«ثقافة اليوم»: يردد البعض أن معرفة الغرب بالثقافة العربية المعاصرة محدودة للغاية، وأن دائرة إحاطة النقد الغربي؛ مثلاً؛ بأدبائنا لا تكاد تتسع سوى لنجيب محفوظ. ما حقيقة هذا الزعم؟ وإلى أي مدى يمكن رسم صورة أكثر إشراقاً لمنجزات الثقافة العربية؟ - «د.هدى وصفي»: هناك تراث من «سوء الفهم» بين الشرق والغرب، فهم بالفعل لا يعرفوننا جيداً، وذلك بسبب كسل منا في توصيل ثقافتنا المعاصرة إليهم وعرضها بالشكل اللائق الملائم، وأيضاً بسبب كسل منهم وعدم اهتمام بمحاولة الاقتراب منا. فلو كان الغرب يريد معرفة أبعاد حضارتنا وثقافتنا وآدابنا العربية معرفة حقيقية لما أرضاه هذا الاكتفاء بتقصي منجزات نجيب محفوظ بعد فوزه بجائزة نوبل بطبيعة الحال! وفي تصوري أننا بحاجة؛ قبل الحديث عن معرفة الغرب بثقافتنا؛ إلى تأكيد أواصر العلاقات الثقافية العربية-العربية، وأرى أن «الجامعة العربية» هي الجهة المثلى التي من الممكن أن تتبنى فعاليات ضخمة من مهرجانات ومعارض للكتب وتظاهرات فكرية وثقافية وفنية مختلفة؛ على أن تكون هذه الفعاليات مشتملة على تمثيل حقيقي من كافة الأقطار العربية، ويتم إقامة هذه الفعاليات بالتتابع في العواصم العربية الكبرى كالقاهرة والرياض، فمما لا شك فيه أن مثل هذا النشاط الكبير سيكون من شأنه دعم الروابط الثقافية بين العرب، وتمكين الثقافة العربية من الانطلاق نحو المستقبل.