لاتزال أسعار الذهب العالمية عند مستويات تاريخية عالية، اليوم الخميس، برغم إغلاق الأسواق الرئيسية حول العالم المتزامنة مع عطلة عيد الميلاد المصادفة ليوم الخميس 25 ديسمبر، وهو عطلة رسمية في الولاياتالمتحدة وأوروبا، رغم جني أرباح طفيف في ختام جلسة تداول مختصرة وخفيفة الحجم عشية عيد الميلاد، وسط التوترات والمخاطر الجيوسياسية. وفق بيانات العقود الآجلة، ظل سعر الذهب قرب 4,500 دولار للأوقية مع بعض التراجع النسبي بعد تسجيل قمم قياسية خلال الجلسات الماضية. وظل السعر الحالي حوالي 4,480 – 4,505 دولارًا للأوقية، بعد أن بلغ الذهب مستوى قياسي فوق 4,520 دولارًا في جلسات سابقة قبل العودة للتداول بالقرب من هذه المستويات اليوم. في السوق السعودي، أظهرت أسعار الذهب اليوم الخميس مستويات مرتفعة مقارنة بالأسابيع الماضية، مع ارتفاع واضح في سعر غرام الذهب (عيار 24 والعيارات الأخرى)، حيث سجلت أوقية الذهب في السعودية حوالي 4,561 دولارًا تقريبا مقابل الدولار الأمريكي. وأنهى مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز الصناعي جلسة تداول عند أعلى مستويات إغلاق على الإطلاق. وأنهت جميع مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية الثلاثة الجلسة على ارتفاع، ومن المتوقع أن يحقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي مكاسب تقارب 18% لهذا العام. انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية، بينما تراجعت أسعار الذهب والفضة قليلاً عن مستوياتها القياسية. وعلى مدار العام، تتجه المعادن لتحقيق مكاسب بنسبة 70% و150% على التوالي. وقال بيتر كارديلو، كبير الاقتصاديين في شركة سبارتان كابيتال للأوراق المالية في نيويورك: "لقد كان عامًا جيدًا للأسهم، لا شك في ذلك، وقد حذت معظم الأسواق العالمية حذوها. وكان عامًا استثنائيًا للمعادن النفيسة". أظهرت البيانات الاقتصادية انخفاضًا غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأولية، المتقلبة موسميًا، بنسبة 4.5% الأسبوع الماضي، بينما فاجأت طلبات الإعانة المستمرة الجميع بارتفاعها بنسبة 2.0% لتصل إلى 1923 مليونًا، مما يعكس استطلاعات رأي المستهلكين الأخيرة التي تُظهر تراجع ثقة المستهلكين في سوق العمل، ويدعم فكرة خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في العام المقبل. وأضاف كارديلو: "أعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة مرتين في عام 2026 لأن سوق العمل أضعف بكثير مما تشير إليه الأرقام". وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 289.40 نقطة، أو 0.60%، ليصل إلى 48,731.81 نقطة، وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 22.34 نقطة، أو 0.32%، ليصل إلى 6,932.13 نقطة، وارتفع مؤشر ناسداك المركب بمقدار 51.46 نقطة، أو 0.22%، ليصل إلى 23,613.31 نقطة. وأغلقت البورصات عبر المحيط الأطلسي مبكراً، حيث أنهت الأسهم الأوروبية أسبوع عطلتها المختصر قرب مستويات قياسية، مما يمهد الطريق لأقوى أداء سنوي لها منذ عام 2021 وسط انخفاض أسعار الفائدة. ارتفع مؤشر أم اس سي آي للأسهم العالمية بمقدار 2.41 نقطة، أو 0.24%، ليصل إلى 1022.51 نقطة. وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.01%، بينما انخفض مؤشر فوتسي يورو فيرست 300 الأوروبي بمقدار 0.89 نقطة، أو 0.04%. وارتفع مؤشر أسهم الأسواق الناشئة بمقدار 5.74 نقطة، أو 0.41%، ليصل إلى 1392.87 نقطة. أغلق مؤشر ام اس سي آي الأوسع نطاقًا لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان مرتفعًا بنسبة 0.35%، عند 716.93 نقطة، بينما انخفض مؤشر نيكاي الياباني بمقدار 68.77 نقطة، أو 0.14%، إلى 50,344.10 نقطة. انخفض عائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات بمقدار 3.4 نقطة أساسية إلى 4.136%، من 4.169%. كما انخفض عائد السندات لأجل 30 عامًا بمقدار 3.6 نقطة أساسية إلى 4.7948% من 4.831%. وانخفض عائد سندات الخزانة لأجل عامين، والذي يتحرك عادةً بالتوازي مع توقعات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، بمقدار 1.8 نقطة أساسية إلى 3.51%، من 3.528%. وظل الدولار ضمن نطاق محدد، ويتجه نحو تسجيل أكبر انخفاض سنوي له منذ عام 2017، مع احتمالية المزيد من الضعف خلال العام المقبل، حيث يدرس المستثمرون احتمالية قيام الاحتياطي الفيدرالي بتيسير نقدي إضافي في عام 2026. ولا يزال متداولو العملات يركزون على الين، متيقظين لاحتمالية تدخل السلطات اليابانية. يواصل متداولو العملات تركيزهم على الين، مترقبين أي تدخل محتمل من السلطات اليابانية. ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات تشمل الين واليورو، بنسبة 0.1% إلى 98.00، بينما انخفض اليورو بنسبة 0.18% إلى 1.1773 دولار. والتوقعات مستمرة بتيسير السياسة النقدية من البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال 2026، مما يقلل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب. وأظهرت الأسواق الآسيوية أداءً مختلطاً اليوم في ظل إجازات العيد، حيث ارتفع مؤشر نيكاي الياباني بينما كانت بعض الأسواق الأخرى أقل نشاطاً مع إغلاق بعض البورصات. وشهدت البورصات الأوروبية والأمريكية حركة خفيفة قبل عطلة نهاية الأسبوع. بسبب عطلة الكريسماس، تقلصت أحجام التداولات في معظم الأسواق العالمية، مما جعل تحركات الأسعار أقل حدة وأكثر ارتباطاً بأاتجاهات نهاية العام. ترقب المستثمرين لقرارات البنك الاحتياطي الفيدرالي في 2026 يدعم أصول الملاذ الآمن مثل الذهب، بينما يعزز أسهم التكنولوجيا والأسهم القيادية في ظل توقعات بتيسير السياسة النقدية. وفي ظل التوترات الجيوسياسية والأمنية، اتجه المستثمرين جزئياً نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب والمعادن الثمينة في ظل المخاطر العالمية المتصاعدة.