تمضي "منصة أبشر" كأحد تجليات رؤية 2030، حاملةً روح الطموح، ووعي المرحلة، وقدرة المملكة على تحويل الرؤية إلى أسلوب حياة، والخدمة إلى قيمة، والتقنية إلى أثرٍ وطني ممتد، يرسّخ مكانته في مقدمة مستقبل الحكومات الرقمية بثقة واقتدار. في مشهدٍ وطنيّ يتقدّم بثباتٍ نحو المستقبل الرقميّ، برز مؤتمر أبشر بوصفه محطة مفصليّة في مسار التحول الحكوميّ بالمملكة، ومنصة جامعة للابتكار واستشراف آفاق الخدمات الرقميّة، وانعقاد المؤتمر برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، منح الحدث بُعده المؤسسي، ورسّخ مكانة "منصة أبشر" كإحدى أهم التجارب الرقميّة الوطنيّة المؤثرة في حياة المجتمع والتي غدت أسلوب حياة! مثّل المؤتمر مساحةً تفاعليّة لعرض التجربة السعوديّة في تطوير الخدمات الحكوميّة، حيث حضرت منصة أبشر كأنموذج متكامل يجمع بين التقنية والأمن وسهولة الاستخدام. هذا الحضور فتح باب الحوار حول مستقبل المنصات الحكومية، ودورها في بناء علاقة رقمية قائمة على الثقة والكفاءة بين المواطن والجهة الخدمية، ولم يقتصر على استعراض المنجزات فقط. المؤتمر تزامن بشكلٍ مهنيّ وحدثيّ مع "هاكاثون أبشر طويق"، الذي استقطب آلاف المواهب السعودية في مشهد يعكس حيوية البيئة الابتكارية المحلية. عمل المشاركون على تطوير حلول تقنية تخدم احتياجات القطاعات المختلفة، وتوسّع من إمكانات المنصة، وتقدّم تصورات جديدة لتجربة المستخدم. هذا التفاعل الكثيف بين العقول الشابة والجهات الحكومية عكس نضج ثقافة الابتكار، وحضور رأس المال البشري السعودي في قلب التحول الرقمي. وشهد الحدث تحقيق رقم قياسي عالمي في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، في إنجاز يعكس حجم المشاركة والتنظيم، ويمنح التجربة بعدًا رمزيًا يعزز مكانة المملكة في المشهد التقني العالمي. هذا الرقم جاء بوصفه تتويجًا لمسار تراكمي من العمل المؤسسي، مع تماهٍ أنيق مع السياق العام للتحول الرقمي. أتاح المؤتمر كذلك الاطلاع على نماذج متقدمة في توظيف التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، مع إبراز التقاطعات مع توجهات الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي في دعم الوقاية الصحية والتشخيص المبكر، وتعزيز كفاءة القرار القائم على البيانات. هذا التكامل عكس انسجامًا وطنيًا في بناء منظومة رقمية متعددة الأبعاد تخدم الإنسان أولًا. "منصة أبشر" تُعدّ اليوم إحدى الركائز الأساسية للتحول الرقمي في المملكة، حيث انطلقت كواجهة إلكترونية لوزارة الداخلية، ثم تطورت تدريجيًا إلى منظومة خدمات متكاملة تشمل الجوازات والأحوال المدنية والمرور وخدمات العمالة والتصاريح والمواعيد الرقمية.. هذا الاتساع جعل المنصة جزءًا من الحياة اليومية للملايين، ومثالًا عمليًا على كفاءة التصميم الحكومي. كما تخدم "أبشر" بكفاءاتها السعوديين، عشرات الملايين من المستخدمين المسجلين، وتدير مئات الملايين من العمليات الرقميّة سنويًا، مع نسب رضا مرتفعة عالية تعكس تطور تجربة المستخدم، والتي أسهمت في تقليص زمن إنجاز المعاملات، ورفع كفاءة الأداء، وخفض التكاليف التشغيلية، بما يعكس أثرها المؤسسي والمجتمعي. وللمتابع يجد أن المنصة شهدت تطورًا نوعيًا في بنيتها التقنية، عبر توظيف التحقق الرقمي، وتحليل البيانات، وأدوات الذكاء الاصطناعي، ما عزز موثوقية الخدمات وأتاح فرصًا للتكامل مع منصات وطنية أخرى. هذا التطور جعل أبشر بيئة رقمية مرنة قابلة للتوسع واستيعاب التحولات المستقبلية. وفي جانب حيويّ مهم، أسهمت "منصة أبشر" في ترسيخ ثقافة الخدمة الرقمية داخل المجتمع، ورفعت من مستوى الوعي باستخدام الحلول التقنية في التعاملات اليومية، وأسست لنمط جديد من الثقة بين الفرد والمؤسسة. هذا التحول انعكس على سلوك المستخدم، وعلى توقعاته من جودة الخدمة وسرعة الإنجاز ودقة المعلومات. ومع اتساع نطاق الخدمات، أصبحت أبشر قناة مركزية لتكامل القطاعات الحكومية، ونقطة التقاء للبيانات والإجراءات، بما يعزز التنسيق المؤسسي ويحدّ من الازدواجية. وفي منعطف البيئة الداعمة للابتكار؛ وفرت المنصة عبر واجهات برمجية وتحديات تقنية ومسارات تطوير، أسهمت في إشراك القطاع الخاص والمطورين في بناء الحلول. هذا الامتداد المجتمعي والتقني منح التجربة بعدًا استراتيجيًا، وجعل المنصة عنصرًا فاعلًا في تحسين جودة الحياة، وداعمًا للاستدامة الرقمية، ومؤشرًا على نضج التجربة السعودية في إدارة التحول الرقمي على مستوى الدولة والمجتمع. كما عززت هذه التجربة حضور المملكة في المؤشرات الدولية، وأكدت قدرة المؤسسات الوطنية على بناء حلول موثوقة، قابلة للتوسع، وقادرة على الاستجابة لمتطلبات المستقبل الرقمي بكفاءة واستدامة عالية. وتعكس التكامل الرؤية والتقنية والإنسان في مشروع وطني واحد يمتد أثره إلى مختلف القطاعات والخدمات العامة الحكومية والخاصة المستقبلية المتنوعة. وفي امتداد هذا المسار الوطني المتسارع، تتجلى بصمة عرّاب الرؤية سموّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-؛ بوصفه القائد الذي نقل التحوّل الرقمي من إطار المبادرات إلى مشروع دولةٍ متكامل، يقوم على تمكين الإنسان، وتسخير التقنية، وبناء مؤسسات قادرة على الاستدامة والتجدّد. وضمن هذا الأفق المبين، تمضي "منصة أبشر" كأحد تجليّات رؤية 2030، حاملةً روح الطموح، ووعي المرحلة، وقدرة المملكة على تحويل الرؤية إلى تجربة معيشة، والخدمة إلى قيمة، والتقنية إلى أثرٍ وطني ممتد، يرسّخ مكانة السعودية في مستقبل الحكومات الرقمية بثقة واقتدار.