وتشهد نسخة هذا العام تنافس ستة قرّاء من العالم العربي على لقب «قارئ العام»، وتعرض القراءات، وتُجرى المناظرات، وتختبر المعرفة في قالبٍ يوازن بين الحضور الأدبي والسجال الفكري، ويحلّ الروائي النرويجي «يون فوسه» الحائز على جائزة نوبل للآداب 2023- ضيفًا على الفعاليات من خلال جلسة عقول نوبل- ليضيف بعدًا يتقاطع مع جوهر المسابقة ورسالتها. وخلال حفل الافتتاح، يقدّم المشاركون الستة المتأهلون للحفل الختامي قراءتهم المختارة مستعرضين قدرتهم على التعبير، مع الإجابة على أسئلة لجنة التحكيم في اختبارٍ يوازن بين اتساع الاطلاع وعمق الفهم، ويشارك في هذه المرحلة ستة قرّاء من السعودية والمغرب والجزائر وتونس وليبيا. تمثل القراءة عاملًا مهمًا في بناء الشخصية، وأداة مؤثرة لبناء الفرد واستيعابه لمجالاته ومهاراته. وانطلاقًا من ذلك، أطلق مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) مسابقة سنوية للقراءة في عام 2013م من المملكة العربية السعودية بهدف نشر ثقافة القراءة وتقدير المعرفة في المجتمع إيمانًا بأهمية القراءة بوصفها واحدة من أهم وسائل الإثراء المعرفي للأجيال القادمة. وقد حرصت المسابقة على أن تكون منارة لإذكاء شغف القراءة في العالم العربي، وخلق بيئة محفزة على القراءة، وملهمة للفضول المعرفي، ومشجعة على التواصل الثقافي. كما تهدف المسابقة إلى تحسين مرتبة العالم العربي في المؤشرات العالمية لمعدلات القراءة، ورفع الوعي بأهمية القراءة لدى الأفراد والمؤسسات والحكومات، بالإضافة إلى اكتشاف المواهب وتطوير مهاراتهم المعرفية واللغوية وصناعة القدوات، وتوفير منصة للتواصل الثقافي والمعرفي بين القراء والكتّاب. وفي كل دورة يُطلب من المتسابقين قراءة عدد معين من الكتب، وتلخيصها، ومناقشتها خلال مراحل المسابقة. يتم تقييم المشاركين بناءً على قدرتهم على التعبير، والتفكير التحليلي، وفهم النصوص، ومشاركة شغفهم بالمعرفة. كما اتخذت مسابقة (أقرأ) الثقافية عدة مسارات منها مسار ( قارئ العام )، وتستهدف في هذا المسار طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية العليا والمتوسطة والثانوية والجامعية أو ما يعادلها في الدول العربية، حيث يقدّم الطالب للمشاركة في المسابقة مراجعة لكتاب من اختياره ويحكي تجربته الملهمة معه، ويتدرج المشاركون عبر عدة تصفيات للتأهل إلى ملتقى أقرأ الإثرائي الذي يُقام في مركز إثراء ويجتمع فيه أفضل القراء المشاركين من العالم العربي لخوض تجربة ملهمة وصانعة للتحول، تضم مجموعة من المحاضرات والورش والحوارات، ويتأهل أفضل المشاركين في الملتقى الإثرائي إلى الحفل الختامي للتتويج بلقب قارئ العام ومن ضمن المسارات (المدرسة القارئة) التي تختص بتكريم أعلى المدارس في عدد المشاركين في المسابقة من طلابها، ويهدف هذا المسار إلى إبراز دور المدارس في نشر ثقافة القراءة بين الطلاب والطالبات، وذلك من خلال احتساب نقاط للمدرسة بحسب عدد الطلاب المشاركين في المسابقة ضمن مسار قارئ العام والمراحل التي وصلوا لها. ويعد مسار (سفراء القراءة) مخصصًا للمعلمين والمعلمات والأساتذة في المدارس والجامعات، وهو المسار الذي يهدف إلى تعزيز دورهم في نشر ثقافة القراءة بين الطلاب والطالبات عن طريق احتساب نقاط لكل معلم بحسب عدد المشاركين المسجلين عن طريقهم وتقدمهم في مراحل المسابقة. ويتطلب الدخول في المنافسة تسجيل المعلم في موقع المسابقة للحصول على الرمز الخاص به ومشاركته مع الطلاب. وتبدأ رحلة المسابقة بالتسجيل في منصة المسابقة وتعبئة كافة البيانات المطلوبة بشكل صحيح، ثم تقديم مراجعة وافية باللغة العربية لكتاب من اختيار المشارك. تليها التصفيات الأولية حيث يقوم فريق المسابقة بقراءة وتقييم جميع المشاركات لترشيح أفضل 500 مشارك إلى مرحلة المقابلات الشخصية. عقب ذلك تقوم لجان تحكيم مختصة بإجراء مقابلات مع المشاركين المرشحين لتقييم تجربتهم القرائية واستيعابهم للمراجعة المقدمة، وتختار اللجنة أفضل 50 مشاركًا ومشاركة للتأهل إلى ملتقى «أقرأ» الإثرائي. يُقام الملتقى في مركز إثراء بالظهران ويجتمع فيه أفضل القراء المشاركين من جميع أنحاء العالم العربي لخوض تجربة ملهمة وصانعة للتحول، تضم مجموعة من المحاضرات والورش والحوارات المتنوعة، ويقدمها نخبة من الكتّاب والمفكرين والأدباء. ويقُسّم القراء المتأهلون إلى ملتقيين: ملتقى للمرحلة الابتدائية والمتوسطة يضم