قُتل ستة جنود بنغلادشيون على الأقل السبت في هجوم بطائرات مسيّرة على قاعدة تابعة لبعثة حفظ سلام أممية في كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان المحاصرة جنوبي السودان، الأمر الذي دانته دكا والأممالمتحدة بشدة. وأعلنت بعثة الأممالمتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا) أن "ستة جنود قتلوا وأصيب ستة آخرون، بجروح أربعة منهم بالغة" عندما ضربت طائرات مسيّرة معسكرهم في كادوقلي، مضيفة أن جميع الضحايا من بنغلادش. وأعرب رئيس وزراء بنغلادش محمد يونس في بيان عن "حزنه الشديد" إزاء الواقعة، مشيرا إلى أن الحصيلة بلغت ستة قتلى وثمانية جرحى. وطلب من الأممالمتحدة ضمان تقديم "أي دعم طارئ ضروري" للعناصر البنغلادشيين. وتابع يونس "ستقف حكومة بنغلادش إلى جانب العائلات في هذه اللحظة الصعبة". ودانت وزارة الخارجية البنغلادشية "بشدة" الهجوم. وشجب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "بشدة" الهجوم الذي وصفه ب"المروع"، مجددا في بيان دعوته أطراف النزاع في السودان إلى "وقف الأعمال الحربية فورا". وكان مصدر طبي أفاد في وقت سابق بأن الهجوم على منشأة تابعة للأمم المتحدة في كادوقلي أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، وقال شهود عيان إن الضحايا موظفون في الأممالمتحدة. وقال المصدر في مستشفى المدينة "سقط ستة قتلى كانوا داخل المبنى بسبب قصف مسيرة لمقر الأممالمتحدة". وأكد شهود عيان أن غارة بطائرة مسيّرة استهدفت مبنى الأممالمتحدة. ودانت الحكومة السودانية الموالية للجيش الهجوم بشدة، محملة في بيان قوات الدعم السريع المسؤولية عنه، لكنّ هذه القوات نفت، ووصف مجلس السيادة الذي يرأسه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الهجوم بأنه "تصعيد خطير"، وفقا لبيان أصدره. ووجّه رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، في بيان له، أصابع الاتهام إلى "الميليشيا الإرهابية المتمردة" في إشارة إلى قوات الدعم السريع، داعيا الأممالمتحدة إلى "اتخاذ إجراءات رادعة عاجلة (...) ومحاسبة الجناة". وفي بيان نشرته قوات الدعم السريع على تطبيق تيليغرام، نددت ب"الاتهامات الباطلة" الموجهة إليها. وأظهر مقطع فيديو نشره الجيش في حسابه على فيسبوك سحابتين من الدخان الأسود الكثيف تتصاعدان من نقطتين منفصلتين في القاعدة الأممية التي بدت النيران مشتعلة فيها. وأُعلنت المجاعة في كادوقلي بداية نوفمبر، وهي خاضعة لحصار من قوات الدعم السريع منذ عام ونصف عام. وبعد سيطرتها في أواخر أكتوبر على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور في غرب السودان، تمددت قوات الدعم السريع شرقا في إقليم كردفان الغني بالنفط، والمقسم إلى ثلاث ولايات. ويشكّل إقليم كردفان الشاسع والمعروف بالزراعة وتربية الماشية، صلة وصل استراتيجية لحركة الوحدات العسكرية وعلى المستوى اللوجستي، إذ يقع بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش شمالا وشرقا ووسطا ودارفور. وتخوض قوات الدعم السريع حربا مع الجيش منذ أبريل 2023، وقد نشرت مقاتلين وطائرات مسيّرة وميليشيات متحالفة معها في هذه المنطقة الخصبة. ويرى محللون أن تركيز قوات الدعم السريع على هذه المنطقة يرمي إلى كسر القوس الدفاعي الأخير للجيش حول وسط السودان، سعيا إلى استعادة العاصمة الخرطوم وسواها من المدن الكبرى. وأسفر هجوم جوي الأسبوع الماضي على روضة أطفال ومستشفى في كلوقي بجنوب كردفان عن مقتل 114 شخصا، بينهم 63 طفلا، وفق منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة. وفشلت حتى الآن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب.