان ينقصها وجود المدير الأعلى لذلك كان عطاؤها اقل من عطاء النوادي الصيفية التابعة للجامعة. كما ان البرامج والفعاليات المقدمة كانت معدة ومدروسة بعناية ووُضع خلفها اشخاص يحملون الفكر الناجح وعرف عنهم سلامة المنهج والعقيدة فلم يتواجد من هو مشبوه في الأفكار المتعاطفة مع الفكر الضال وذلك كله بالطبع من اجل سلامة فكر هذا الجيل الناشئ وحمايته من التيارات الفكرية المظلمة، كما في جانب آخر فإنه لم يتم الاكتفاء بالترفيه ولم يتم التركيز على التعليم، فقد تم دمج الترفيه بالتعليم بطريقة جعلت المنتسب للنوادي الصيفية التابعة للجامعة يتمنى ان يبقى فيها طوال اليوم فكانت النشاطات الرياضية المتنوعة تحت إشراف مدربين متخصصين من اجل ان يحصل هذا المنتسب على افضل النتائج البدنية وكانت هناك ايضاً الدورات المتخصصة في بعض العلوم المهمة كدورات الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية بالإضافة لمحاضرات متقدمة في تطوير الذات والمهارات العامة فأصبح المنتسب لهذه الأندية يشعر انه قد قطع اشواطاً متقدمة في هذه العلوم المهمة ولم يتوقف الأمر عند ذلك فقد وضعت هناك برامج ترفيهية مبتكرة وجديدة جعلت روح المفاجأة والتشويق حاضرة دوماً في هذه النوادي. كل ما ذكرته سابقاً جعل بعض أولياء الأمور يشعرون بالغيرة من أبنائهم رغبة في الانخراط في هذه النوادي الصيفية بعد رؤيتهم للتطور الكبير في أبنائهم. وفي هذه السنة تميّزت وخطت جامعة الإمام خطوة مهمة من خلال افتتاح ناديين صيفيين للطالبات في النفل والملز كانا مثار إعجاب كل من زارهما من أمهات المنتسبات بالإضافة الى الزائرات، فقد وضعت برامج مميزة تناسب الفتيات المنتسبات لهذا المركز في جو خاص ومحافظ فأقيمت هناك دورات متنوعة في علوم الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية ودورات في تطوير الذات وطرق التفكير كما اقيمت هناك نشاطات ترفيهية ابرزها مسابقة إعداد الأطباق الذي أبدعت فيه الفتيات وقدمن اصنافاً رائعة أعجب بها كل من كان حاضراً في الناديين الخاصين حتى ان الفتيات كن راغبات في استمرار النشاط وقتا اطول كدليل حقيقي لتميز هذين الناديين. جامعة الإمام من خلال هذه النشاطات المتميزة وغيرها تثبت يوماً بعد آخر أن التطور الملاحظ في هذه الجامعة ليس من سبيل الصدف وإنما وحدة الفكر الناجح يوصل الى القمة. @ إعلامي