دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي الشركاء في المجلس الانتقالي الجنوبي إلى تغليب الحكمة ولغة الحوار، وحماية مصالح الشعب اليمني والأمن الإقليمي والدولي، وعدم التفريط بالمكاسب المحققة خلال السنوات الماضية، وفي مقدمتها المكاسب المتعلقة بالقضية الجنوبية العادلة، بدعم من الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية. وجاءت دعوة العليمي في أعقاب تصاعد التصريحات والبيانات الصادرة عن بعض وزراء ومسؤولين في الحكومة، والتي اعتبرت تجاوزاً للمهام الوظيفية وخرقاً للمرجعيات الدستورية والقانونية للمرحلة الانتقالية، بما في ذلك إعلان وزارات وهيئات تدار من قبل المجلس الانتقالي دعمها لخطوات فرضها الانتقالي بقوة السلاح، وهو ما أثار مخاوف واسعة بشأن وحدة القرار الحكومي واستقرار مؤسسات الدولة ومسار الشراكة السياسية. وأكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بحسب بيان رسمي صادر عن مكتب رئاسة الجمهورية، على ضرورة الالتفاف حول مشروع الدولة الوطنية المنشودة، وحشد الطاقات لاستعادة مؤسسات الدولة، وإسقاط انقلاب الحوثيين المدعوم من إيران، وإنهاء المعاناة الإنسانية الطويلة في البلاد. وشدد العليمي على وجوب التزام جميع المسؤولين التنفيذيين بقرارات مجلس القيادة الرئاسي، والبرنامج الحكومي، ومرجعيات المرحلة الانتقالية، بما في ذلك إعلان نقل السلطة واتفاق الرياض، مؤكداً أن استغلال المنصب الرسمي لتحقيق مكاسب سياسية يعد خرقاً جسيماً للدستور والقانون، ويضر بوحدة السلطة التنفيذية والسلم الأهلي، ما يستوجب المساءلة القانونية. وفي تعقيب له، حذر نائب وزير الخارجية اليمني مصطفى النعمان من المساس بوحدة اليمن، واصفاً أي محاولات لتجاوز الدولة بأنها قد تفضي إلى اضطرابات إقليمية، معرباً عن أمله في عودة المجلس الانتقالي إلى الحكومة ولغة الحوار، مشدداً على أن المجلس لا يمثل الجنوب اليمني بالكامل. ويشهد الجنوب اليمني تصعيداً سياسياً وميدانياً من قبل المجلس الانتقالي، الذي يرفع مطلب استعادة دولة الجنوب، في ظل انقسام سياسي وأمني مستمر، وتداخل معقد بين مسارات الصراع الداخلي والتوازنات الإقليمية والدولية، مما يضع البلاد أمام تحديات كبيرة في الحفاظ على وحدة الدولة واستقرار مؤسساتها.