تراجعت أسعار المعادن النفيسة أمس الاثنين، حيث انخفضت الفضة بعد تجاوزها 80 دولارًا للأوقية في وقت سابق من أمس، وتراجع الذهب من مستويات قياسية قريبة، مع جني المستثمرين للأرباح وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة نتيجةً لتراجع العوامل الجيوسياسية. انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 1.7 % إلى 4455.34 دولارًا للأوقية، بحلول الساعة 07:07 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجل مستوى قياسيًا بلغ 4549.71 دولارًا يوم الجمعة، وتراجعت العقود الآجلة للذهب الأميركي تسليم فبراير بنسبة 1.2 % إلى 4500.30 دولارًا للأوقية. برغم انخفاض أسعار الذهب، إلا انها تجاوزت مراراً وتكراراً مستويات قياسية هذا العام، وهي في طريقه لتحقيق أكبر مكاسبها السنوية منذ عام 1979 بارتفاع يزيد على 72 %، وكان سعر الفضة الفوري قد ارتفع بنسبة 4.6 % إلى 75.47 دولارًا للأوقية، بعد تراجعه عن أعلى مستوى تاريخي له عند 83.62 دولارًا الذي سجله في وقت سابق من الجلسة. وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة كيه سي إم تريد: "إن مزيجًا من جني الأرباح والمحادثات المثمرة على ما يبدو بين ترمب وزيلينسكي بشأن اتفاق سلام محتمل، قد وضع الذهب والفضة في موقف دفاعي". وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الأحد إنه والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "يقتربان كثيراً، وربما يقتربان جداً" من التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ارتفع سعر الفضة بنسبة 181 % منذ بداية العام، متفوقاً على الذهب، مدفوعاً بتصنيفها كمعدن أميركي حيوي، وقيود العرض، وانخفاض المخزونات وسط تزايد الطلب الصناعي والاستثماري. كما شهد الذهب ارتفاعاً قياسياً في عام 2025، حيث ارتفع بنسبة 72 % حتى الآن، محطماً العديد من المستويات القياسية، ساعد الذهب في هذا الارتفاع مجموعة من العوامل، بما في ذلك التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية، والتوترات الجيوسياسية، والطلب القوي من البنوك المركزية، وزيادة حيازات صناديق المؤشرات المتداولة. وقال ووترر، إن الوصول إلى 5000 دولار يبدو هدفًا واقعيًا للذهب العام المقبل، شريطة أن يتبنى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي القادم نهجًا أكثر تيسيرًا في السياسة النقدية، وأضاف ووترر: "قد تؤدي تخفيضات أسعار الفائدة واستمرار الطلب الصناعي القوي، إلى جانب نقص المعروض، إلى تهيئة الفضة للارتفاع نحو 100 دولار في عام 2026". ولا يزال المتداولون يتوقعون خفضين لأسعار الفائدة الأميركية العام المقبل، في انتظار صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لشهر ديسمبر / كانون الأول، بحثًا عن مؤشرات إضافية حول السياسة النقدية، وتميل الأصول غير المدرة للدخل إلى الأداء الجيد في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. كما انخفضت المعادن النفيسة الاخر، حيث انخفض سعر البلاتين الفوري بنسبة 6.2 % إلى 2298.45 دولارًا للأوقية، بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2478.50 دولارًا في وقت سابق من اليوم، بينما تراجع سعر البلاديوم بنسبة 11.4 % إلى 1705.15 دولارات للأوقية، وقفزت العقود الآجلة القياسية للنحاس في بورصة لندن للمعادن بنحو 7 % لتصل إلى 12,937.90 دولارًا للطن، بعد أن بلغت 12,966.25 دولارًا للطن في وقت سابق من اليوم. وقفزت العقود الآجلة للنحاس في الولاياتالمتحدة بأكثر من 1 % لتصل إلى 5.90 دولارات للرطل وقال محللو السلع النفيسة لدى انفيستنق دوت كوم، انخفضت أسعار الذهب بشكل طفيف يوم الاثنين بعد أن سجلت مستويات قياسية في الجلسة السابقة، حيث جنى بعض المستثمرين أرباحهم، وارتفع الدولار الأميركي بشكل طفيف، على الرغم من أن المخاطر الجيوسياسية وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية لا تزال تدعم جاذبية الذهب على نطاق أوسع. يعود ارتفاع أسعار الذهب بشكل كبير إلى تزايد القناعة بأن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر العام المقبل. بدأت الأسواق تتوقع دورة تيسير نقدي أسرع في عام 2026 مع ظهور مؤشرات على تباطؤ التضخم، وهو ما يُعدّ عادةً عاملًا مساعدًا للذهب من خلال تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازته، كما