عشرين مشاركًا، وآخر للمرحلة الثانوية والجامعية يضم ثلاثين مشاركًا. ويتأهل من الملتقى عشرة مشاركين للحفل الختامي للمنافسة على لقب «قارئ العام» وثمانية مشاركين للمنافسة على لقب «مناظر العام». وفي نهاية الرحلة يُقام حفل أقرأ الختامي للاحتفاء بالقراءة والقراء على مدى يومين بمشاركة واسعة من القراء والكتّاب والمفكرين في العالم العربي ضمن برنامج ثقافي متنوع يضم ندوات نقاشية وأمسيات شعرية ومنصات توقيع كتب. ويشهد الحفل المنافسة الختامية للمشاركين في مسابقة أقرأ، حيث يقدم أفضل عشرة مشاركين نصوصهم الختامية على مسرح إثراء بالإضافة للمناظرة الختامية، وتُعلن في نهاية برنامج الحفل أسماء الفائزين في مسابقة أقرأ بجميع مساراتها. ويبلغ مجموع جوائز مسابقة (أقرأ ) لهذا العام 200,000 ريال، حيث خُصصت الجائزة الكبرى للطلاب والطالبات المشاركين في مسار قارئ العام، ويُتوّج الفائز بالجائزة بناءً على مجموع النقاط في جميع مراحل المسابقة، والتي تشمل تقييم المراجعة التي تقدم بها المشارك في التصفيات الأولية ثم المقابلات الشخصية، والملتقى الإثرائي، وانتهاءً بتقييم لجنة التحكيم في الحفل الختامي، بالإضافة إلى جائزة نص العام وهي جائزة تمنحها لجنة تحكيم الحفل الختامي لأفضل نص تأهل لمسرح الحفل الختامي ضمن المرشحين للمنافسة على «قارئ العام»، كذلك جائزة قارئ الجمهور يمنحها الجمهور باستخدام التصويت لأفضل نص تأهل للحفل ضمن المرشحين للمنافسة على «قارئ العام«. وللقارئ الواعد جائزة تُمنح لأحد المشاركين في ملتقى أقرأ الإثرائي للمرحلة الابتدائية والمتوسطة وفق مجموع نقاط المشاركين في جميع مراحل المسابقة، والتي تشمل تقييم المراجعة التي تقدم بها المشارك في التصفيات الأولية ثم المقابلات الشخصية، والملتقى الإثرائي، ويتأهل إلى الحفل الختامي ثمانية مشاركين من ملتقى أقرأ الإثرائي ضمن فريقين للمناظرة حول قضية فكرية، وتمنح لهم جائزة مناظر العام وهي جائزة تمنحها لجنة التحكيم للمجموعة الفائزة في المناظرة الختامية. وتعد جائزة سفراء القراءة داعمًا حقيقيًا للمعلمين والمعلمات والأساتذة في المدارس والجامعات تُمنح لهم بحسب عدد النقاط التي تحصلوا عليها عن طريق تسجيل طلابهم وتقدمهم في مراحل المسابقة، وتُمنح تقديرًا لجهودهم في تشجيع القراءة بين الطلاب والطالبات، كذلك جائزة المدرسة القارئة التي تُمنح لأعلى مدرسة بحسب عدد النقاط التي تحصلوا عليها عن طريق تسجيل طلابهم وتقدمهم في مراحل المسابقة، وتُمنح تقديرًا لجهود المدارس في تشجيع القراءة بين الطلاب والطالبات. ويستعد مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) يوم غدٍ السبت لإطلاق الحفل الختامي للنسخة العاشرة من مسابقة أقرأ تحت شعار: «أثر القراءة لا يزول»، بعد عقدٍ من ترسيخ القراءة والاحتفاء بالقرّاء والقارئات. وتتوزع الفعاليات أمام الجمهور في برنامج ثريّ يشمل حوارات مع كتّاب ومفكرين، ومنصات توقيع، وعروض شعرية، وأنشطة تفاعلية تعيد وصل الجمهور بعالم القراءة، أما المنافسات النهائية في الحفل الختامي فتأتي عبر ثلاثة مسارات هي: أداء نصوص إبداعية ضمن قالب فني متميز، ثم مناظرة فكرية حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الكتابة الإبداعية، يليها جولة أسئلة تكشف عمق المعرفة ومرونة الفكر لدى المتنافسين. ومع إسدال الستار على الأمسية، يُعلن عن الفائزين بلقبَي «قارئ العام» و»مناظر العام»، فيما يمنح الجمهور فرصة اختيار قارئهم المفضل عبر التصويت المباشر، إلى جانب تقييم لجنة التحكيم. وتترافق التصفيات النهائية مع عروض وفعاليات موازية، أبرزها فعالية شعرية فنية تستكشف عالم الراحل غازي القصيبي بأسلوب معاصر يعيد تقديم تجربته ويقرّبها من الأجيال الجديدة. كما يستضيف مسرح إثراء «ورشة قراءة النص الأدبي» التي تجمع بين التطبيق والتحليل، ومساحة «توأمك الأدبي» التي تساعد الزوار على اكتشاف ميولهم القرائية عبر أسئلة قصيرة موجهة. ويقدم المهرجان كذلك «شاشة ماراثون أقرأ» و«معرض أقرأ» الذي يوثق مسار المسابقة منذ انطلاقها، ومعرض «الكتبية» لتبادل الكتب المستعملة، إضافة إلى متجر يوفر إصدارات ضيوف المهرجان. يشار إلى أن مسابقة أقرأ تُوّجت بثلاث جوائز هذا العام، جائزة التواصل الحضاري، وجائزة أثر، وجائزة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، مما يعزز مكانة المسابقة في المشهد الثقافي العربي.