انطلقت النسخة التاسعة من «أسبوع مسك للفنون» في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون، والتي تحولت إلى فضاء تتجاور فيه الرؤى الفنية، وتتنفس فيه التجارب الإنسانية شكلها الأكثر صفاءً. ستة أيام تتشابك فيها المعارض والورش والعروض الفنية والممارسات الإبداعية، ليصبح الفن لغة يومية يقترب منها الزائر كما يقترب من ذاته. ترى ريم السلطان، الرئيس التنفيذي لمعهد «مسك للفنون»، أن هذا الأسبوع بات «مساحة يجد فيها الفنان جمهوره، ويجد فيها الجمهور نافذة أوسع للتأمل والتجريب»، مؤكدة أن تعزيز بيئة منفتحة للتعبير الفني يمنح المشهد الإبداعي السعودي قدرته على الاتساع والتحول. المعارض قراءة للمكان والذاكرة.. يقدّم معرض «الفن عبر الخليج العربي» رحلة في ذاكرة المدن الخليجية المتحولة، حيث تتجاور الحداثة مع الجذور الأولى للمكان. أكثر من (150) عملًا فنيًا يفتح أسئلة حول الهوية والانتماء وتحولات العمران، وما يبقى في الوجدان حين يتغيّر المشهد من حوله. أما معرض «ظرف مكان» فيأخذ الزائر إلى علاقة الإنسان بالطبيعة عبر محاور ثلاثة: العتمة، النهار، السحر. أعمال لأكثر من عشرين فنانًا من الخليج يلامسون فيها أثر المناخ والذاكرة البيئية وتجارب التعافي، في دعوة إلى إبطاء الخطى والإصغاء لما يقوله المكان من حولنا. الإقامات الفنية على حافة المعرفة.. يجمع برنامج الإقامة «مساحة» (12) فنانًا في رحلة بحث تمتد لثلاثة أشهر، يتعمقون خلالها في الأسئلة التي تقع بين الذاكرة والحقيقة والخيال. ويعرض المشاركون أعمالهم في الأسبوع، ليقدموا للزوار خريطة بصرية تكشف التحولات التي مرّوا بها خلال الإقامة. حين يصبح الإبداع جزءًا من الحياة.. تتحول مساحة السوق إلى نبض حي لأكثر من (90) مبدعًا، حيث لا تُعرض الأعمال فقط، بل تُلامس وتُناقش وتُقتنى، في مشهد يجعل الفن قريبًا من الناس، ومعيشًا بوصفه فعلًا يوميًا لا رفاهية نادرة. التجارب الفنية والورش.. يمتد الأسبوع إلى ورش تطبيقية تغطي الوسائط المتعددة، والتجميع، والحياكة، وصناعة الزين، والرسم الزيتي. ورش يقودها فنانون محترفون تشجع على خوض التجربة وإعادة اكتشاف العلاقة مع المواد والألوان والضوء. المسرح حين تتكامل الصورة مع الصوت.. وفي قلب الفعالية، يقف المسرح الفني بوصفه مساحة يتقاطع فيها الضوء باللحن، حيث يقدم فنانون عروضًا موسيقية حيّة ترافق التجربة البصرية وتعمّقها. المسرح هنا ليس منصة للعزف فقط، بل امتدادًا لروح الأسبوع؛ مكان يتناغم فيه الإيقاع مع اللوحة، وتجد فيه الموسيقى طريقًا لإعادة تشكيل إحساس الزائر بالمشهد الفني. الزيارات المدرسية والبرامج التعليمية.. يستقبل الأسبوع أكثر من (600) طالب وطالبة عبر جولات معرفية وأنشطة تعليمية تستهدف تشكيل علاقة مبكرة بين الجيل الجديد والفن. كما يقدّم أكثر من (75) برنامجًا تعليميًا في الفنون البصرية والتصوير، إضافة إلى جلسات إرشاد فني فردية لدعم المواهب الشابة وتطوير مشاريعها. معرض الكتب الفنية.. تحتضن مكتبة الفنون النسخة الثالثة من معرض الكتب الفنية، حيث تُعرض «زين» فنية وكتب جديدة من ناشرين محليين وعرب ودوليين، في مساحة تجمع بين المعرفة البصرية والمكتوبة، وتفتح للزوار بوابة واسعة على تاريخ الفن المعاصر. الجاليريات المشاركة.. تسع صالات عرض سعودية تحضر في الفعالية، مقدمة رؤى جديدة، وأعمالًا قابلة للاقتناء، ومساحة للتفاعل المباشر مع الفنانين الذين يشكّلون جزءًا من ملامح التشكيل السعودي اليوم. وبهذا التناغم بين المعارض، والعروض الحية، والورش، والكتب، والموسيقى، يواصل «أسبوع مسك للفنون» بناء فضاء يجعل من الفن لغة حياة، وجسرًا يصل الإنسان بذاكرته وبمستقبله، ويمنح المجتمع أفقًا أوسع للتأمل والاكتشاف، حيث يصبح الإبداع فعلًا يوميًا يضيء الطريق لما يمكن أن يكون.