أثرت توقعات سياسة نقدية أكثر مرونة على الدولار هذا العام، ما دعم أسعار الذهب بشكل أكبر. وحقق المعدن أداءً استثنائيًا في عام 2025، حيث ارتفع بأكثر من 72 % حتى الآن هذا العام، ويعزو المحللون هذا الارتفاع إلى مجموعة من العوامل، تشمل عمليات الشراء المكثفة من قبل البنوك المركزية، والتدفقات الكبيرة إلى صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب، واستمرار عدم الاستقرار الجيوسياسي، وطلب المستثمرين الباحثين عن تحوط ضد تقلبات العملة والمخاطر الاقتصادية الكلية. ارتفاع الأسهم في بورصات الأسهم العالمية، قفزت الأسهم الآسيوية إلى أعلى مستوياتها في ستة أسابيع يوم الاثنين، بينما استقر الدولار قرب أدنى مستوياته في نحو ثلاثة أشهر، وسط توقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة العام المقبل. وقالت شارو تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في ساكسو، إن أسعار المعادن النفيسة شهدت ارتفاعًا هذا العام بفضل مزيج قوي من عوامل خفض أسعار الفائدة والتحوط ضد عدم اليقين الجيوسياسي والمالي. لكن الارتفاع الكبير الذي شهده السوق في أواخر العام، وخاصة في الفضة، يزيد أيضًا من خطر تقلبات أكبر، وعلى المدى القريب، يكمن الخطر في العوامل الفنية ومراكز الاستثمار، وأضافت تشانانا أن الصورة العامة للمعادن النفيسة لا تزال إيجابية، في ظل التفاوت المالي والجيوسياسي، واستمرار الطلب على التنويع. وقالت: "هذا يعني أن أي تراجعات قد تُعتبر فرصًا للمستثمرين على المدى الطويل لإعادة بناء مراكزهم". وارتفع مؤشر إم إس سي آي الأوسع نطاقًا لأسهم آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 0.5 %، مسجلاً بداية قوية للأسبوع الأخير من العام، حققت معظم الأسواق الآسيوية مكاسب كبيرة هذا العام، حيث تجاهل المستثمرون تهديدات ترمب بفرض تعريفات جمركية وراهنوا على الذكاء الاصطناعي. وارتفع مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 1.7 %، مسجلاً أعلى مستوى له منذ شهرين تقريباً، ليصل ارتفاعه السنوي إلى 75 %، وهو رقم قياسي، ويتجه نحو تحقيق أقوى مكاسب سنوية له منذ عام 1999. في المقابل، انخفض مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 0.5 % خلال اليوم، لكنه يتجه نحو تحقيق ارتفاع بنحو 27 % هذا العام، بينما ارتفعت أسهم تايوان بنسبة 1 % لتسجل مستوى قياسياً جديداً، وتستعد لتحقيق ارتفاع سنوي بنسبة 25 %. ومن المتوقع أن يستمر التفاؤل في أوروبا مع عودة المنطقة من عطلتي عيد الميلاد وعيد الميلاد الثاني، حيث تشير العقود الآجلة الأوروبية إلى افتتاح مرتفع. سينصب تركيز المستثمرين خلال هذا الأسبوع، الذي تقلص بسبب العطلات، على محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأخير المقرر عقده يوم الثلاثاء. وكان البنك المركزي الأميركي قد خفض أسعار الفائدة في وقت سابق من هذا الشهر، وتوقع خفضًا واحدًا فقط خلال العام المقبل، بينما يتوقع المتداولون خفضين إضافيين على الأقل. وحقق مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي ارتفاعًا مذهلاً بنسبة 75 %، مما جعله أفضل سوق أسهم رئيسية أداءً في العالم، حيث ارتفعت معظم البورصات الآسيوية الأخرى بأكثر من 20 %، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى استثمارات الذكاء الاصطناعي. ارتفع الين الياباني بنسبة 0.2 % ليصل إلى 156.13 ينًا للدولار الأميركي، بعد أن صدر يوم الاثنين ملخصٌ يميل إلى التشدد في آراء اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان في ديسمبر. وأظهر الملخص أن العديد من أعضاء مجلس الإدارة يرون ضرورة رفع سعر الفائدة. رفع بنك اليابان أسعار الفائدة في وقت سابق من هذا الشهر في خطوة كانت متوقعة، لكن الأسواق شعرت بخيبة أمل من التصريحات اللاحقة التي أشارت إلى أن البنك المركزي ليس في عجلة من أمره لرفعها مرة أخرى. أثّرت هذه المؤشرات سلبًا على الين وأثارت مخاوف المتداولين من التدخل، لا سيما بعد أن وجّه مسؤولون في طوكيو تحذيرات شفهية شديدة اللهجة الأسبوع الماضي. وقد أبقى احتمال خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة العام المقبل الدولار تحت ضغط، في حين يلوح في الأفق شبح رئيس جديد للاحتياطي الفيدرالي قد يكون ذا توجهات تيسيرية ومستعدًا لخفض أسعار الفائدة.